المتشدد جاك

انضم المتشدد جاك إلى تنظيم متطرف وهو أول بريطاني أبيض ينضم لتنظيم "داعش"، والذي تحول إلى الإسلام على يجد مجموعة من أصدقائه في المدرسة. وارتاد جاك ليتس نفس المدرسة التي يذهب اليها صديقه المتطرف ابراهيم أو أبو محمد ويعيش اليوم في العراق بعد أن هرب من بريطانيا عندما كان في 18 من عمره، وينتمي الولد إلى عائلة من الطبقة المتوسطة يعمل والده في الزراعة العضوية من أكسفورد، وأخبر والديه أنه ذاهب لتعلم العربية في الكويت قبل أن يسافر سرًا الى سورية في أيلول/سبتمبر 2014.


 

ويقاتل جاك اليوم في الصفوف الأمامية للتنظيم المتطرف، ويعيش مع زوجته العراقية ونجله محمد بعد أن انتقل الى مدينة الفلوجة العراقية قادما من الرقة السورية، في بيئة بعيدة كليا عن الراحة التي كان والده الندي يقدمها له والذي يدعى جو وأمه سالي التي كانت تعمل محررة كتب.

وأخبر أصدقائه عنه أنهم كانوا يسمونه مهرج الفصل، وأنه تحول الى الاسلام بسبب تأثره بأحد زملائه في الفصل، وصرح أحد زملائه والذي رفض الكشف عن اسمه " اشعر أنه تعرض للاستغلال، فلا أحد يريد ان يقاتل مع داعش الا اذا تعرض لغسيل دماغ، وكان من المثير للقلق السرعة والقوة التي تغير بها."

وأضاف " كان جاك ملحدًا وليبراليًا، وهو طفل نموذجي لعائلة من الطبقة المتوسطة، وفي المدرسة كان خفيف الظل ومهرج من الفئة الاولى، ولكنه ذكي ويحصل على أعلى العلامات، ثم التف على مجموعة من الفتية المسلمين الذين عرضوا عليه الاسلام ثم تحول بنفسه الى واعظ ويستخدم العربية، مما كان أمرا غريبا فهو بالفعل صبي ينتمى لمنطقة أكسفورد."

وتابع " وبعد ذلك أصبح أكثر تحفظا وأطلق لحيته وحذف صوره على الفي سبوك وكأنه اختفى الى عالمه الخاص، وكان والديه رقيقان ومحبان ويقدمان له حياة عائلية جيدة وتربية جيدة." مشيرًا " وأصبح يتحدث بحماس عن داعش، ولكني كنت أعتقد أنه يعارضهم ولم أدرك أنه يرغب في الانضمام لهم." وكان جاك يرتاد مدرسة تشيروبل في أكسفورد حيث أكد أقرانه أنه كان مهتما بالرياضة ومعجبا بنادي ليفربول بكرة القدم.

 

وقبل أن يعتنق الاسلام، كان يشرب الكحول ويدخن الحشيش في بعض الأحيان من أصدقائه، وكان من محبي فن الكتابة على الجدران، ويعتقد أن جاك بدأ يهتم بالشرق الأوسط خلال ثورات الربيع العربي في عام 2011، وقبل اعتناقه الاسلام، وذهب لتعلم العربية في مسجد المدينة القريب من منزله في اسكفورد، وغير اسمه الى ابراهيم.

وادعى مجموعة من أصدقائه أن جاك كان متطرفا قبل أن يتردد على المسجد، ولم يكن للمسجد مسؤولية في تغير وجهات نظره، وعند ذهابه الى سوريا كذب على أبويه قائلا أنه ذاهب للكويت لتعلم العربية، الا أنه كان بالفعل أجرى اتصالا مع مجند داعش عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعند وصوله سورية التقي مع مواطنه عمر حسين المعروف باسم جهادي السوبر ماركت. وعلى الرغم من اهتمامه بإخفاء هويته، نشر عدة صور لنفسه مع السلاح في موقع بالقرب من سد الفرات في سورية، وأصاب تحوله من فتى ملحد الى جهادي متطرف صدمة أصدقائه القدامي في المدرسة لقبه بعضهم بالجهادي جاك.

ورفض أي شخص من عائلته التعليق حول الأمر، ولكن الجيران عبروا عن حزنهم المطلق أثر انضمام الفتى الى منظمة ارهابية متعطشة للدماء، وأشارت امرأة مسلمة رفضت الكشف عن اسمها أنها قلقت عندما اكتشفت لأول مرة أن جاك اعتنق الاسلام، وقالت " في أحد الأيام خرجت من بيتي، ورأيته جالسا على الرصيف في البرد، واقتربت منه وسألته عن الخطب، فقال أنه نسي مفتاحه ولا يستطيع دخول المنزل، لذلك دعوته لشرب كوب من الشاي وقدمت له البسكويت."

 

وتابعت " وعندما دخلنا المنزل، سألني فجأة: هل أستطيع أن أصلى؟ قلت له بالطبع تستطيع ولكنه كان أمرا غير عادي لأن عائلته لم تكن مسلمة، وعندما كنا نتحدث، قال أنه ذاهب للسعودية بعد المدرسة لمواصلة دراسته، وهذا ما جعلني أشعر بالقلق، حيث قال لي بأنه بدأ يذهب الى مسجد وهابي، وأعتقد أنه كان يذهب الى هناك مع مجموعة من زملائه في الصف، وكنت أعرف أن الوهابية هي صورة سيئة منالاسلام."

وأضافت " لقد تحدثت مع والده الذي أصبح قلقا للغاية، وجلست معه وقلت له لا داعي للقلق، فالاسلام يعني السلام وأنه يجب أن يكون مسرورا لأن والده اتبع طريق الله وليس مسارا سيئا، ولكن عندما سمعت انه ذهب الى سوريا شعرت بالحزن والاكتئاب والشفقة عليه."

وأكدت " كان والده مكتئبا جدا عندما تحدثت معه لأخر مرة، ولا بد أن يكون الامر سيئا جد أن يكون للأب ولد ذاهب لمنطقة تعاني من الحرب، ولم أسمع من والده شيئا لأشهر منذ الأن، ما يفعله هؤلاء ليس جهاد، هذا قتل ودمار، يغسلون دماغ الأطفال، ويرسلونهم ليقتلوا في الحرب، استرته لطيفة وجميلة، ولكن يا للأسف عليه."

ووصف أحد الجيران والد جاك بالرجل الطيب الا أنه يعاني من الضغط والاكتئاب بسبب ما حدث، فهو لم يعد يمارس عمله كما في السابق، وأن حياة العائلة تغيرت فلم يعودوا يختلطوا بالناس والجيران، وفي المجموع غادر حوالي 750 بريطاني بلدهم للانضمام الى داعش في سورية والعراق، وقتل منهم حوالي 100 حتى الان.