باريس - الجزائر اليوم
سيسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإحياء مبادرة فرنسية بشأن لبنان حينما يستضيف مؤتمراً دولياً للمساعدات مساء اليوم الأربعاء، لكن الآمال في تحقيق انفراجة تبدو ضئيلة وسط استمرار الخلافات بين الطبقة السياسية المنقسمة في البلاد.
وبعد 4 أشهر من الانفجار الهائل الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص ودمر مساحات شاسعة من العاصمة بيروت، لم يقترب لبنان من تشكيل حكومة ذات مصداقية للنهوض بإصلاحات في الدولة المفلسة رغم الجهود الفرنسية لإقناع السياسيين بتنفيذ إصلاحات جزئية لمواجهة حالة الطوارئ.
وبدأ صبر فرنسا والولايات المتحدة والمانحين الآخرين ينفد مع الزعماء السياسيين وكثير منهم من الوجوه المألوفة التي تولت مناصب رسمية خلال انزلاق البلاد إلى الأزمة الاقتصادية.
وقدم المانحون يد العون للبنان مراراً منذ الحرب الأهلية التي دارت من عام 1975 إلى عام 1990.
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية في إفادة صحفية: "تحتاج إلى الثقة من أجل اقتراض أو إقراض المال، والثقة ليست موجودة... سنظل هكذا ما دامت لا توجد حكومة ذات مصداقية".
وسيحضر الكثير من رؤساء الدول والحكومات المؤتمر الذي ينعقد عبر دائرة فيديو وتشارك الأمم المتحدة في استضافته.
وبذل ماكرون جهودا كبيرة في محاولة لكسر الجمود متعهدا بعدم التخلي عن اللبنانيين.
وقال دبلوماسيون إنه "من المقرر أن يزور القوات الفرنسية العاملة في إطار مهمة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في لبنان في 20 ديسمبر(كانون الأول) تقريباً.
وبعد أن شهد انقضاء المواعيد النهائية لتشكيل الحكومة وتوقف المحادثات السياسية، اختار ماكرون المضي في استضافة مؤتمر المساعدات لتقييم الوضع.
ومع ذلك، أوضح المسؤولون أنه لن يتم تقديم مساعدات لإنقاذ لبنان بدون تنفيذ إصلاحات هيكلية وإجراء تدقيق كامل في حسابات مصرف لبنان المركزي، وأضاف أن أي مساعدات فورية ستكون فقط لمساندة عملية التعافي وستوزع مباشرة على السكان.
وقال المسؤول: "ليس بوسع لبنان أن يتهرب من هذا النوع من التدقيق إذا كان يريد مفاوضات جادة مع صندوق النقد الدولي. لا غنى عنه وإلا الإفلاس".
وجمع مؤتمر مماثل في أغسطس (آب) ما يقرب من 253 مليون يورو ما يعادل 298 مليون دولار من التعهدات.
وتوقع المسؤول أن يجمع مؤتمر اليوم المزيد.
وقال دبلوماسي غربي: "تنظم فرنسا المؤتمرات دائماً عندما لا تكون هناك خطة بديلة" واستبعد أن يتطور الوضع في لبنان قبل أن تتولى الإدارة الأمريكية الجديدة عملها.
قد يهمك ايضا:
أحداث فرنسا تعيد الجدل عن علاقة النصوص الدينية الإسلامية بالعنف
إيمانويل ماكرون يتلقى المزيد من انتقادات السياسيين الجزائريين