صنعاء - سبأ
يعاني النازحون من محافظة عمران، شمالي اليمن، جراء مواجهات قوات الجيش مع مسلحين حوثيين، أوضاعاً إنسانية مأساوية، في ظل الأحوال الصعبة التي تعيشها البلاد، بشكل عام، جراء ارتفاع الأسعار وضعف الكثير من الخدمات المهمة، مثل الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية.
ونزحت أعداد كبيرة من الأسر خلال أسابيع ماضية من محافظة عمران إلى العاصمة صنعاء، بسبب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين قوات اللواء 310 التابع للجيش اليمني، ومسلحين حوثيين، وانتهت قبل نحو أسبوعين، بسيطرة الأخيرين على المحافظة بعد قتل قائد اللواء العميد حميد القشيبي.
ويشكو هؤلاء النازحون من ضعف الاهتمام الحكومي، وشبه غياب للمنظمات الإغاثية، وهو ما جعل أوضاعهم تزداد سوءاً، يوماً بعد يوم.
يقول حميد صُلاعي، أحد النازحين جراء المواجهات التي دارت خلال الأسابيع الماضية في مدينة عمران، "قررنا النزوح حفاظا على حياتنا من الخطر بعد أن اقتحم الحوثيون منازلنا في مدينة عمران". مضيفا أنه نزح إلى العاصمة صنعاء قبل أسابيع مع عدد من الأسر إلى عدة مناطق في العاصمة، حفاظاً على حياتهم من الخطر جراء استهداف الحوثيين للمنازل".
وأوضح صلاعي أنه يعاني وأسرته أوضاعا اقتصادية صعبة، في ظل قلة الأثاث ومستلزمات الحياة وضعف الدخل المادي بعد أن ترك مزرعة كان يملكها في عمران حفاظاً على حياته وأسرته. مطالبا الحكومة ومنظمات الإغاثة المحلية والدولية بـ"الدعم العاجل للنازحين".ووفقاً لإحصائية تابعة للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، فقد "تجاوزت أعداد نازحي المواجهات في عمران 20 ألف شخص، يتركز معظمهم في منازل بمناطق متفرقة بصنعاء، أهمها "دارس، وجِدر، والصافية، ومذبح، من بينهم أكثر من 50 أسرة تعيش في مدرسة حكومية بمنطقة ذهبان، شمالي صنعاء"، حسبما ذكرت الأناضول.وقال مصدر في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، إن "أوضاع النازحين في غاية الصعوبة بسبب بطء تقديم المنظمات الدولية المساعدات العاجلة لهم"، مناشداً مختلف المنظمات الإنسانية "تقديم المساعدات بشكل عاجل وخصوصاً للأطفال والنساء والشيوخ". مضيفا أن "مسألة عودتهم إلى عمران تعتمد على عودة الدولة لممارسة مهامها في المحافظة بشكل رسمي وخروج الحوثيين منها".
وتابع المصدر: "الوحدة التنفيذية تقوم بالتنسيق وحشد الدعم والمساعدات وتقديمها للنازحين بعد تسجيل أسمائهم، والإشراف المباشر على مدرسة النجاح في منطقة ذهبان التي يسكن فيها أكثر من 50 أسرة، بتوفير المساعدات الغذائية والإيوائية لهم بشكل يومي".
وناشدت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الإنسانية سرعة تقديم مواد إغاثية للنازحين جراء المواجهات في عمران.