صنعاء ـ خالد عبدالواحد
قُتل 100 مسلحًا "حوثيًا" وجرح العشرات خلال المعارك الدائرة مع قوات الجيش اليمني، مسنودة بمقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في محافظة الحديدة غربي اليمن، خلال اليومين الماضيين، وقال موقع الجيش اليمني، إن مقاتلات التحالف شنت غارات جوية، اليوم الاثنين، استهدفت تجمعات للمليشيا الحوثية بجوار مزرعة علي أحمد أهيف، في منطقة المغرس، في مديرية التحيتا، في محافطة الحديدة ما أسفر عن مقتل12من مسلحي جماعة الحوثيين، بينهم القيادي الميداني عبدالجبار شرف ، وأضاف أن مقاتلات التحالف العربي وطائرات الأباتشي شنت غارات جوية مكثفة على مواقع وتجمعات للمليشيا الحوثية في أطراف مديرية الجراحي، تزامنت مع استمرار المعارك العنيفة بين قوات الجيش اليمني والمليشيا ما أسفر عن مقتل 29 حوثيا وإصابة أخرين.
وقتل أكثر من60عنصرًا من المليشيا الحوثية وأصيب العشرات بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي ومعارك عنيفة دارت شرقي مديرية حيس، وأكدت مصادر التابع للجيش الوطني أن من بين القتلى ثلاثة من أبناء القيادي الحوثي كهلان أبو رأس، هم حاشد، وهاشم، وزيد.
ويتزايد أعداد القتلى والخسائر في صفوف الحوثيين تزامنًا مع فعاليات تقيمها جماعة الحوثيين في مدارس ومساجد العاصمة صنعاء احتفاء بعيد الشهيد لحشد المزيد من المقاتلين لتغطية الخسائر المتواصلة في جبهات القتال مع قوات الجيش اليمني مسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في محافظات الحديدة (غرب اليمن) وصعدة (أقصى شمال) وتعز (جنوب غربي البلاد) خلال الأيام الماضية .
ولقي نحو "80"، شخصًا مقتلهم من أسرة واحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، وهم بيت "شرف الدين" الأسرة السلالية والتي تتصل بنسب الحوثيين، وفق ما أكدته مصادر إعلامية، وكشف مركز العاصمة الإعلامي عن استحداث الحوثيين 16 مقبرة جديدة في أمانة العاصمة صنعاء شمال اليمن، وأكد المركز أن المقابر التي استحدثها الحوثيون في العاصمة صنعاء خلال ثلاثة أعوام، بلغت 16 مقبرة متوزعة على 10 مديريات، في حين شكا سكان في مديريات "السبعين والجراف وبيت بوس" من امتلاء المقابر الموجودة ما أدى إلى ارتفاع أسعار القبور نتيجة ازدياد عدد الوفيات وجثث مقاتلي الحوثي الآتية من جبهات القتال الذين سقطوا خلال المعارك مع القوات الحكومية، وبفعل ضربات طيران التحالف العربي الداعم للشرعية في مختلف الجبهات، ووفق إحصائية المركز فإن منطقة "الجراف" في مديرية الثورة غرب العاصمة صنعاء، (معقل الحوثيين)، تعد من أكثر المناطق التي استحدثت فيها مقابر جديدة، حيث وصلت إلى أربع مقابر ذات مساحات كبيرة تقدر ما بين 2000 إلى 3000 متر، دفن فيها الآلاف من قتلى الحوثيين.
واستقبلت محافظة إب وسط اليمن، عشرات الجثث من قتلى الحوثيين خلال الأيام الماضية إثر معارك طاحنة دارت في محافظتي تعز والحديدة المجاورتين للمحافظة، وأفادت مصادر محلية في مديرية حزم العدين غرب محافظة إب عن وصول أكثر من عشرة قتلى ممن جندتهم المليشيات خلال الفترة الأخيرة، مقبلة من تعز ويرجح مقتلهم في المعارك التي شهدتها جبهة الصلو.
