مقديشو - العرب اليوم
حث إقليم بلاد بنط شبه المستقل فى الصومال دولة الإمارات على عدم إنهاء عملياتها الأمنية فى الإقليم بعد خلاف مع الحكومة المركزية وقال إن الإمارات حليف مهم فى قتال الإرهابيين.
ويتعلق هذا النزاع بتوتر متزايد بين دول الخليج والصومال الذى يقع ساحله بالقرب من مسارات شحن مهمة وفى الجهة المقابلة من البحر لليمن.
وقال محللون إن الأزمة المعقدة تنذر بمزيد من التدهور فى وضع أمنى مشتعل بالفعل على جانبى خليج عدن حيث تنفذ جماعات متشددة هجمات مستمرة، وقالت الحكومة المركزية فى الصومال يوم الأربعاء الماضى إنها ستتولى مسؤولية برنامج تدريب عسكرى تديره الإمارات.
وبعدها بأيام أعلنت الإمارات انسحابها واتهمت مقديشو بالاستيلاء على ملايين الدولارات من طائرة. وقالت إن الأموال كانت مخصصة لدفع رواتب الجنود.
وقال مكتب رئيس بلاد بنط الواقعة عند طرف القرن الأفريقى وتشرف على خليج عدن "لا نطلب من أصدقائنا الإماراتيين البقاء فقط وإنما أيضا مضاعفة جهودهم لمساعدة الصومال فى الوقوف على قدميه".
وأضاف البيان فى وقت متأخر أمس الاثنين أن إنهاء دعم الإمارات "سيساعد عدونا فقط خاصة حركة الشباب وتنظيم داعش".
الإمارات واحدة من عدة دول خليجية فتحت قواعد لها على طول الساحل الأفريقى وتعهدت باستثمارات وتبرعات فى إطار المنافسة على النفوذ فى منطقة غير مستقرة لكنها ذات أهمية استراتيجية.
وتفاقمت المنافسة إثر خلاف دبلوماسى بين قطر ومجموعة من الدول الخليجية منها الإمارات. وفى المقابل أدى هذا الخلاف لزيادة الانقسامات داخل الصومال.
وتسعى بلاد بنط، التى تقول إنها تريد الاستقلال، لجذب الإمارات التى تدير مركزا للتدريب على مكافحة القرصنة هناك وتقوم بتطوير الميناء الرئيسى. وانتقدت الحكومة المركزية فى مقديشو العام الماضى بلاد بنط لانحيازها فى النزاع الخليجى. وتركيا حليفة قطر أحد أكبر المستثمرين فى الصومال.
وقال مسؤول حكومى فى الأسبوع الماضى إن مقديشو قررت تولى مسؤولية العملية التى تتولاها الإمارات بسبب انتهاء مدة العقد المبرم مع البلد الخليجى لتنفيذها. وقال مسؤول آخر إن الحكومة تستثمر الأموال التى جرى الاستيلاء عليها من الطائرة.
وأثارت المنافسة بين بلدان الخليج فى الصومال اتهامات بالتدخل الأجنبى وسببت حالة من الاستياء فى العديد من أركان المجتمع الصومالى، وقال محلل أمنى طلب عدم ذكر هويته إن توقف البرنامج الإماراتى قد يسبب عدم استقرار.
وقال المحلل لرويترز "قيمة القوات التى تدربها الإمارات كانت مزدوجة حيث كانت مدربة بشكل جيد والأهم من ذلك أنها كانت تحصل على رواتبها فى موعدها" بخلاف قطاعات أخرى فى قوات الأمن، وتجتاح النزاعات الصومال منذ عام 1991.