الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
تعتبر الحرب العنيفة التي شهدتها جمهورية جنوب السودان اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأطراف الأفريقية في حل النزاع، حيث سارعت دول "الايقاد"، ومع بداية الأزمة في الـ15 من الشهر الماضي في التدخل، ورعاية وساطة تنهي الأزمة التي هددت تماسك الدولة الوليدة، ومع تمسك كل طرف بمواقفه المعلنة تخوف البعض من أن تنهار المفاوضات في أديس أبابا، ومع اقتراب مهلة حددتها للأطراف بالتوقيع على اتفاق إطلاق النار، نجحت في تحقيق ما وصف بالإنجاز، وهو توقيع الاطرف على اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال عضو وساطة دول "الايقاد" عن الجانب السوداني ، الفريق محمد مصطفي الدابي و الذي ترأس فريق المراقبين العرب مع بدايات الازمة السورية في حديث مع "العرب اليوم" من أديس أبابا إن "اتفاق إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه مساء الخميس، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا كان ثمرة للجهود الشاقة التي قادتها الوساطة ، لحل الازمة في جنوب السودان" . وأضاف "إن مواقف أطراف النزاع كانت متباعدة بدرجة كبيرة ، إلان أن مساعي الوساطة وجولاتها المكوكية ما بين أديس أبابا وجوبا، نجحت في إقناعهما بضرورة أن يحدث تقارب، يسمح بتحقيق ما تم ". وتابع الدابي "إن الاتفاق نص على نقاط مهمة ، أبرزها وقف القتال في جنوب السودان". وتوقع أن يحدث ذلك بعد 24 ساعة بعد التوقيع، و يلزم الاتفاق الاطراف المتنازعة بالكف عن العمل العسكري، ووقف كل العمليات العسكرية، وتجميد قواتهما في المواقع، وعدم مهاجمة المدنيين وارتكاب أي أعمال عنف. وكشف الفريق الدابي عن تكوين الية لمراقبة تنفيذ الاتفاق ، مضيفا أن الخطوة التي تمت، تعني بداية المرحلة الاصعب، وهي مرحلة المفاوضات الخاصة بالجانب السياسي ، وتوقع أن تبدأ أولي الجولات خلال الـ 15 يوما المقبلة، مضيفا إن "فريق الوساطة ، سيبدأ الترتيب والتحضير لهذه المرحلة ، ،وتحديد من سيمثل كل طرف فيها ". وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن وجود القوات الأجنبية في أراضي جنوب السودان ، حيث تمسك نائب الرئيس السابق رياك مشار في كل تصريحاته بخروج القوات اليوغندية من أراضي بلاده، أجاب عضو وساطة الايقاد، إن "الاتفاق طالب أي قوات أجنبية دخلت إلى هناك ، بطلب من حكومة الجنوب بالانسحاب الفوري ". وأكد أن الوساطة اتفقت على آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، كما أن الوساطة سترسل فرقا إلى مدن الجنوب ، لتنتشر وتقف على الالتزام الدقيق والمنضبط بما جاء في البنود، على أن تشارك الاطراف التي وقعت في هذه الفرق وعاد الفريق الدابي ليشدد على أنه من المقرر والمتوقع أن يتوقف القتال في جنوب السودان، خلال الساعات المقبلة، خاصة بعد أعلن كل طرف التزامه التام بما جاء في نصوص الاتفاق .