وقالت مصادر طبية إن "أكثر من 15 مسلح في صفوف مليشيات الحوثي قتلوا وجرح أكثر من خمسة آخرين أثناء معارك اندلعت بين الجيش الوطني ومليشيا الحوثي في أطراف مديرية حيس مع مديرية الجراحي في محافظة الحديدة، وأشارت المصادر إلى أن أغلب القتلى الذين وصلوا من مجندي التجنيد الإجباري في محافظة إب، بينهم أطفال جندتهم المليشيات.
وتشهد محافظة حجة، الواقعة شمال غرب البلاد، عمليات استنزاف للمخزون البشري من قبل عصابات التمرد الحوثية خاصة في أوساط الشباب والاطفال، وخسرت المحافظة خلال السنوات الماضية الآلاف من أبنائها خلال المعارك مع قوات الجيش اليمني، وخلال الأسبوع الماضي استقبلت مستشفيات محافظة أب أكثر من70عنصرًا بين قتيل وجريح معظمهم أطفال، جندتهم المليشيا وزجت بهم في معاركها الخاسرة، في حين يبقى مئات الاطفال من أبناء المحافظة، لا يعرف مصيرهم.
وتحولت محافظة حجة شمال غربي اليمن خلال الثلاث السنوات من الحرب الى مقبرة كبيرة للمليشيات وقتلاها في الجبهات، وفق مصادر حقوقية فإن محافظة حجة تعد من أكثر المحافظات التي تلقت المليشيات فيها ضربات قاتلة ووصل عدد قتلاها إلى الآلاف كونها مخزون بشري اعتمدت عليه طوال السنوات الماضية .ويصل عدد المقابر في المحافظة والمديريات إلى أكثر من 40مقبرة دفنت فيها المليشيات ولا يزال آلاف الشباب من المحافظة والذين لقوا حتفهم في جبهات القتال ما بين مفقودين أو أسرى حرب.
ولقي الآلاف من مسلحي جماعة الحوثيين مصرعهم خلال مواجهات مع قوات الجيش اليمني وغارات للتحالف العربي، خلال الأعوام السابقة.
ودافع نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي ، عن المقابر والقتلى الحوثيين وقارن ذلك بما حدث في كثير من بلدان العالم المرشحة للتحول إلى متطورة أو دول عظمى، ونشر نائب وزير خارجية الحوثيين، في صفحته على موقع "تويتر" صورًا لمقابر المسيحيين في أوروبا الذين سقطوا في الحروب وقارنها بالمقابر التي ينشؤونها في اليمن.
وقال" مقابر الحروب الوطنية تنتشر في مختلف البلدان لكنها كانت تنتشر بشكل أكبر في البلدان المرشحة للتحول إلى دول متطورة أو دول عظمى مضيفًا "بريطانيا وحدها تشرف على رعاية 65 ألف مقبرة من هذا النوع أيضًا في الصين واليابان وروسيا وألمانيا إلخ على غرار معركة دامت 6 أشهر سقط قرابة٢مليون ، وتابع فعلًا الحرية لغة فوق فهم التافهين "، وفق تعبيره.
