صنعاء ـ علي ربيع
عقد الفريق الدولي المكلف من الأمم المتحدة للتحقيق في شحنة الأسلحة الإيرانية التي أوقفتها اليمن في مياهها الإقليمية، في كانون الثاني/يناير الماضي، لقاء مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الاثنين، في مدينة عدن(كبرى مدن جنوب اليمن) أطلعوه فيها على نتائج التحقيق الأولية التي توصلوا إليها، فيما أكد الرئيس هادي للفريق الدولي أن الدلائل واضحة ولا تحتاج إلى جهد كبير لمعرفة تورط إيران في إرسال الشحنة إلى اليمن لحساب متمردين على الدولة. وكانت السلطات اليمنية، اعترضت في مياهها الإقليمية الجنوبية في 23 كانون الثاني /يناير، وبمساعدة البحرية الأميركية، شحنة أسلحة متطورة بينها صواريخ حرارية مضادة للطائرات، على متن السفينة(جيهان2) قادمة من إيران، ما جعل الحكومة اليمنية تطلب رسمياً من لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي المساعدة في التحقيق حول الشحنة، متهمة إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية. وذكرت المصادر الرسمية اليمنية، أن هادي تحدث إلى الخبراء الدوليين في فريق التحقيق، بخصوص ما تعانيه اليمن من مشاكل عدة سواء على مستوى تنظيم "القاعدة" الإرهابي أو القرصنة في خليج عدن والساحل الصومالي أوتهريب الأسلحة والمخدرات، قائلاً: "إن هذه العوامل قد فرضت على اليمن تأثيرات سلبية وخلخلات أمنية مزعجة". وأشارت المصادر إلى أن الرئيس هادي أكد لفريق التحقيق على أهمية التحري والموضوعية، رغم الدلائل الواضحة التي تثبت تورط إيران في شحنة الأسلحة التي أرسلتها إلى بلاده لصالح متمردين على الدولة، ونقلت عنه قوله "كل شيء واضح ومؤكد ولا يحتاج إلى البحث والتخمين". من جهته قدم فريق التحقيق الدولي إيضاحات شاملة حول المهام التي قامم بها خلال الأيام الثلاثة الماضية منذ وصوله إلى عدن وما أنجزه على هذا الصعيد من فحص وتحر وتحقيقات، مشيراً إلى أنه في الطور النهائي من التحقيقات، حيث يجري أعضاء الفريق تحقيقات انفرادية مع بحارة السفينة(جيهان2)وعددهم 8 أشخاص كلهم يمنيو الجنسية. على صعيد منفصل، نجحت زيارة الرئيس اليمني المفاجئة إلى مدينة عدن(جنوب اليمن) في تهدئة الغليان في المدينة، بعد أحداث عنف شهدتها في الأيام الأخيرة، بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار المعارضة الجنوبية الساعية لانفصال الجنوب اليمني، حاولوا فرض العصيان المدني بالقوة، وسط أنباء لم تتأكد رسمياً عن إقالة هادي لمدير الأمن في محافظة عدن، على خلفية الأحداث العنيفة التي مرت بها، في مساع منه لامتصاص غضب الشارع الجنوبي. وفيما خفت حدة التوتر في عدن لايزال الوضع متفاقماً في مدن محافظة حضرموت(شرق اليمن) ومحافظات جنوبية أخرى، حيث شهدت مدينة المكلا(كبرى مدن حضرموت)شللاً تاماً في الحركة، وأغلقت المدارس أبوابها، وتوقفت حركة النقل، وأقفلت المحلات التجارية، كما أحرق مجهولون من عناصر الحراك الانفصالي مقراً لحزب المؤتمر الشعبي العام(حزب الرئيس السابق)، في حين أصيب ثلاثة أشخاص بطلقات نارية، أحدهم من الشرطة في مواجهات مع مسلحي"الحراك" في حي الديس الشرقية. إلى ذلك أحرق مسلحون من عناصر "الحراك" الذي يقوده علي سالم البيض من الخارج، مقراً آخر لحزب المؤتمر في مدينة غيل باوزير التي تبعد نحو(70 كيلومتراً من المكلا) وأجبر مواطنون ينتمون للمحافظات الشمالية إلى إغلاق محلاتهم، بينما فضل آخرون حزم أمتعتهم والعودة إلى منطقهم خوفاً على حياتهم