على نحو غير مسبوق في تاريخ العراق، تكتظ مدينة كربلاء بملايين الشيعة من العراق ودول عربية وأجنبية لإحياء أربعينية الإمام الحسين الذي استشهد قبل نحو 1400عام في مدينة كربلاء . ولم يسبق أن شهد العراق جموعًا بشرية هائلة تقطع مسافات مئات الكيلومترات سيرًا على الأقدام من أرجاء العراق للمشاركة في إحياء أربعينية الأمام الحسين بهذه الكثافة وفي ظل ظروف جوية باردة وسقوط الأمطار إلا بعد سقوط صدام حسين في 2003 على خلفية الغزو الأميركي للعراق حيث أخذت الأعداد في التزايد عامًا بعد عام حتى وصلت إلى اكتظاظ الشوارع بشكل غير مألوف. وتشير بعض الجهات في مدينة كربلاء عن توقعات ببلوغ أعداد الزائرين نحو 17 مليون شيعي بينهم 750 ألف من الدول العربية والإسلامية. وقال ضياء إبراهيم الأسدي ( 37عامًا)موظف حكومي أنا الآن على مشارف مدينة كربلاء وخلال يومين قطعت مسافة أكثر من 112 كم من بغداد من أجل أداء زيارة الإمام الحسين لتأكيد البيعة والولاء لآل البيت في الدفاع عن الحق ضد الباطل ". وأضاف :" الطريق إلى كربلاء مكتظ بالزوار والمواكب على جانبي الطريق وهو مشهد اعتدنا عليه منذ سقوط صدام وحتى الآن بعد أن كان إحياء هذه المناسبة من المحرمات التي قد تؤدي إلى الإعدام". ورغم أن ذروة الاحتفالات ستكون الخميس إلا أن الملايين من الشيعة استبقوا يوم المناسبة منذ أكثر من أسبوع للمشاركة في طقوس الأربعينية وتمكنوا من أداء الزيارة والعودة إلى منازلهم ، بينما لاتزال ملايين أخرى تزحف وأخرى تكتظ بها المدينة في ظل إجراءات أمنية مشددة شارك فيها أكثر من 35 ألف من قوات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والمخابراتية ترافقها مروحيات تحلق باستمرار فوق أجواء مدينة كربلاء والمسارات التي حددتها السلطات العراقية للوصول إلى المدينة من المحافظات الأخرى.