وقال في تغريدة أخرى " كل الثورات الناجحة في العالم حوربت ، وعانت من التشويه ما عانت وحتى تضحيات أبنائها ومعاناتهم كانت تتعرض للانتقاص والسخرية من قبل العملاء والتافهين عبر كل العصور لكنها في نهاية المطاف انتصرت وتحولت تلك التضحيات والمقابر إلى معالم مقدسة لدى تلك الشعوب فقط لأنهم أدركوا أن نهوضهم بدأ منها . "
ويحتفل الحوثيون بقتلاهم سنويًا في سياق ما تطلق عليه «أسبوع الشهيد» من خلال تدشين معارض صور وتزيين المقابر، ووضع صورهم عليها، وتعليق لافتات كبيرة في شوارع العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفرضت جماعة الحوثيين على مديري المدارس إقامة فعاليات احتفالية بمناسبة أسبوع الشهيد من أجل جمع الطلاب إلى جبهات القتال، وقالت مصادر تربوية لـ" العرب اليوم" إن وزارة التربية والتعليم في العاصمة صنعاء ألزمت مديري المدارس بإحياء أسبوع الشهيد وتستضيف قيادات حوثية لإقامة محاضرات لحشد المقاتلين من المدارس بالإضافة إلى الدعم المالي لمسلحي الجماعة ،وقالت مديرة أحد مدارس العاصمة صنعاء والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن مليشيا الحوثي ألزمتها بإقامة فعالية احتفالية بعيد الشهيد مؤكدة أن طالبات المدرسة أقمن الفعالية على مضض ، مضيفة أن مشرف الحوثيين في المنطقة حضر إلى المدرسة لإحياء الفعالية ، وأشارت إلى أن مسلحين تابعين للجماعة قاموا بإطلاق النار وسط المدرسة ما أرعب الطالبات، وأكدت أن جماعة الحوثي عينت مشرفًا على المدرسة ، يحضر بشكل متواصل لإقامة ندوات للطالبات ويطالبهن للتجنيد .
وقال وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور عبدالله لملس، إن ميليشيا الحوثي تفرض التجنيد الإجباري على المدارس، وتنشر الأفكار الطائفية في أوساط الطلاب ضمن الحصص الدراسية، وأكد "لملس" في تصريحات صحافية ، أن الحوثيين استنفدوا كل قواهم العسكرية، ولجأوا إلى المدارس لتعويض خسائرهم في الأرواح من خلال فرض التجنيد الإجباري على الطلاب، و أضاف أن الانقلابيين يأخذون الطلاب من الفصول الدراسية إلى مراكز التدريب العسكرية، ويفرضون حصة مدرسية أسبوعيًا للهجوم على الشعب اليمني ودول التحالف العربي في محاولة لزرع الكراهية ضد الأشقاء العرب تنفيذًا للمشروع الإيراني.
وأشار "مجلي" إلى أن الخبراء الإيرانيين فشلوا في مخططاتهم وتكتيكاتهم الحربية في اليمن، وأن التجنيد الإجباري وتجنيد الأطفال لا يزالان الورقة الأخيرة التي يراهن عليها الحوثيون الموالون لإيران وفق تعبيره.
وأجبرت مليشيا الحوثي المعلمين والمعلمات في المدارس الأهلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها على حضور دورات طائفية، دشنتها منذ مطلع الأسبوع الجاري كل على حدة،وحصل" العرب اليوم" على صور تظهر أحد القيادات الحوثية (الجناح الديني) وهو يلقي محاضرة تعبوية للمعلمين بأحد المدارس الأهلية في منطقة شعوب ، ويطلب منهم التعاون مع الجماعة في إقناع الطلاب بالالتحاق بجبهات القتال، بحسب المصادر، وأشارت المصادر إلى أن المليشيات تهدف من وراء هذه الدوارات، التي ستقام في عموم المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات إلى توسيع عملية الحشد والتجنيد التي أعلنتها مطلع العام الحالي، والتي لم تؤتي النتائج التي كانت تتوقها المليشيات بسبب رفض المواطنين الدفع بأبنائهم للجبهات، ووفق المصادر فإن مليشيات الحوثي قررت توسيع حملة التجنيد من خلال جملة من الخطوات العملية المدروسة، ومنها تشكيل غرفة عمليات لمتابعة حملات التجنيد ومن خلال الضغط على عقال الحارات والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والقيادات التربوية لحشد أكبر عدد من المقاتلين وربطهم مباشرة بغرفة العمليات.
وقال مواطنون إن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران فرضت التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال وغرب البلاد»، وأشاروا إلى أن الميليشيات تُجبر الأسر في معظم مديريات محافظات حجة والحديدة والمحويت على إرسال أحد أفرادها للقتال في صفوفها ضد قوات الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي
وقالت المواطنة (ح.ك)، طلبت عدم ذكر اسمها «إن ميليشيات الحوثي أجبرتها على تسليم ابنها الأكبر وعمره 14 سنة»، مؤكدة أن الميليشيات أخذت عنوة وتحت تهديد السلاح العشرات من صغار السن من قريتها في منطقة كحلان في محافظة حجة.
