الجزائر - الجزائر اليوم
ستكون العهدة الرئاسية الأولى للرئيس الجديد عبد المجيد تبون، مليئة بالأحداث الرياضية وهذا بداية من الصائفة القادمة، إذ ستسافر البعثة الرياضية الجزائرية القليلة العدد بسبب عدم تمكن كل الرياضات الجماعية من التأهل للأولمبياد، للمشاركة في أكبر حدث رياضي في العالم في اليابان، إضافة إلى منافسة كأس أمم إفريقيا في كرة القدم ومونديال قطر، ومثل هذه المواعيد في حاجة إلى وزير رياضة قوي يساعد على تألق النخبة الجزائرية أو على الأقل للظهور بوجه مشرّف، بعد أن تراجعت كل الرياضات بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، ولولا التحدي والتألق الذي رفعه توفيق مخلوفي وهو استثناء، لكانت الرياضة الجزائرية في وضع كارثي، خاصة أن بعض الرياضات التي منحت الجزائر الأفراح على مدار عقود تراجعت واختفت مثل كرة اليد والجيدو والملاكمة، وبقي الناس ينتظرون أفراح الكرة فقط.
عرفت وزارة الشباب والرياضة من عهد أول وزير وهو عبد العزيز بوتفليقة إلى غاية السيد برناوي عديد الأسماء، ولا أحد بصم على زرع حقيقي للرياضة الجزائرية، فقد كانت دائما وزارة بحقيبة لصرف المال العام، وأحيانا مختصرة في كرة القدم فقط، فطبقت في عهد بومدين بالإصلاح الرياضي ما يصل من الدول الاشتراكية، وتحوّلت بعد ذلك إلى يد المفسدين، ولم تمنح المقاليد أبدا للكفاءات، كما غابت الأسماء النسائية عن هذه الوزارات.
يجب الاعتراف بأن الرياضة غير موجودة في الجزائر، حيث لا توجد إطلاقا بعض الرياضات الشعبية في العالم، الجزائريون حوّلوا كل ملاعب الماتيكو لممارسة كرة القدم فقط، وهو ما خلق بنية تحتية شبه معدومة، فلا ملاعب ولا قاعات ولا مسابح، والنتيجة تجلت في عجز الجزائر عن التواجد في المراتب الأولى حتى على المستوى العربي والإفريقي، كما أن علاقة الجزائري بالرياضة انقطعت نهائيا واختفت بعض التقاليد القديمة مثل فرق الأحياء في رياضات غير كرة القدم وأيضا الرياضة والعمل، أما الرياضة النسائية فقد دخلت نفقا أسود وصار عدد الرياضيات في الجزائر يحسب على أصابع اليد.
يتذكر الجزائريون عديد الوزراء الذي حملوا همّ الرياضة مثل عبد النور بكة ومولدي عيساوي وعبد الحميد أبركان، وعزيز درواز، وفي كل مرة يقولون بأن الفرج قادم، ولكن تبقى الرياضة تئن بل وتتأخر من سنة إلى أخرى ومن حقيبة إلى أخرى، بسبب البحث عن النتائج الآنية السريعة، ولا أحد مهموم بتربية النشء ومدارس التكوين، وحتى كرة القدم التي منحتها الدولة لوحدها كل الاهتمام ضاعت في شطرها الهاوي وأيضا في شطرها الاحترافي.
من حسن حظ أول وزير للرياضة في الحكومة الجديدة، أنه سيكون على مدار سنة مشغولا بتدشين بعض المرافق الرياضية التي خرجت من عنق الزجاجة وهذا بداية بالمركب الرياضي لوهران الذي سيكون جاهزا لألعاب البحر المتوسط التي ستحتضنها وهران بعد سنة ونصف سنة، المركب يحتوي على عديد القاعات والمسابح إضافة إلى ملعب كرة تحفة يصلح لممارسة ألعاب القوى، وهو يتسع لخمسين ألف مقعد وأرضية من العشب الطبيعي وملاحق للتدريبات، كما سيدشّن ملعب براقي بالعاصمة بنفس المواصفات، ليلحق بهما بعد ذلك ملعبا تيزي وزو والدويرة، ويتمنى الجزائريون أن لا يكون دور وزارة الشباب والرياضة مختصرا على أكل ما تمّ طبخه في زمن بوتفليقة، وإنما بعث مشاريع جديدة وراقية في مدن كبيرة مثل قسنطينة وسطيف وتلمسان، وبعث مشاريع في كل الأحياء والقرى حتى تأخذ الرياضة بُعدها الشعبي، ولا تبقى الجزائر تنتظر الهبات من السماء مثل نورالدين مرسلي أو توفيق مخلوفي أو المرحوم حسين سلطاني، أو بعض مواهب كرة القدم التي تخرجت من المدارس الفرنسية.
وزارة الرياضة الجديدة عليها القضاء على الفساد نهائيا، على وزن ما وعد به الرئيس عبد المجيد تبون، وأن تكون وزارة للشباب أيضا كما وعد بذلك الرئيس الجديد الذي قال بأنه سيرافق الشباب في جميع المجالات في عهدته الرئاسية، ثم الارتقاء بالمشاركات الجزائرية ومحاولة خطف تظاهرات رياضية كبرى مثل تنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم في الجزائر وبطولات عالمية في رياضات أخرى، من أجل الاحتكاك بالقوى الرياضية الكبرى، قبل منافستها، وكما استفادت كرة القدم من المغتربين بإمكان بقية الرياضات البحث عن محرز في كرة السلة أو براهيمي في الملاكمة أو حتى في رياضات أخرى غير موجودة في الجزائر مثل الغولف والهوكي.
قد يهمك ايضا
شبيبة بجاية تتحدى وفاق سطيف لبلوغ نهائي كأس الجزائر
وفاق يعقد جمعيته العمومية الجمعة لعرض التقريرين الأدبي والمالي