ريو دي جانيرو ـ وكالات
كانت البرازيل تحتاج إلى إعلان عودة لويز فيليبي سكولاري مديراً فنياً لمنتخبها لكرة القدم من أجل أن يطمئن بلد بأسره، وذلك بعد ثلاث ذكريات سيئة وفاشلة لأصحاب «القمصان الصفر» في ثلاث نهائيات متتالية: كأس العالم 2010، ألعاب لندن الأولمبية 2012 مروراً بكوبا أميركا الأخيرة في العام 2011. كما سقط المنتخب «الذهبي» إلى المركز الـ 13 في التصنيف العالمي للـ«فيفا».وإنصافاً، لم يكن سجل سلفه مانو مينيزيس، الذي تسلّم مهماته في آب (أغسطس) 2010 سيئاً. فحقق المنتخب في عهده 26 انتصاراً وحقق 6 تعادلات في مقابل 7 هزائم.يُذكر أن البرازيل خرجت من الدور ربع النهائي في كأس العالم في جنوب أفريقيا أمام هولندا (1- 2)، ومن الدور ذاته أمام البارغواي (صفر - صفر) و(صفر- 2) بركلات الترجيح في مسابقة كوبا أميركا في الأرجنتين، وفي نهائي الألعاب الأولمبية في لندن أمام المكسيك (1- 2)، علماً أنها لم تفز بعد بالذهبية الأولمبية.وفُضّل سكولاري (64 سنة) على تيتي (مدرب كورينثيانس) وموريسي راماليو (سانتوس)، علماً أنه كان حراً منذ رحيله في أيلول (سبتمبر) الماضي عن فريق بالميراس، والذي فاز معه بكأس البرازيل هذا العام، ولكنه تركه في موقع سيئ في الدوري قبل أن يسقط للدرجة الثانية. وخلال الأعوام العشرة الأخيرة، حالف المدافع السابق النجاح مع المنتخبات الدولية أكثر من الأندية التي أشرف عليها. وإلى جانب فوزه بكأس العالم 2002 مع «السيليساو»، قاد البرتغال إلى نهائي بطولة الأمم الأوروبية 2004، وإلى الدور نصف النهائي في كأس العالم 2006. أما فشله الأكبر فهو بالتأكيد إشرافه على فريق تشلسي الإنكليزي، إذ لم يقضِ سوى 223 يوماً قبل أن يُفصل من مهماته في شباط (فبراير) 2009، بينما كان فريقه يحتل المركز الرابع في «البريمييرليغ»، وكان يتحضّر لخوض غمار دور الثمانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكن اللاعبين تخلوا عنه.وسيكون أمام سكولاري مهمة قيادة منتخب بلاده للفوز بكأس للعالم سادسة مع مدة تحضير لا تتعدى الـ 18 شهراً، في 13 تموز (يوليو) 2014 في ماراكانا. وفي طريقه إلى تحقيق هذا الهدف، سيقود «راقصي السامبا» في كأس القارات، التي ستقام على أرضهم في حزيران (يونيو) المقبل. وأوقعتهم القرعة إلى جانب إيطاليا واليابان والمكسيك ضمن المجموعة الأولى.وبإمكان سكولاري أن يستفيد، وفقاً لأقوال بطل العالم «الثلاثي» ماريو زاغالو، من دفعة صغيرة من سلفه، «فمانو استدعى أكثر من 100 لاعب، ومنح وجهاً للتشكيلة البرازيلية حتى ولو عانى طويلاً لإيجاد هوية لها. من يصل يملك خريطة المنجم».وفي الوقت ذاته يصل «سرجنتاو» سكولاري مع دعم كبير ووزن ثقيل، بعد تعيين المدرب السابق لأبطال العالم 1994 كارلوس ألبرتو باريرا، خلفاً لأندري سانشيز، الذي استقال من منصبه كمنسق للمنتخبات الوطنية، حتى لو أن اللاعب الباريسي السابق راي كان مرشحاً لهذا المنصب. وأكد خوسيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي أن «التزامنا الوحيد هو البحث وتقديم الأفضل لكرة القدم البرازيلية، ولهذه الأسباب اخترنا هذين البطلين (سكولاري وباريرا)، اللذين ينالان الاحترام ليس فقط في البرازيل بل في مختلف أنحاء العالم». وزاد: «قوّمنا الأمور ونريد شخصاً مع القدرات والخبرة والتضحيات.أنا متأكد أن عشاق كرة القدم في البرازيل سعداء بهذا الاختيار. الضغط سيكون كبيراً في كأس العالم، وهذا أمر معروف ومفهوم، ونريد شخصاً بإمكانه التعامل مع ذلك. نريد أن يقف الجميع خلف المدرب». وعلى رغم أن مارين أكد سابقاً أنه سيحدد هوية المدرب في كانون الثاني (يناير) 2013، إلاّ أنه فضّل الإعلان عن الخيار باكراً، وتحديداً قبل قرعة كأس القارات، جازماً: «هذا يبرهن أنه لا توجد هناك أية أزمة، وأن كل شيء تحت السيطرة».