عمالة الأطفال السوريين

حذرت منظمة "الأمم المتحدة للطفولة" اليونيسف، ومنظمة "سيف ذي تشيلدرن" (غير حكومية)، اليوم الخميس، من تفاقم عمالة الأطفال السوريين، التي بلغت مستويات خطيرة، نتيجة النزاع في سورية والأزمة الإنسانية الناجمة عنه.

وذكرت المنظمتان، في تقرير لهما بعنوان: "أيد صغيرة وعبء ثقيل"، أن "النزاع والأزمة الإنسانية في سورية يدفعان بأعداد متزايدة من الأطفال ليقعوا فريسة الاستغلال في سوق العمل".

وأكد روجر هيرن، المدير الإقليمي لمنظمة "سيف ذي تشيلدرن" في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، أن الأزمة السورية قذفت بالملايين إلى الفقر، ما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل إلى مستويات خطيرة".

وأضاف: "في الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر يأسًا، فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي، من أجل البقاء على قيد الحياة، ويصبح هؤلاء لاعبين اقتصاديين أساسيين في سورية أو دول الجوار".

وأفاد التقرير بأن "أربعة من كل خمسة أطفال سوريين يعانون الفقر"، بينما يقبع "2.7 مليون طفل سوري خارج المدارس، وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل"، مشيرًا إلى أن "الأطفال الذين لا يزالون داخل سورية يساهمون في دخل عائلاتهم في أكثر من ثلاثة أرباع العائلات. وفي الأردن، يعتبر نصف أطفال اللاجئين السوريين المعيل الرئيسي لأسرهم".
وفي لبنان، رصد التقرير أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات يعملون في بعض المناطق، فيما يعمل ثلاثة أرباع الأطفال السوريين في العراق لتأمين قوت عائلاتهم، لكن أكثر الأطفال عرضة للمخاطر، "هم الذين ينخرطون في النزاع المسلح والاستغلال الجنسي والأعمال غير المشروعة، مثل التسول المنظم والاتجار بالأطفال".
وكشف التقرير أن 75% من الأطفال العاملين في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، شمال الأردن، يعانون من مشاكل صحية، فيما تعرض 22% من الأطفال العاملين في الزراعة في الأردن إلى إصابات خلال عملهم. ويتراوح دخل الأطفال، الذين شملهم التقرير، بين 4 و7 دولارات في اليوم، مقابل العمل لما يزيد عن 8 ساعات خلال 6 أيام في الأسبوع.

ولفت التقرير إلى أن "الأطفال السوريين يتعرضون بشكل متزايد لمحاولات التجنيد من قبل مجموعات مسلحة، حيث سجلت الأمم المتحدة 278 حالة مؤكدة لأطفال في سن 8 سنوات عام 2014"، وتابع:"في 77% من تلك الحالات، تم تسليح الأطفال واستخدامهم في القتال أو أغراض دعائية".
ونوه التقرير إلى أن 30% من الأطفال، الذين قابلهم معدو التقرير في كردستان العراق، جرى التواصل معهم بهدف تجنيدهم، ويبلغ الدخل الشهري للأطفال المجندين نحو 400 دولار شهريًا، وحضت المنظمتان المجتمع الدولي على إعطاء الألوية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال وتمويل المبادرات المساعدة على توفير الدخل للسوريين، وتوفير التعليم الجيد والآمن.

وحذرتا من أن "أطفال سورية يدفعون ثمنًا باهظًا، بسبب فشل العالم في إنهاء النزاع". وتسبب النزاع الذي تشهده سورية منذ منتصف مارس/آذار 2011 في مقتل أكثر من 230 ألف شخص، وأجبر نحو نصف السوريين على ترك منازلهم. ولجأ أكثر من أربعة ملايين سوري إلى دول الجوار، لا سيما تركيا ولبنان والأردن والعراق، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهم يعيشون في ظروف إنسانية صعبة.