الجزائر - الجزائر اليوم
أشار علي جيدة، طبيب جراحة الأسنان، منسق لدى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببواسماعيل، وناشط جمعوي، إلى أن نشر الوعي بأهمية تبني ثقافة الفرز الرشيد في المنازل، يستدعي تضافر جهود جميع الأطراف، مع ضرورة تبني الدولة سياسات تشجيعية وأخرى ردعية من أجل تحفيز المواطن على جعل تلك الثقافة سلوكيات عفوية، عند فرزه لمخلفات المنزل بين البلاستيك، الزجاج والكارتون والمواد العضوية.
أكد جيدة في حديثه على هامش مشاركته في اليوم التحسيسي الذي نظمته وزارة الصحة، تحت عنوان "الوقاية من الأمراض في الأوساط التربوية"، بمناسبة الأسبوع المغاربي للصحة المدرسية، أن نشر ثقافة الفرز جزء مهم في هذا النوع من الحملات، لاسيما أن سير العملية بشكل حسن يضمن نظافة الأحياء، بالتالي المحيط الذي نعيش فيه، ولها علاقة مباشرة بصحتنا وصحة أطفالنا، داعيا إلى ضرورة تلقين تلك الثقافة في الأوساط التربوية وداخل مختلف المؤسسات التعليمية، حتى ينشأ الطفل وينمو بثقافة راسخة لديه، وتصبح عنده سلوكيات صحيحة في عملية الفرز.
قال المتحدث، إنه شارك في العديد من المناسبات والحملات التحسيسية الموجهة للمجتمع، من أجل ترسيخ ثقافة الفرز للمواطن الجزائري، مضيفا أن العملية ليست بالهينة، وتبنيها من طرف المجتمع تستدعي مبادرة عدة سنوات، لكن الإيمان بالفكرة والعمل عليها سيحقق نجاحها بالتأكيد، على حد قوله.
أوضح المتحدث أنه فيما يخص النفايات، لابد من معرفة أنواعها من أجل فرزها بشكل حسن، فهي تختلف بين الزجاج، البلاستيك، القماش، الحديد والألمنيوم، النفايات العضوية والورق والكارتون، فاختلاط هذه المواد فيما بينها يصعب عملية استرجاعها، ومن المهم هنا، تخصيص حاويات لكل مادة، أما النفايات التي لا تسترجع، يضيف المتحدث، فلابد من أخذ الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المستعملة للصيدليات، والتبرع مثلا بالملابس القديمة، كل هذا يساعد على تبني السلوك الحضاري وحماية البيئة.
قال جيدة، إن هناك نوعين من الفرز الفردي والمتعدد، الذي يمكن فيه فرز نوعين فقط من النفايات العضوية في حاويات مخصصة لذلك، والباقي في حاويات أخرى، وتهتم مؤسسات التدوير بفرزها بعد ذلك.
أوضح الطبيب أن الهدف من فرز النفايات، هو الحفاظ على المواد الأولية لإعادة تدويرها، فبتدوير البلاستيك يتم الحفاظ على البترول، وبتدوير الورق يمكن التقليل من قطع الأشجار من أجل الخشب، وبتدوير علب المصبرات مثلا، يمكن الحفاظ على الحديد، أما الزجاج فيعمل على الحفاظ على الرمل الذي يعد هو الآخر ثروة كبيرة.
أضاف أن عملية التدوير ببساطة، تتمثل في إعادة تصنيع النفايات المفرزة والقابلة للتدوير، إلى مواد جديدة صالحة للاستعمال، حفاظا على المواد الأولية، مثل تحويل أربع علب من الحليب، يمكن إنتاج علبة من ورق الحمام، أو تحويل كيلوغرامين من علب الألمنيوم إلى لعبة للأطفال، كـ«تروتينات".
شدد المتحدث على ضرورة نشر تلك الثقافة داخل البيوت، لتعميمها على كل المجتمع، والاستفادة منها في الحفاظ على البيئة من جهة، وتثمين ثرواتنا الباطنية التي ستنتهي في يوم من الأيام، رغم حاجة الإنسان إليها.
قد يهمك ايضا:
أسرار جديدة عن معانات مصابات بالسرطان والهروب تحت رحمة الداء وقسوة المجتمع
المركز الجهوي لمكافحة السرطان إمكانيات وطموحات بعد دخول الخدمة 3 سنوات