الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى وصوله عدن

تسعى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي الى استعادة كامل محافظة تعز، لما يمثله ذلك من مدخل لتأمين جنوب البلاد والتقدم نحو استعادة مناطق الوسط والشمال لا سيما صنعاء، من المتمردين الحوثيين.

وبدأت قوات هادي مدعومة بالتحالف بقيادة السعودية هجوما واسعا الاحد في المحافظة الواقعة في جنوب غرب البلاد، لطرد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين يسيطرون على مناطق واسعة من المحافظة، ويحاصرون مركزها مدينة تعز.

ويقول نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية اليمني ثابت حسين صالح لوكالة فرانس برس ان استعادة محافظة تعز قد تمثل "مفتاحا للانطلاق نحو تحرير باقي المحافظات مثل إب والبيضاء" وسط البلاد قبل التقدم باتجاه الشمال.

ويضيف صالح، الخبير في الشؤون العسكرية، ان لاستعادة تعز "اهمية استراتيجية لحماية الجنوب" اضافة الى عدن، ثاني كبرى مدن البلاد.

وكانت القوات الموالية لهادي استعادت في تموز/يوليو بدعم جوي وبري من التحالف، كامل السيطرة على المدينة الواقعة على الساحل الجنوبي بعد طرد الحوثيين والقوات الموالية لصالح منها. الا ان الوضع الامني في عدن التي اعلنها هادي في وقت سابق من هذا العام عاصمة موقتة للبلاد، لا يزال هشا، مع تنامي نفوذ الجماعات المسلحة وبينها مجموعات جهادية.

وعاد هادي صباح الثلاثاء الى عدن للاشراف على العمليات العسكرية في تعز. ويقيم الرئيس اليمني في الرياض منذ تقدم الحوثيين جنوبا في آذار/مارس. وهذه العودة هي الثانية له منذ أيلول/سبتمبر، حينما امضى في عدن اياما قبل ان يغادر مجددا الى الرياض بسبب الوضع الامني.

واكد مصدر رئاسي يمني لفرانس برس الثلاثاء ان هادي عاد "لادارة شؤون البلاد" و"للاشراف المباشر على العملية العسكرية".

- "تغير ميزان القوى" -

ويتوقع صالح ان تكون المعركة "صعبة" في المحافظة ذات المساحة الواسعة والتي تعد نقطة تواصل بين الشمال والجنوب، وتطل على مضيق باب المندب على البحر الاحمر.

ويوضح ان الحوثيين وحلفاءهم "يسيطرون على معظم مناطق محافظة تعز حيث المقاومة الشعبية ضعيفة"، في اشارة الى التسمية التي تطلق على مجموعات من المقاتلين المناهضين للحوثيين، وتضم في صفوفها عناصر من الحراك الجنوبي واسلاميين وقبليين ومتطوعين.

وتتقدم القوات الموالية لهادي بدعم من التحالف العربي عبر ثلاثة محاور في محافظة تعز، بحسب ما يفيد قادة عسكريون.

ويوضح العميد فضل عباس، قائد قاعدة العند الجوية التي يتم منها الاشراف على العملية العسكرية، "نتقدم من ثلاثة محاور لكسر الحصار المفروض على تعز وتحرير المدينة"، متحدثا عن "انهيار" في صفوف الحوثيين وقيام العديد منهم بالاستسلام.

وبحسب الخبير في شؤون الامن والدفاع في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني، فان معركة تعز "هي حاسمة لهزيمة الحوثيين وحلفائهم".

ويلفت الى وجود "تصميم من التحالف العربي على حسم هذه المعركة"، متحدثا عن وصول "تعزيزات سعودية واماراتية وحتى من قطر".

وبدأ التحالف بقيادة السعودية توجيه ضربات جوية ضد الحوثيين نهاية آذار/مارس، ووفر بعد ذلك بأشهر دعما ميدانيا شمل ارسال قوات وآليات.

ورجح العاني ان يكون لـ "تحرير تعز تأثير كبير على اعادة المسار السياسي التفاوضي"، معربا عن اعتقاده ان "المعركة (...) ستغير ميزان القوى عسكريا وسياسيا".

- حصار ووضع انساني صعب -

وبحسب ارقام الامم المتحدة، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 5700 شخص منذ آذار/مارس الماضي، بينهم قرابة 2700 مدني.

ويرخي الحصار والمعارك بثقلهم على الوضع الانساني، اذ تتخوف اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تدهور اضافي للوضع الانساني "الكارثي"، لا سيما بالنسبة لسكان مدينة تعز الذين يقارب عددهم 700 الف.

وتعتبر اللجنة تعز "اكثر المحافظات تضررا حاليا في اليمن، مع وضع انساني سيىء للغاية"، مضيفة ان "الحصار المفروض يمنع دخول السلع الى المدينة ويعيق المساعدات الانسانية".

واكدت اللجنة انها تكرر منذ شهرين "الطلب من الاطراف على الارض السماح بتسليم معدات طبية وجراحية حيوية" للمستشفيات، دون جدوى.

ولا يزال افق احتمال الحل السياسي غير واضح، لا سيما في ظل عدم تحديد موعد بعد لمباحثات السلام التي يعتزم مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد تنظيمها هذا الشهر.

ويبدي العاني اعتقاده انه سيكون "لتحرير تعز تاثير كبير على اعادة المسار السياسي التفاوضي".

ا ف ب