صنعاء - العرب اليوم
لجأ الحوثيون مجددا الى القوة الاثنين لتفريق تظاهرة احتجاج على وجودهم في صنعاء، فيما لا تزال الاتصالات التي تهدف الى اخراج اليمن من الازمة تراوح مكانها.
واسفرت غارة شنتها طائرة من دون طيار، هي الاولى منذ استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي الخميس، عن مقتل ثلاثة اعضاء مفترضين في تنظيم القاعدة غداة توعد الولايات المتحدة بمواصلة حملتها لمكافحة التنظيم المتطرف في اليمن.
وبعد بضع ساعات، اعلنت السفارة الاميركية في صنعاء الاثنين في بيان انها تغلق ابوابها امام العموم "حتى اشعار آخر".
واضاف البيان الموجه الى الرعايا الاميركيين في اليمن "بسبب الاستقالة الاخيرة للرئيس ولرئيس الحكومة وللحكومة اليمنية، والمشاكل الامنية القائمة، لم تعد السفارة قادرة على تقديم الخدمات القنصلية الاعتيادية، كما ان قدراتها على تقديم المساعدة للمواطنين الاميركيين في حالات طارئة باتت محدودة للغاية".
واليمن، حليف الولايات المتحدة في حربها على تنظيم القاعدة، في ازمة سياسية حادة منذ استقالة الحكومة والرئيس عبد ربه منصور هادي تحت ضغط الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على مجمع القصر الرئاسي في صنعاء.
فبعد ان سدوا المنافذ المؤدية الى جامعة صنعاء نقطة تجمع خصومهم في شمال العاصمة، طارد الحوثيون الاشخاص النادرين الذين تجرأوا على التجمع في داخل الحرم الجامعي.
وعلى غرار ما فعلوا الاحد، قام عناصر من الحوثيين مسلحين باسلحة بيضاء بضرب المتظاهرين كما تصدوا لصحافيين بحسب شهود عيان.
وافاد احمد شمسان احد المتظاهرين الذي شاهد ما فعله الحوثيون واوقف بعد ذلك مع اشخاص عدة بحسب رفاقه، لوكالة فرانس برس "ان ستة اشخاص على الاقل اصيبوا بجروح جراء طعنات خناجر".
وقد دعت احزاب سياسية وممثلون عن المجتمع المدني الاحد الى تظاهرة جديدة مناهضة للحوثيين في الساحة الواقعة امام حرم جامعة صنعاء.
واطلق على المكان تسمية "ساحة التغيير" بعد ان كانت مركزا للحراك الاحتجاجي الذي بدا في 2011 وادى الى رحيل الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد سنة من ذلك.
وكان الحوثيون اطلقوا الاحد الرصاص الحي لتفريق بداية تظاهرة في جامعة صنعاء غداة مسيرة حاشدة لمعارضيهم، واوقفوا عددا من المتظاهرين وكذلك صحافيين.
وقال محمد صالح السعدي وهو ناشط من المجتمع المدني انه وبعد اعتصام امام مخفر للشرطة احتجز فيه حوثيون صحافيين، تم اطلاق سراح اثنين من هؤلاء لقاء "تعهد خطي" بعدم تغطية التظاهرات في صنعاء.
واعترضت نقابة الصحافيين الاحد على اعتقال صامد السامعي محرر الشؤون السياسية في صحيفة "الاولى" ويحيى القباطي الصحافي في موقع الاشتراكي نت الاخباري.
كما اعترضت على توقيف محمد السياغي المصور لدى رويترز لفترة وجيزة ولتعرضهم بالضرب ضد الصحافية المستقلة هدى الذبحاني.
وعلى الصعيد السياسي، اعلنت اربعة احزاب سياسية في وقت متاخر الاحد انتهاء الاتصالات مع الحوثيين من اجل اقناع الرئيس هادي بالعودة عن الاستقالة.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن الدولي الاثنين جلسة مشاورات مغلقة حول الازمة في اليمن حيث كان يفترض ان ينعقد البرلمان اليمني بشكل عاجل للبحث في استقالة الرئيس لكنه ارجأ اجتماعه الى موعد لم يحدد.
ويواصل موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر اتصالاته في اليمن مع مختلف الاطراف في محاولة لتطبيق الاتفاق السياسي الموقع في 21 ايلول/سبتمبر 2014 ويقضي بانسحاب المليشيات الشيعية من صنعاء.
ورغم الوضع الفوضوي السائد في اليمن اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما تصميمه الاحد على مطاردة الفرع اليمني لتنظيم القاعدة الذي تعتبره واشنطن الاخطر في هذه الشبكة المتطرفة.
وقال اوباما في الهند التي يزورها حاليا، "ان اولويتنا هي ابقاء الضغط على تنظيم القاعدة في اليمن وهذا ما نفعله".
وقد ضرب تنظيم القاعدة الاثنين في اليمن حيث شن هجوما على الجيش في ابين (جنوب) ما ادى الى مقتل اربعة جنود كما خسر ثلاثة من عناصره بحسب مصدر عسكري.
أ ف ب