أكّد نائب رئيس حكومة المعارضة السورية الموقتة إياد قدسي، أن أداء حكومته بعد 100 يوم على تشكيلها، يعد أكثر من جيد، وقال في حديث خص به موقع "العرب اليوم": أي عمل مؤسساتي لأي حكومة، لا يبدأ عادة من الصفر، وفي حالة الحكومة السورية المؤقتة العمل بدأ من تحت الصفر، فمع تشكيل الحكومة كان هناك الكثير من المشاكل، والقضايا التي يجب معالجتها حتى قبل الانطلاق، إضافة إلى تأسيس الهيكلية التنظيمية، وإستقطاب وإعداد الكوادر، ووضع الخطط والبرامج، والآن بعد 100 يوم على التأسيس، انتهينا من المرحلة الأولى وأصبحت كوادرنا شبه جاهزة، وخططنا واضحة. وتابع "قدسي": وفي الآونة الأخيرة شهدت الحكومة عدة تغيرات، خاصة في وزارة الدفاع، وبدأت الهيكلة العامة بالوضوح، إضافة إلى وجود 3 وزارات دون قيادة "التربية والتعليم، الداخلية، الصحة"، ولكن ذلك لم يكن سبباً في توقف عمل هذه الوزارات، فتم تكليف الوزراء بتسيير دفة هذه الوزرات،موضحاً أن وزارة الصحة مكلف بإدراتها أحمد طعمة رئيس الحكومة، وقام بالإستشارة مع عدنان الحزوري بتنفيذ عدة حملات صحية في الداخل والخارج، فيما يقوم بإدراة وزراة الداخلية، وزير الدفاع، وأنا شخصياً أقوم بإدراة وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى مهامي كنائب لرئيس مجلس الوزراء،. واضاف: لقد تم تشكيل هيئات، ومديريات تربوية وتعليمية، وقدمنا برامج ومناهج، لداخل سوريا وفي دول اللجوء، ومدارسنا متواجدة في لبنان والأدرن وتركيا وفي الداخل، وهذه الوزارة من الوزارات الأكثر إنجازاً، فالمطلوب كان واضحاً، إضافة إلى أن الهيئة العامة للتعليم التي كانت تحت إدراة الإئتلاف ساهمت بشكل كبير في نقل الهيئات والإدرات وتسهيل العمل، وكان للسيد بدر جاموس دور كبير في ذلك. وعن موعد تعين وزراء لقيادة الحقائب غير المشغولة حتى الآن، اكّد "قدسي" في حديثه مع "العرب اليوم" أن اللقاء المقبل للإئتلاف قد يكون موعد تعيين الوزراء الثلاثة، ليكون الأختصاص والتخصص فاعلاً في الحكومة السورية المؤقتة. وفي ما يتعلق بولادة الحكومة السورية المؤقتة أضاف "قدسي": تشكيل الحكومة جاء بعد تجاذبات سياسية وعسكرية كثيرة معروفة للكثيرين، على الجانب السياسي، ومع قرب موعد جنيف 2 بعض الحكومات الغربية والعربية كان تخشى أن يشوش تشكيل الحكومة على المؤتمر الدولي، والبعض الآخر لم يكن لديه أي فكرة لماذا يتم تشكيل هذه الحكومة، لذلك كان هناك بعض التحفظات، وجاءت ولادة الحكومة في ظل عاصفة خاصة مع الوضع السيئ في الداخل مع صعود القوى المتطرفة كتنظيم "داعش". وتابع "قدسي" حول القوى المتطرفة التي ظهرت في الفترة الأخيرة: في ظل الفراغ السياسي والعسكري "تنظيمياً"، صعد نجم التشكلات المتطرفة، وخاصة داعش، وولد أمراء الحرب، وأعتقد أنه كان من الممكن تفادي كل هذه التشكيلات والمطبات والتطرفات لو كانت الحكومة موجودة في وقت أبكر، ولكان الجيش الحر أقوى وأكثر فاعلية، وتوحد تحت إدراة وزراة دفاع في ذلك الوقت، إضافة إلى القضايا المدنية التي ترتبط بوزارة الداخلية، خاصة المحاكم المدنية للتعامل مع الشارع، فضلاً عن الدعم غير المدروس وغير الموجه وخاصة العسكري منه، بعض استمر وبعضه توقف، مما أدى الى تغيير الولاءات، والآن بعد تشكيل الحكومة ووزراتي الدفاع والداخلية، يمكن