مسلحون من الحوثيين في صنعاء خلال تظاهرة

يحاول المتمردون الشيعة والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح التقدم في وسط مدينة عدن الخميس في حين اغتنمت القاعدة حملة التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن لاقتحام احد السجون لتحرير ابرز قادتها في حضرموت المجاورة.

وبات المتمردون المزودون دبابات هجومية ومدافع ثقيلة على مسافة كيلومتر من القصر الرئاسي في حي كريتر ظهر الخميس لكن تقدمهم يواجه مقاومة من قبل "اللجان الشعبية" الرديفة للجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي اللاجئ في السعودية، بحسب سكان وشهود.

وتدور المواجهات بين الطرفين غداة سيطرة المتمردين على خور مكسر، احد الاحياء الرئيسية في المدينة الجنوبية، وفقا للمصادر ذاتها.

يشار الى ان معظم القنصليات والمنظمات الدولية والمطار والجامعة تقع في خور مكسر.

وقالت المصادر التي لم تعط اي حصيلة ان ثلاث اليات تابعة للمتمردين تمكنت الاربعاء من الوصول الى مشارف القصر الرئاسي لفترة قصيرة، لكن "اللجان الشعبية" صدتها كما شن طيران التحالف غارتين على خور مكسر مساء.

واضاف السكان ان مئات من "اللجان الشعبية" وصلوا من محافظة ابين الى عدن بقيادة عبد اللطيف السيد لمواجهة الحوثيين.

واكد شهود ان اللجان الشعبية وصلت لتعزيز صفوف المقاتلين في دار سعد وخور مكسر.

وقتل 19 شخصا، بينهم ثمانية من الحوثيين، خلال اقتحام المتمردين خور مكسر الاربعاء.

واكد شهود ان "الحوثيين تمكنوا من السيطرة على معظم الشوارع الرئيسية لمديرية خور مكسر التي تشكل أهمية استراتيجية لعدن مستخدمين الدبابات وقذائف صاروخية واسلحة رشاشة".

ونظرا لاشتداد المعارك، دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين اللاجئ في السعودية السكان الى "تقديم الدعم للجان الشعبية لوقف تقدم الحوثيين".

وقال ياسين لقناة العربية ان المتمردين "لم يستطعوا السيطرة على عدن".

الى ذلك، اعلن مسؤول امني ان مسلحين من تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" اقتحموا فجر الخميس السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن حضرموت، وحرروا حوالى 300 سجين بينهم احد قادة التنظيم البارزين.

وقال المصدر لفرانس برس ان "احد ابرز قادة القاعدة خالد باطرفي الموقوف منذ اكثر من اربعة اعوام من بين نحو 300 سجين تمكنوا من الفرار اثر اقتحام السجن".

واضاف ان اشتباكات دارت في السجن اسفرت عن مقتل حارسين وخمسة من السجناء.

يذكر ان باطرفي من ابرز قادة القاعدة في ابين الجنوبية التي سيطر عليها التنظيم لمدة عام بين 2011 و 2012.

وبالاضافة الى السجن، هاجم مسلحو القاعدة الميناء والقصر الرئاسي ومقار الادارة المحلية والمحافظ والامن والمخابرات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية، بحسب المصدر.

وقالت مصادر امنية ان الاشتباكات كانت لا تزال مستمرة قبل ظهر الخميس في محيط هذه المواقع.

وتابعت ان مسلحي القاعدة سيطروا دون مقاومة على مقر اذاعة محلية ما ادى الى توقف البث.

يشار الى ان القاعدة تحظى بوجود قوي في جنوب اليمن وشرقه وخصوصا محافظة حضرموت.

وتتزامن هجمات القاعدة مع محاولة المتمردين السيطرة على عدن.

من جهة اخرى، قال مصدر عسكري لفرانس برس ان قائد اللواء 33  المدرع المنتشر في محافظة الضالع العميد عبد الله ضبعان دعا جنوده الى القاء السلاح بسبب كثافة الغارات الجوية. واللواء 33 موال للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

واضاف ان "الجنود تركوا اماكنهم لكن الحوثيين طاردوهم وقتلوا اربعين منهم بعد ان رفضوا تسليم اسلحتهم الشخصية".

واكد مصدر عسكري اخر ان "الجنود القتلى هم من تعز واب والحديدة" المحافظات الواقعة في وسط البلاد والتي "يعارض سكانها الحوثيون".

على الصعيد الدبلوماسي، تجري دول الخليج مفاوضات صعبة مع روسيا حول مشروع قرار في الامم المتحدة يفرض عقوبات وحظرا على بيع الاسلحة الى اليمن، بحسب ما افاد دبلوماسيون.

ويدعو مشروع القرار الى اعادة اطلاق الحوار السياسي الذي انهار بعد سيطرة مليشيا الحوثيين في اليمن على العاصمة صنعاء واجبار الرئيس عبدربه منصور هادي على الفرار الى السعودية.

وتجري دول مجلس التعاون الخليجي الست مفاوضات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى الاردن بشان مشروع القرار بعد ان اطلقت السعودية حملة قصف جوي على اليمن في 26 اذار/مارس دون تفويض من الامم المتحدة.

ولا تسعى الدول الخليجية الى استصدار قرار يدعم العمل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن حيث انها تقول انه شرعي نظرا لانه جرى بناء على طلب الرئيس اليمني، بحسب دبلوماسيين.

لكن دبلوماسيا في مجلس الامن الدولي طلب عدم الكشف عن هويته اكد ان "دول مجلس التعاون الخليجي ستحتاج الان الى بذل جهود كبيرة جدا لاقناع الروس".

ا ف ب