تونس - أزهار الجربوعي
وصف الناطق الرسمي باسم تيار المحبة المعارض والنائب في المجلس التأسيسي التونسي سعيد الخرشوفي في مقابلة مع "العرب اليوم" ، لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بزعيم النهضة راشد الغنوشي ورئيس حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي بـ"الخطأ"، معربا عن رفض حزبه "استقواء الأحزاب السياسية في تونس بالسفراء الأجانب" ، وهو ما "من شأنه تدويل الأزمة السياسية في البلاد"، مؤكدا أن زعيم التيّار، الهاشمي الحامدي، دعا السفير الجزائري إلى التوقف عن التدخل في الشأن التونسي، كما اتهم النائب سعيد الخرشوفي إتحاد الشغل ، وسيط حل الأزمة في تونس، بالانحياز إلى طرف سياسي دون آخر ومحاولة فرض الأمر الواقع، عقب تلويحه بالتصعيد وتنفيذ اضراب عام، في حال لم تقبل حركة النهضة الإسلامية بالتسوية السياسية الجديدة التي اقترحها. وأكد القيادي في تيار المحبة أن "حزبه يرى اللجوء إلى انتخابات تشريعية مبكرة، الحل الأنسب لإخراج البلاد من عنق الزجاجة بعد أن تعذّر على الفرقاء السياسيين التوصل إلى توافق"، مطاباً "السفير الجزائري بعدم التدخل في الشأن التونسي"، محذرا من "تكرار سيناريو التدخل السوري في لبنان بين الجزائر وتونس". واستنكر النائب في المجلس التأسيسي، اللقاءات التي جمعت بين سفير الجزائر بعدد من زعماء الأحزاب السياسي في تونس على غرار زعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي والقيادي في حزب المسار سمير بالطيب ورئيس الحزب الجمهوري نجيب الشابي، واصفا اللقاءين اللذين جمعا بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بكل من رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي وخصمه السياسي الابرز الباجي قائد السبسي، رئيس حزب نداء تونس، بـ"الخطأ". وأكد الناطق الرسمي باسم تيار المحبة المعارض أن زعيمه الهاشمي الحامدي، يرفض اللقاءات الثنائية مع سفراء الدول الأجنبية، ويعتبرها سعيا نحو تدويل الأزمة السياسية في البلاد، واصفاً اقحام دول الجوار في الخلافات الداخلية بـ"الخطير جدا". وأضاف الخرشوفي، إن "بوتفليقة رئيس دولة بامكانه التعاطي مع تونس عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية بين الدول بما في ذلك استقبال مع نظرائه الرسميين في تونس ، والتقاء رئيس الحكومة علي العريض أو رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، أما لقاؤه بزعماء الأحزاب الحاكمة والمعارضة، فهو تدخل في الشأن التونسي ، من شأنه تهديد الإستقرار والأمن العام بالبلاد وتعقيد الأزمة". وقال الناطق باسم تيار المحبة التونسي المعارض، إن "تدخل الجزائر في تونس حتى ولو كان من باب النصح وابداء الرأي غير مقبول، كما أن لقاء الرئيس بتوفليقة بالسبسي والغنوشي من شأنه فرض الاستقطاب الثنائي وتعميقه بين حزبي النهضة ونداء تونس، لان تونس ليست الغنوشي والسبسي فقط ولا بد من احترام بقية الآراء والأطياف السياسية، أما غير ذلك من التعاون الثنائي والاقتصادي بين الدولتين القائم على احترام السيادة والمصالح المشتركة، فنحن نرحب به". وشدد القيادي في تيار المحبة، على أنهم "لن يقبلوا دعوة للقاء أي سفير أجنبي ويرفضون استقواء الفرقاء السياسيين في تونس بالسفراء الأجانب وتقديم تنازلات لدول غربية على حساب مصالح البلاد واستقرارها"، محذرا من "تحويل تونس إلى موطن للصراع أو معارك نفوذ بين قوى اقليمة أو غربية". وبشأن الورقة السياسية الجديدة التي طرحها الاتحاد العام التونسي للشغل وهو كبرى النقابات التونسية الذي يلعب دور الوساطة لحل الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو_تموز الماضي، أعلن القيادي في تيار المحبة سعيد الخرشوفي، قبوله بالمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا اليه الإتحاد العام التونسي للشغل مع عدد من المنظمات الأهلية الأخرى لحل الأزمة السياسية في تونس، واعتبار مبادرة الإتحاد منطلقا للنقاش، قابلة للتطوير والتعديل، معتبرا أن "الحل الأنسب في صورة تواصل الأزمة وفشل مبادرات الوساطة، يكون من خلال تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، تفرز برلمان لـ5 سنوات وحكومة جديدة تتولى استكمال الدستور وتنفيذ الاستحقاقات المتبقية من الانتقال الديمقراطي". وقال القيادي في تيار المحبة " نرفض استقالة الحكومة لأنه لا فائدة من حل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة على أساس تسويات سياسية. يجب أن نثق بشعبنا، وأن نرد الأمر اليه وندعو إلى انتخابات مبكرة كماهو معمول به في الدول الديمقراطية الكبرى التي شهدت أزمات مشابهة لما تعيشه تونس اليوم". وبشأن التصعيد الذي لوّح به اتحاد الشغل، في صورة رفضت النهضة مبادرته السياسية التي اقترحها إلى جانب اتحاد الصناعة والتجارة(منظمة رجال الأعمال) هيئة المحامين ورابطة حقوق الإنسان، اعتبر النائب في المجلس التاسيسي التونسي سعيد الخرشوفي أن موقف الاتحاد كوسيط في الأزمة "منحاز وغير محايد ويريد فرض الأمر الواقع بالقوة"، معتبرا أن التهديد بشن اضراب عام لارغام النهضة على قبول التسوية "خطير ومن شأنه تهديد اقتصاد الدولة والتلاعب بتوازناتها المالية". وأضاف الخرشوفي ، "أن الشعب التونسي انتخب مجلساً تأسيسياً في 23 أكتوبر_تشرين الأول 2011، وهو الوحيد المخول لتمثيله ولن نقبل بوصاية الإتحاد على إرادة الشعب ولنا بخطواته التصعيدية التي تسير عكس المسار الديمقراطي". على صعيد آخر، أكد الناطق الرسمي باسم تيار المحبة لـ"العرب اليوم" أنه سلّم للرئيس التونسي المنصف المرزوقي رسالة خطية من زعيم التيار المعارض التونسي المقيم بلندن الهاشمي الحامدي، دعاه فيها إلى دعم الحوار ومحاولة تقريب وجهات النظ ربين الفرقاء السياسيين والحفاظ على الإرادة الشعبية".