وأضافت «هدد الحوثيون بتفجير منازل الأسر الرافضة لتجنيد أبنائها، لذلك لم يتمكن أحد من معارضتهم»، لافتة إلى أن الحوثيين تمادوا في تسلطهم وانتهاكاتهم للحقوق والحريات، بعد قتلهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر الماضي.
واعترف القيادي الحوثي صالح الصماد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى بهزيمة مليشيا الحوثي وفقدانها الكثير من المناطق ، جاء ذلك في خبر رسمي نشرته وكالة سبأ في نسختها الحوثية , من اجتماع رأسه، "الصماد" لما قالت عنه لجنة التعبئة العامة، فيما اعترف بالأوضاع الصعبة التي تمر بها جماعته, إلا أنه وعد بالنصر وفقدان الكثير من المناطق من سيطرتهم , غير أنه قال والتحكم :السيطرة على جغرافيا معينة لا تحسم المعركة في محاولة التقليل من الهزائم التي منيت بها جماعته، ودعا "الصماد" إلى التعبئة العامة من خلال تدريب الجميع على استخدام السلاح , كما دعا إلى إعادة تجميع الوحدات العسكرية، وخطة التعبئة التي ناقشها الصماد مع قيادات وزارة الدفاع التابعة للمليشيا تكشف عن فشل حملة التجنيد الواسعة التي أطلقتها في مناطق سيطرتها .
وأفاد مصدر مطلع في العاصمة اليمنية صنعاء عن اشتعال موجة من الخلافات بين القيادات الحوثية بشكل غير مسبوق، وذلك في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة اشتباكات وقطع للطرق والشوارع وإطلاق النار بشكل مجهول ، وفق ما ذكرته وسائل إعلامية فقد أوضح المصدر أن محور الخلافات بين القيادات الحوثية يتمثل في الصراع على المناصب القيادية وكل أحد يرى أحقيته في امتلاكها، وأضاف المصدر أن شوارع صنعاء شهدت مواجهات على الأرض بين عدة أطراف تتبع للقيادات الحوثية، موضحًا أن الطرف الأول يمثل الميليشيات الهاشمية السياسية المدعومة من قبل ما يعرف برئيس المجلس السياسي، صالح الصماد، من جهة، مقابل ميليشيات أخرى موالية للقيادي محمد علي الحوثي، من جهة ثانية، وظهور طرف ثالث يتزعمه القيادي يحيى الشامي وعائلته.
ولفت المصدر إلى أن كل طرف من هذه الأطراف المتناحرة بات يعيد تموضعه وتمركزه في أحياء وشوارع العاصمة، وسط مخاوف متزايدة بين المواطنين من التصفية والنهب للممتلكات العامة والخاصة.
وأكد المصدر وجود تمرد لبعض القيادات الميدانية، وتجاهل لتنفيذ أوامر القيادات العليا، فضلاً عن حالات العصيان للعناصر القتالية على الجبهات، مضيفًا أن عددًا كبيرًا من القيادات تم الزج بهم في السجون نظير عصيانهم، وأشار المصدر إلى أن سوء توزيع الأموال المنهوبة والمرتبات بين القيادات والعناصر الحوثية يعد عاملاً إضافياً لإثارة الخلافات، مبيناً أن ذلك دفع بعض القيادات إلى التنسيق مع قيادات أخرى لتصفية القيادات الكبيرة، الأمر الذي أشعل حالة من عدم الثقة بين بعضهم البعض، وأضاف المصدر أن محاولات بعض القيادات الحوثية لإصلاح الموقف وتوحيد الصف فشلت ولم تخرج بنتيجة مقبولة بين الأطراف مؤكداً أيضاً وجود مساعٍ من قبل العناصر الإيرانية وميليشيا حزب الله لرأب الصدع القائم في صفوف الجماعة.