مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي

ناقشت الندوة التي نظمها مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي مساء أمس بمناسبة الاحتفال بيوم القدس ، الانتهاكات الصهيونية والممارسات التهويدية في المدينة المقدسة .

وقال الباحث نواف الزرو ، ان ما يجري هو عملية اختطاف شامل واستراتيجي للقدس لاخراجها من كل الحسابات الفلسطينية والعربية والدولية بذرائع دينية توراتية ، حيث يوجد الآن في القدس الشرقية 250 ألف صهيوني مقابل 280 ألف مواطن عربي مقدسي.

وأشار الى ان هناك ثمانية أحزمة استيطانية تحاصر القدس ، فيما تمت السيطرة على بيوت في سلوان وتم اقرار بناء 58 ألف شقة سكنية ، لافتا الى ان الحفريات في المدينة المقدسة تشكل خطرا كبيرا .

وأوضح الزرو ان ما يجري هو بهدف هدم المشهد المقدسي بكامل معالمه الحضارية والدينية والتراثية والتاريخية ، واحلال مشهد صهيوني توراتي بدلا منه ، اذ ان أهالي القدس هم الوحيدون الذين يخوضون معارك يومية مع الاحتلال .

بدوره قال الكاتب الدكتور عيسى حداد ، ان الصراع في فلسطين ليس صراعا اسلاميا صهيونيا ، انما صراع مع أهل فلسطين بجميع مكوناته ، والدليل ما قدمه المسيحيون من شهداء وتضحيات وصمود .

وأشار الى ان المؤتمر المسيحي الأول في القدس أعلن ان أي مسيحي يبيع أرضا أو يتوسط لبيعها الى الصهاينة خائن لدينه ووطنه لايصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسيحيين واعتبر المؤتمر المقاومة فرضا دينيا على كل مسيحي .

وقال " ان نسبة المسيحيين في القدس حتى عام 1948 بقيت (50) بالمائة من مجموع السكان ووصلت نتيجة الممارسات الصهيونية التعسفية ضد المدنيين كهدم البيوت ومصادرة الأراضي والممتلكات واقامة المستوطنات وعمليات التهجير القسري الى 10 بالمائة فقط ، فيما استمرت النسبة في التراجع حتى وصلت الآن الى 1 بالمائة ".

وأشار الى الاعتداءات على المقابر المسيحية ومصادرة أراضي وممتلكات الوقف المسيحية قرب العيزرية وأبو ديس والأراضي الوقفية في حي الطالبية ودير أبو طور وأبو غوش ودير الصليب ،مبينا ان كنيسة القيامة تعرضت الى العديد من عمليات السطو والسرقة ، كما تم هدم كنيسة المصعد في جبل الزيتون و احراق الكنيسة المعمدانية واحراق المكتبة الانجيلية وتفجير قنبلة في دير الروح القدس في العيزرية واشعال النار في كنيسة القديس بولس الأسقفية ، اضافة الى تعرض المطران كبوشي الى العديد من محاولات الاعتداء والاهانة والنفي خارج فلسطين.

وتحدث رئيس منتدى الزرقاء للثقافة والفنون عبد الله المومني ، عن الظروف والأجواء التي طبعت فترة ما قبل احتلال القدس عام 1967 ودور الهاشميون في الابقاء على الهوية المقدسية العربية .

ولفت الى ان الجيش العربي الأردني قدم التضحيات الجسام والشهداء الذين روت دمائهم أراضي القدس في سبيل الدفاع عن عروبتها وقدسيتها .

وتبع الندوة التي أدارها الباحث الدكتور جاسر العناني وحضرها جمع من الكتاب والناشطين والشخصيات الوطنية والحزبية ، نقاش وحوار تركز على أهمية تعزيز المشروع الوحدوي العربي لمواجهة المشروع الصهيوني .

نقلًا عن"بترا"