الإدمان والخمور سببًا لوقوع "جرائم زنى المحارم"

على الرغم من التكتم الشديد الذي تفرضه المؤسسات الرسمية في العراق على الملفات الخاصة بحالات "زنى المحارم" فإن ثمة وقائع تتكشف أحداثها، وتتسرب عنها معلومات عبر معنيين يشترطون في غالب الأحيان عدم ذكر أسمائهم. ومن بين هذه الوقائع أن استاذا" جامعيا" في العراق، اعتدى جنسيا على ابنتيه، وحينما ضبط أمنيا، ورفع أمره للقضاء، اعترف بما وقع منه، وعند سؤاله عن سبب ممارساته الشاذة، أرجعها إلى إدمانه على مشاهدة المواد الإباحية، التي أفقدته السيطرة على نفسه فكان منه ما كان.

قصة أخرى يروي أحداثها لـ"العرب اليوم " المحامي فيصل طارق، كما عرضت عليه، واقعة فتاة ارتبطت بعلاقة محرّمة مع زوج أختها الكبرى، الذي كان يسكن معهم في البيت نفسه، وبعد فضه بكارتها في المرة الأولى، ومعاشرته إياها بعد ذلك طويلا، تزوجت برجل آخر وأنجبت منه، وبعد اكتشافه خيانتها له مع آخرين، طلقها وأخذ أولاده منها.
مصدر ثالث فضل عدم ذكره اسمه، روى حكاية امرأة متزوجة كانت تخون زوجها مع شاب في عمر أبنائها، ذهبا معا ذات مرة لعقد قرانهما عرفيا عند أحد المحامين، لكن المحامي حينما علم بقصتهما رفض القيام بذلك، والصادم في القصة أن الشاب تزوج من ابنة (عشيقته) وأنجب منها فيما بعد، مع بقاء علاقته المحرمة مع الأم (اللعوب).

*التكتم على حالات "زنا المحارم"

حالات ووقائع "زنى المحارم" تتسّم بالحساسية البالغة، ويتم التعامل معها في غالب الأحيان بتكتم شديد، سواء من الأهالي الذين تورط بعضهم في حالات كهذه، أم من الجهات والمؤسسات الرسمية المعنية بالأمر، وفقا للناشطة الاجتماعية اسماء جميل رشيد.
وذكرت رشيد لـ"العرب اليوم" أنه من الصعب جدا الحصول على إحصائيات وأعداد لتلك الحالات، سواء في المجتمع العراقي أم في المجتمعات العربية الأخرى، لأن مجتمعاتنا بطبيعتها محافظة، وتحرص كثيرا على سمعة الأسرة وكرامتها، خاصة في ما يتعلق بمسائل العرض والشرف، ما يدفعها للملمة أي واقعة من ذلك النوع ومعالجتها بتكتم شديد.
وأوضحت رشيد  أن الإدمان على المخدرات والخمور من الأسباب الرئيسة لوقوع ذلك اللون من جرائم الزنى، مشيرة إلى وقوع حالات من هذا النوع، وتحديدا زنى الأخ بأخته بسبب تعاطي المخدرات والخمور والإدمان عليها، لكن في غالب الأحوال يتم التستر عليها خوفا من تداعيات السمعة السيئة، وإلحاق العار بالعائلة.

وأشارت رشيد إلى أن (شرطة الآداب) في العراق في حال رفعت إليها حالات من هذا النوع، فإنها تقوم بضبطها مع التحفظ عليها بشدة، وتتعامل معها بسرية تامة، وتعالجها مع الأهل بتكتم شديد.
وجوابا عن سؤال حول إمكانية رصد تلك الحالات من خلال تتبع قرارات المحاكم الشرعية، أجابت رشيد بإمكانية رصد تلك الحالات ومعرفتها، من خلال الوقوف على بيانات التعزير والأحكام الصادرة من المحاكم، لكنه للأسف لا توجد دراسات وأبحاث تعتني بذلك لمعرفة حجم تلك الحالات وأعدادها في المجتمع العراقي.

وأضاف حمزة أنه "كلما ابتعدت القرابة انخفضت نسبة جرائم زنى المحارم، فيما عدا زنى الأم والابن، والتي بطبيعتها قليلة ليست في العراق فقط، بل في كل الدول عدا اليابان، ونسبة اللاتي لم يسبق لهن الزواج من ضحايا زنى المحارم نسبتهن 5.47% تليهن المتزوجات ونسبتهن 26%، فالمطلقات ونسبتهن 18%، وأخيرا الأرامل وبلغت نسبتهن 5.8%”.

