المدرب الوطني جمال بلماضي

ما كان ينقص المنتخب الجزائري وهو الحصول على رأس حربة من الطراز الرفيع تحقق نسبيا، من خلال امتلاك جمال بلماضي للحلول المتعددة، حيث تحسن أداء مهاجمي الخضر الناشطين خارج الجزائر بشكل لافت في المدة الأخيرة، والمقصود هنا هو الثلاثي آندي ديلور مهاجم مونبيليي وإسلام سليماني رأس حربة نادي موناكو وبغداد بونجاح ظاهرة الهجوم في الدوري القطري، حيث سجلوا إلى غاية الآن 30 هدفا مجتمعين، وهو رقم مقبول يجعل جمال بلماضي وأنصار الخضر مطمأنين على حالة الهجوم الجزائري قبل المباريات الرسمية في شهر مارس الداخل، وطبعا قبل انطلاق تصفيات كأس العالم في خريف السنة الحالية.   آندي ديلور تمكن برأسية رائعة في مواجهة سانت تيتيان من قيادة فريقه مونبيليي لانتزاع النقاط الثلاث، ورفع من رصيده في الأهداف إلى تسعة وهو رقم جيد للاعب بدأ متعثرا ويلعب لصالح فريق يفتقر إلى صانعي ألعاب بإمكانهم تزويد ديلور بالكرات، إضافة إلى أن المهاجم الجزائري لا يلعب عادة كقلب هجوم صريح، حيث يتنقل إلى الجناح الأيسر وأحيانا إلى وسط الهجوم، ومع ذلك صار يحتل المركز الثامن في ترتيب الهدافين في فرنسا بتسعة أهداف، غير بعيد عن هداف الدوري الفرنسي نجم موناكو وسام بن يدر صاحب 16 هدفا، وتفوق عليه ثلاثي باريس سان جيرمان المتمثل في مبابي 14 هدفا ونايمار 13 هدفا وإيكاردي 10 أهداف، وكان ديلور في موسم لا ينسى قد سجل السنة الماضية 14 هدفا هو أحسن معدل له في المستوى العالي، كما سجل في موسم 2013 / 2014 مع نادي تور المتواضع 24 هدفا، ولأن الفريق الذي يلعب له ليس من أقوى الفرق ذات اللعب الهجومي في فرنسا، بقي معدل تسجيل ديلور متوسطا مقارنة بمهاجمي الدوري الفرنسي ومع ذك فإن تواجده في المركز الثامن يجعله غير بعيد عن رتبة مع الخمسة الأوائل في نهاية الموسم إذا تواصل حسه التهديفي، وأجمل ما في تسلق ديلور لترتيب الهدافين في فرنسا هو جمال الأهداف التي يسجلها ومن كل الوضعيات وأحيانا من عمل فردي لا يحتاج إلى التمريرات الحاسمة.   إسلام سليماني بطل المباراة الأخيرة أمام آميان عندما قاد موناكو لتسلق الترتيب العام بهدف في الأنفاس الأخيرة من المباراة، قفز أيضا إلى المركز العاشر في الترتيب العام للدوري الفرنسي بثمانية أهداف، ومازال أيضا في المركز الثاني من حيث صناعة الأهداف خلف الظاهرة الأرجنتينية دي ماريا، حيث قدّم سبع تمريرات حاسمة، مع الإشارة إلى أن سليماني لعب مباريات قليلة، وهو من أكثر اللاعبين تهديفا وصناعة للأهداف في أوربا مقارنة بعدد المباريات التي لعبها.   سليماني مرشح في المباريات القادمة لتحسين ترتيبه ضمن الهدافين في وجود لاعبي وسط وهجوم في موناكو من الطراز العالمي مثل فابريغاس وحتى وسام بن يدر، وفي منحه متسع من زمن اللعب من المدرب الإسباني لموناكو مورينو الذي أشاد بالدولي الجزائري ووصفه بالرهيب.   وحتى تقدم سليماني في السن ليس مشكلا، فإسلام يبلغ حاليا من العمر 31 سنة و8 أشهر وهو أقل سنا من أشهر المهاجمين في العالم، ومنهم لاعب الميلان إبرهيموفيتش ولاعب جوفنتوس رونالدو ومهاجم برشلونة سواريز وهداف مانشستر سيتي آغويرو ومهاجم باريس سان جيرمان كافاني، وبخبرته وذكائه واقتصاد طاقته بإمكان سليماني البصم على موسم استثنائي ومواصلة التألق لثلاثة مواسم على الأقل وسيكون جوكر حقيقيا للخضر، بعد التراجع المسجل على هداف الدوري القطري بغداد بونجاح، الذي بالرغم من ذلك، فإنه يتواجد في المركز الأول في الدوري القطري بـ 13 هدفا وهو متفوق على زميله أكرم عفيف الدولي القطري، وعلى مجموعة من نجوم الخضر واللاعبين الجزائريين الذين ينافسون بغداد بونجاح وهم ياسين براهيمي وبن يطو وسفيان هني.   لم ينل ديلور لحد الآن فرصته الكاملة مع الخضر، ومع مرور المباريات سيدخل دائرة هدافي المنتخب الجزائري، ويبقى البحث عن لاعب شاب ضمن الهدافين متواصلا، لأن هذا الثلاثي سيكون قد تجاوز الثلاثين، تزامنا مع تنظيم مباريات كأس العالم في شتاء 2022 في قطر، لكن الاستفادة من فعالياتهم في تصفيات المونديال مؤكدة، على أمل أن تبتعد الإصابة عن هذا الثلاثي، في مواجهة الفرق الإفريقية وفي المباريات الودية القوية التي سيلعبها أشبال بلماضي قريبا.   قد يهمك ايضا :   كارل مجاني يمتدح 4 مدربين للمنتخب الجزائري ويتجاهل رابح ماجر   عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل "تويتر" عبد السلام وادو يشيد بحفاوة الجزائريين