صنعاء - العرب اليوم
عززت الميليشيات الشيعية سيطرتها على اليمن حيث الغالبية من السنة، باعلانها الجمعة حل البرلمان واقامة مجلس رئاسي يتولى قيادة هذا البلد الذي استقال رئيسه ورئيس حكومته قبل اسبوعين.
واليمن، حليف الولايات المتحدة في حربها ضد القاعدة، غارق في ازمة سياسية حادة منذ 22 كانون الثاني/يناير اثر استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته بعد يومين من سيطرة الحوثيين على مقر الرئاسة.
وفي "اعلان دستوري" صدر من القصر الرئاسي، قررت المليشيا الشيعية ايضا تشكيل مجلس وطني من 551 عضوا سيحل مكان البرلمان.
وسيقوم المجلس الرئاسي لاحقا بتشكيل حكومة كفاءات وطنية لفترة انتقالية حددتها ميليشيا انصار الله في الاعلان الرئاسي بسنتين.
ونص الاعلان على ان "يتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية مجلس رئاسة مكون من خمسة اعضاء ينتخبهم المجلس الوطني وتصادق عليهم اللجنة الثورية، في حين يكلف مجلس الرئاسة من يراه من اعضاء المجلس الوطني او من خارجه بتشكيل حكومة انتقالية من الكفاءات الوطنية".
واشار الى "تفرع اللجنة الثورية لجانا ثورية في المحافظات والمديريات في انحاء الجمهورية".
وتمت تلاوة هذا الاعلان الرئاسي خلال حفل اقيم في القصر الرئاسي بمشاركة شخصيات قبلية وعسكرية ووزيري الدفاع والداخلية في الحكومة التي استقالت قبل اسبوعين.
كما حضرت ايضا شخصيات مقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي اضطر الى التخلي عن السلطة بسبب ضغوط مارسها الشارع وبات حليفا للحوثيين.
لكن الاعلان الرئاسي اثار تصريحات تنتقد بحدة "انقلاب" الحوثيين على الشرعية، كما انطلقت تظاهرات تدين هذه المبادرة.
وقال شهود ان مئات الشبان تظاهروا مساء الجمعة في صنعاء حيث اطلق عناصر الميليشليات النار في الهواء واوقفوا ستة ناشطين بينهم صحافي في محطة تلفزيون محلية، اثناء محاولتهم تفريق تظاهرة في مكان قريب من الجامعة.
كما سارت تظاهرات مماثلة في الحديدة وتعز وعدن حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد ب"انقلاب" الحوثيين وفقا لما ذكره عدد من السكان.
وفي تعز، اكبر مدن اليمن، نصب متظاهرون خيمة امام مقر حاكم المحافظة التي تحمل الاسم ذاته مشيرين الى اعصام للتنديد ب"الانقلاب" ايضا.
وقال مسؤول اميركي رفيع الجمعة اثر لقاء بين وزير الخارجية جون كيري ومسؤولين في مجلس التعاون الخليجي في ميونيخ ان واشنطن تعارض اعلان الحوثيين في اليمن حول اقامة مجلس رئاسي.
واضاف ردا على سؤال عن موقف واشنطن حيال حل البرلمان اليمني واقامة مجلس رئاسي، "لا نوافق على ذلك كما انهم غير موافقين ايضا".
كما اعرب مجلس الامن الدولي الجمعة عن "قلقه العميق" من الوضع في اليمن وهدد بفرض عقوبات في حال لم تستأنف المحادثات لاخراج البلاد من الازمة.
وفي اعلان تلاه الرئيس الدوري لمجلس الامن السفير الصيني جيي لو اعربت الدول ال15 الاعضاء عن "استعدادها لاتخاذ اجراءات اضافية" - وهو تعبير يعني عادة فرض عقوبات - "في حال لم تستأنف المحادثات فورا".
وياتي الاعلان عن هذه القرارات غداة تعليق المفاوضات بين مختلف الفصائل السياسية للخروج من الازمة الحالية باشراف موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر بعد فشل التوصل الى اتفاق. وكان من المفترض ان تتواصل هذه المفاوضات السبت، حسب ما اعلن المشاركون.
وكان الحوثيون دخلوا العاصمة صنعاء في العشرين من ايلول/سبتمبر قادمين من شمال البلاد وسيطروا على الكثير من المباني الحكومية بالقوة ما دفع الرئيس والحكومة الى الاستقالة.
ووسع الحوثيون سيطرتهم باتجاه وسط البلاد واصطدموا بقبائل سنية ومقاتلي القاعدة.
وارتفعت اصوات في الاوساط السياسية وبين الناشطين تدين خطوات الحوثيين.
وقال محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور ان السلطات المحلية في الاقليم الذي يضم محافظات لحج والضالع وابين وعدن "لن تتعامل مع الإعلان الدستوري" الذي وصفه بانه "انقلاب على الشرعية الدستورية" .
واشار الى "لقاء وطني لإقليم عدن والجند وحضرموت وسبأ ندين فيه الانقلاب".
من جهته، اعلن الحزب الوحدوي الناصري رفضه الاعلان الدستوري.
وقد اصدر مجلس شباب الثورة بيانا يرفض الاعلان الدستوري الحوثي ويصفه ب"الاغتصاب للسلطة ومصادرة لارادة اليمنيين".
ودعا البيان اليمنيين الى "مقاومة سلطة هيمنة ميليشيات الحوثي" واصفا الاعلان بانه "خطوة هيسترية تعبر عن استهتار بالغ بتاريخ الشعب اليمني، ونضالاته، وطموحاته".
واضاف انه "يعتبر صنعاء عاصمة محتلة من قبل ميليشيات مسلحة طائفية اغتصبت السلطة وقوضت الدولة اليمنية، ويرى ان كل ما يصدر عنها وما تتخذه من اجراءات باطلة وغير مشروعة وغير ملزمة لبقية المحافظات".
ودعا الى "مقاومة هذا الانقلاب بكل السبل" وطالب "جميع اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم الوقوف صفا واحد ضد هذا العربدة الحوثية ومقاومة سلطة هيمنة ميليشيات الحوثي التي تبدو مصرة على المضي بمخططاتها الانفرادية والاستعلائية، في محاولة منها لتغيير هوية البلد السياسية".
من جهتها، اعلنت قبائل منطقة مأرب رفضها لإعلان الحوثي.
واكد الشيخ القبلي صالح الأنجف أن "قبائل مأرب المتواجدة في مطارح نخله والسحيل بمحافظة مأرب ترفض رفضا قاطعا ما أعلنه الانقلابيون في صنعاء ونعلن التزامنا بمخرجات الحوار ووقوفنا إلى جانب القيادة السياسية المنتخبة وسنصدر بيانا في الساعات القادمة".
يذكر ان الاعلان الرئاسي صدر غداة تعليق المحادثات بين القوى السياسية الى السبت بعد جلسة حوار استؤنفت برعاية الامم المتحدة مساء الخميس بهدف التوصل الى اتفاق ينهي الازمة السياسية الحادة التي تعصف بالبلاد.
وقد اكدت اطراف اخرى مشاركة في الحوار ان المفاوضات تراوح مكانها.