صنعاء ـ علي ربيع
أجبرت أحداث العنف المتفاقمة في جنوب اليمن، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، على مغادرة العاصمة صنعاء، والتوجه في وقت متأخر من مساء السبت، إلى مدينة عدن (كبرى مدن الجنوب)، إثر تدهور الأوضاع الأمنية منذ الخميس، بالإضافة إلى سقوط قتلى وجرحى في مواجهات، السبت، بين الشرطة ومسلحين من أنصار المعارضة الجنوبية، المطالبة بالانفصال عن شمال اليمن، كانوا حاولوا تنفيذ عصيان مدني بالقوة، في مدن جنوبية عدة. وفي حين تعد هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الرئيس هادي جنوب البلاد منذ توليه الرئاسة في شباط/ فبراير من العام الماضي، بسبب المحاذير الأمنية، أكدت مصادر مقربة منه وصوله، في وقت متأخر من مساء السبت، إلى القصر الرئاسي في عدن، حيث من المتوقع أن يناقش مع المسؤولين خطوات لمعالجة الانفلات الأمني في المدينة، بالإضافة إلى إجراء مباحثات مع قيادات جنوبية، لإقناع فصائل المعارضة الانفصالية بالتهدئة، وحثها على الانخراط في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المقرر انطلاقه في 18 آذار/ مارس المقبل. من جهتها أكدت المصادر الرسمية وصول هادي إلى عدن، في زيارة تفقدية للمحافظة، وقالت إنه "سيطمئن خلالها على سير الأداء في مختلف المستويات الإدارية والتنموية والاقتصادية"، كما سيلتقي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، "قيادة السلطة المحلية والمسؤولين في المجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية والقيادات الأمنية والعسكرية، لتدارس قضايا تنفيذ المهام على مختلف الصعد". وشهدت عدن ومدن جنوبية أخرى، السبت، أعمال عنف، قتل فيها شخصان من أنصار الحراك الجنوبي، برصاص الشرطة، إثر محاولة العشرات من المحتجين المطالبين بالانفصال فرض عصيان مدني بالقوة، حيث قاموا بقطع الطرقات بالحجارة والإطارات المشتعلة، وأجبروا ملاك المحلات على إغلاق متاجرهم، قبل أن تتدخل الشرطة لوضع حد لذلك. وأكد مدير أمن محافظة حضرموت (شرق اليمن) أن نحو 12 شرطيًا أصيب بالرصاص الحي في مواجهات، السبت، مع مسلحين من أنصار "الحراك الجنوبي" التابع لعلي سالم البيض، حاولوا فرض العصيان المدني بالقوة، كما هاجموا محلات تجارية يملكها مواطنون من المحافظات الشمالية، وأحرقوا مقرات تتبع حزب الإصلاح (الإسلامي) في المحافظة. وأفادت لـ"العرب اليوم" مصادر محلية وطبية في سيئون (كبرى مدن وادي حضرموت) أن عناصر من المعارضة الجنوبية الموالية لعلي سالم البيض أقدمت، السبت، على إشعال النار في أحد المواطنين الشماليين يعمل في متجر في المدينة، بعد أن صبت عليه البنزين، فيما تدخلت قوات الأمن لإنقاذه ونقله إلى المستشفى في حالة خطرة. وتتهم السلطات اليمنية نائب الرئيس الأسبق في اليمن، علي سالم البيض، والمقيم خارج البلاد، بتلقي دعم إيراني لإفشال مسار الانتقال السلمي للسلطة في البلاد، ومحاولة إثارة العنف، فيما يرفض هو وقيادات جنوبية أخرى المشاركة في الحوار الوطني، متمسكًا بمطلب استعادة دولة الجنوب اليمني، التي كانت قائمة قبل أن تتوحد مع الشمال في العام 1990. وحذر مجلس الأمن الدولي في بيانه الأخير،، قبل أيام، بشأن الأوضاع في اليمن، البيض وأطرافًا يمنية أخرى، في مقدمتهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، من فرض عقوبات عليهم تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، في حال استمروا في عرقلة الانتقال السلمي للسلطة في البلاد.