أن ننتغلب على كل هذه المشاكل، وذلك بدا واضحاً منذ تشكيل الحكومة، حيث بدأت القوى العسكرية بالتوحد ورفض التشكيلات المتطرفة، ومع التغيرات الأخيرة في وزراة الدفاع أصبح الأمر أكثر نضجاً، وأكثر فاعلية، وأعتقد أن الأيام والأسابيع المقبلة  ستكون أفضل على هذا المستوى. واعترف "القدسي" في حديثه مع "العرب اليوم" بأن المعارضة السورية فشلت على مستوى الإعلام، وأضاف: لم ننجح إعلامياً، بداية من المجلس الوطني ومروراً بالائتلاف وانتهاءً بالحكومة المؤقتة، وبدى ذلك واضحاً في جنيف 2،  فالكثير من دول العالم تخشى التغيير، لأنها تعتقد أن لا وجود لبديل، ولا وجود لجسم سياسي قادر على إدراة البلاد، ومن هنا تأتي أهمية الحكومة التي تعطي الخط الصحيح للعالم، ليشاهد هذا الجهاز المؤسساتي، الذي يحمل الشفافية والموضوعية والمصداقية، إضافة إلى البرنامج الواضح الذي بدأ تنفيذه منذ انطلاق الحكومة قبل 100 يوم، والذي يستطيع أن يكون بديل وأن يقود المرحلة الإنتقالية في الأيام القادمة. وفي الشق الإعلامي أشار "قدسي" إلى أنه حالياً يسعى بالتعاون مع الإئتلاف لإعادة الهيكلة الإعلامية للمعارضة بأجمعها، وقال: لدينا مكتب إعلامي للائتلاف، وآخر للحكومة، وثالث للـ "اي سي يو"، وبعض المتحدثين، ولكننا لا نملك بث تلفزيوني موحد للمعارضة، لذلك سنشكل لجنة إعلامية من المختصين في أمريكا وأوروبا، ومن الموجودين في تركيا، إضافة إلى الخبرات الموجودة في مكاتبنا الحالية، لإعادة الهيكلة، وتشكيل مكتب إعلامي موحد، وخلال شهر ستكون هناك تغييرات جذرية وشكل جديد للإعلام المعارض. وفي قضية تواصل المعارضة مع الداخل خاصة على المستوى المدني قال نائب رئيس الحكومة: من أولويات عملنا في الوقت الحالي هو التواصل مع الداخل السوري، بمختلف شرائحه وتشكيلاته وانتمائته، بمن فيهم الموالون للنظام السوري، ويجب أن نوصل إليهم فكرنا ورسالتنا، ولماذا نقوم بما نقوم به، بشفايفة ومصداقية، ونحن بدأنا بالخطوة الأولى فهناك مشافي ومدارس تابعة للمعارضة في الداخل وهذا من أنواع التواصل المهمة، ولكن في نفس الوقت لا يمكن الخارج فهناك 23 مليون سوري في الداخل أو أقل حالياً بعد التهجير واللجوء، وهناك أيضاً 23 مليون سوري في الخارج، وعلينا أن نقف على مسافة واحدة من الجميع، فالكل يدفع ثمن باهظ، ويقدم التضحيات، ونحن كحومة لسنا حكومة إئتلاف أو حكومة معارضة، أو حكومة فئة معينة، نحن حكومة شعب، ورضى الشعب على عملنا هو الأساس، والداخل أحد أهم عوامل نجاح هذه الحكومة، فنحن وجدنا لخدمة المواطن في الداخل أولاً، وفي الخارج أيضاً. وختم "قدسي" حديثه مع "العرب اليوم" بأمنيات أن يلتف الشعب السوري حول الحكومة المؤقتة، مؤكداً وجود أزمة ثقة لدى المواطن السوري، خاصة بعد ما تعرضه له من ظلم وقهر على مدى عقود، وهو ما يجعل مهمة الحكومة أصعب، مؤكداً أن من جاء للعمل في هذه الحكومة على علم تام بكل هذه المصاعب، وجاهز لتلقي وتحمل أي نقد مهما كان شكله، والأيام تثبت أننا هنا لنقدم وليس لنأخذ وأننا على الطريق الصحيح، وهذا الحكومة المؤقتة موجودة فقط لتقيدم خدمة للشعب، ورسالتي إلى كل أعضاء المعارضة لتحويل كل المشكالة والسلبيات إلى عمل جماعي وإيجابي لخدمة الشعب، ولكل المنقدين لتقديم حلول بدلاً من وضع العصي بالعجلات.