تونس - الجزائر اليوم
رحل الساحر الأرجنتيني ونجم كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا الأربعاء إلى العالم الآخر ولكنه ترك خلفه مسيرة كروية خارقة، فيها من الإبداع والنجومية والإنجازات على قدر ما فيها من الجنون والغرابة والخيبات.ورغم كثرة أهدافه التي سجلها في مرمى المنافسين سواء مع منتخب الأرجنتين أو مع الأندية التي حمل أقمصتها طوال مسيرته، إلا أن هدفه الأول في شباك حارس منتخب إنجلترا بيتر شيلتون في مباراة ربع نهائي كأس العالم 1986 ظل لحد الآن أحد أشهر الأهداف لا فقط في تاريخ نهائيات المونديال وإنما أيضا في تاريخ الكرة العالمية.
وفي تلك المباراة التي احتضنها ملعب "ازتيكا" في مكسيكو يوم 22 يونيو 1986، وأدارها الحكم التونسي علي بالناصر، نجح دييغو مارادونا في خداع الجميع عندما سجل هدفا بيده احتسبه الحكم التونسي رغم احتجاجات الحارس الإنجليزي "بيتر شيلتون".وبعد أربع دقائق سجل مارادونا هدفا ثانيا حسم به أمر التأهل للدور قبل النهائي، واختير هدفه الثاني في تلك المباراة أجمل هدف في تاريخ المونديال.وبعد المباراة شنت الصحف البريطانية حملة انتقادات لاذعة على الحكم التونسي علي بالناصر لاحتسابه هدفا باليد.وتزايدت شهرة الحكم التونسي علي بالناصر إثر ذلك المونديال وذلك لارتباطه بمباراة اعتبرها الملاحظون مباراة القرن العشرين أما هدفا مارادونا فقد تم اختيارهما من ضمن أشهر 10 أهداف في تاريخ المسابقة.
وقال علي بالناصر عن قصة الهدف الأول، مثلما أطلقت عليه الصحف العالمية: "كانت تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم واضحة في ذلك المونديال تجاه الحكام، وهو أن قرار الحكم المساعد له الأسبقية إذا كان في مكان أفضل لمعاينة اللقطة، لم أشأ أن أعارض قرار مساعدي وهو البلغاري "دوتشاف" بالرغم من أن حارس إنجلترا بيتر شيلتون هرع نحوي لإعلامي بأن الهدف سجل باليد، لكن لم يكن أحد في الملعب قادرا على التفطن للخطأ."
وأكد الحكم التونسي السابق في تصريحات صحفية: "هدف مارادونا في شباك شيلتون من أشهر الأهداف بل إن المباراة ذاتها تعد من أفضل المباريات التي أدرتها فقد منحتني الفيفا آنذاك عددا مميزا، ورغم الخطأ أعتقد أن تلك المواجهة ستظل هي الأبرز في مسيرتي، فقد شهدت أيضا هدفا ثانيا خارقا لمارادونا حسم به بطاقة التأهل للأرجنتين."وكشف بن ناصر أن مارادونا يدين له بتسجيله هدف القرن وأجمل هدف في تاريخ كأس العالم وهو الهدف الثاني لمنتخب الأرجنتين في تلك المباراة والذي سجله "دييغو" عندما اخترق كامل دفاع إنجلترا وقطع نصف الملعب ليضع الكرة في الشباك.
وأضاف بالناصر: "لم يحرز مارادونا هذا الهدف بمفرده، لقد ساعدته في ذلك بأن منحته إتاحة الأسبقية رغم أني كنت أضع الصفارة في فمي وأتأهب للإعلان عن خطأ لمصلحته أو عن ضربة جزاء عندما دخل المناطق المحرمة، كنت أركض وراءه وكنت سأتدخل لإيقاف الهجمة ولكني لم أفعل لأن مارادونا انطلق كالسهم ولم يترك الكرة إلا بعد أن وضعها في الشباك، أنا فخور بأني شاركت في مباراة خالدة".وكان اللاعب الأرجنتيني الراحل قام بزيارة علي بن ناصر، حكم تلك المباراة، في منزله بالعاصمة تونس في أغسطس 2015 وذلك خلال رحلة لتونس تندرج ضمن حملة دعائية لفائدة إحدى الشركات.
وقال بالناصر إنه سعد كثيرا بتلك الزيارة التي أبانت عن شخصية متواضعة وجميلة لمارادونا الذي أهدى الحكم التونسي قميص منتخب التانغو الذي خاض به نهائيات كأس العالم 1986 وتوج بها بعد الفوز في الدور النهائي على حساب ألمانيا الغربية (3 ـ 2).ومن جانبه، قدم بالناصر لمهاجم الأرجنتين السابق، صورة جمعتهما بقائد إنجلترا في المباراة بيتر شيلتون قبل إطلاق صافرة البداية للمباراة التاريخية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
غرفة مارادونا في ملعب بوكا جونيورز تضىء ليلًا عقب وفاته
حارس إنجلترا في مونديال 1986 يؤكد أنه تمنّى اعتذار مارادونا عن هدفه باليد