*أسباب وتحذيرات

وأرجع الدكتور حمزة  السبب إلى عوامل "اجتماعية وثقافية واقتصادية ونفسية"، مؤكدا أن العوامل الاجتماعية تعد من أبرز تلك العوامل وأوضحها، وتأتي الأسرة في مقدمتها، من حيث التنشئة والحث على التمسك بالقيم والأخلاق، وعادة ما يكون تحريم العلاقات الجنسية بين المحارم في مقدمة الأمور التي تعلمها الأسرة لأبنائها.
بدورها، أكدت الدكتورة ندى الشيخلي استشارية بحوث وعلم نفس وجود حالات زنى المحارم في المجتمع العراقي وغيره من المجتمعات العربية، لكنه يندر وجود إحصائيات توثق تلك الحالات وتظهر حجمها الحقيقي.

وجوابا عن سؤال"العرب اليوم " حول أهم أسباب وقوع زنى المحارم، قالت الشيخلي ، إن "من أبرز تلك الأسباب إضافة لضعف الوازع الديني والأخلاقي، الأسباب الاجتماعية كالتفكك العائلي، وسوء التربية والتنشئة"، مستبعدا أي أسباب اقتصادية  على الأقل في المجتمع العراقي ، تقف وراء تلك الحالات كصغر البيوت وكثرة أعداد الأسر، الأمر الذي قد يفضي مع كثرة الاحتكاك إلى وقوع ذلك.

وأضافت الشيخلي أن "من الأسباب الهامة الانفتاح على وسائل التكنولوجيا الحديثة، خاصة بعد توافر خدمة الإنترنت على أجهزة الخلويات التي باتت متاحة بأيدي الجميع، كبارا وصغارا" وكذلك فإن الكبت الجنسي، وعدم الاهتمام بالثقافة الجنسية كمواد مقررة للتدريس في المناهج المدرسية، ومسارات علمية مدروسة، هي من عوامل وقوع حالات زنى المحارم وفقا لعطية. أما عن محاصرة تلك الممارسات الشاذة والشريرة، كعلاج وقائي قبل وقوعها، فدعت الشيخلي إلى إلغاء خدمة الإنترنت بالكلية عن الأجهزة الذكية لمن أعمارهم دون الـ(18)، لأنه لا يمكن بأي حال مراقبة الأبناء والبنات في هذه الأعمار خارج البيت، عكس الاستخدام المنزلي للإنترنت الذي يمكن مراقبته وتقنينه من قبل الأهل.

وتابع الشيخلي بأنه لا بد من فتح باب الثقة بين الأبناء والوالدين، فلا بد من تربية الأبناء على ضرورة التحدث مع الوالدين بكل ما يحدث لهم داخل
المنزل وخارجه، كالتحرش الجنسي أو الإثارة الجنسية، محذرا من تعاطي الأهل السلبي في حالة وقوع تلك الحالات (انتهاك العرض والاعتداء الجنسي) وعدم اتخاذ الإجراء الرادع المناسب، لأن ذلك من شأنه تمادي الضحايا في طريق الشذوذ.

*زوجها ابن عمها درءاً للعار

أم وجدة في العقد الخامس من عمرها يروي المقربون منها حكايتها،  قبل بلوغها الثامنة عشرة من عمرها تعرضت للاغتصاب ولم تبح بالفاعل لكن عند الضغط عليها لاسيما انها تسكن في دار جدها مع أهلها واعمامها وأبنائهم الذين ضغطوا عليهم لمعرفة الجاني فأشارت الى انه واحد من أشقائها ومنذ ذلك الحين لم تستطع التكلم واتخذت من الصمت الى يومناً بديلاً من الكلام في مأساتها وتم تزويجها من ابن عمها لدرء العار عن العائلة.

*توقفت حياتها لحظة اغتصابها

أما قصة (ع ز) فهي لا تختلف كثيراً عن سابقتها تعرضت للاغتصاب من قبل أخيها الأصغر في ساعة كان فيها ثملاً وتحت تأثير الكحول وعند اطلاع والدتها على ما جرى معها صدمت بموقف والدتها وسكوت ذويها فكان هول موقفهم موازياً لواقعة الاغتصاب تقول ع: عشت وكأنني شبح إنسانة وأغرقت نفسي في الضياع وعملت بعدها كمومس بدون علم أهلي ولم أكن لأهتم ان علموا كله من اجل نسيان مصيري وصورة مستقبلي المظلم تواصل حديثها: توقفت حياتي لحظة اغتصابي، ولم يعد لي الحق بها وبقيت على هذا الوضع أربع سنوات الى ان قابلت شاباً من زبائني أخبرته بما جرى لي وأسداني النصح بأن أواصل دراستي وأكمل مرحلتي الجامعية التي تركتها وأنا في المرحلة الأخيرة، حالياً استقامت حياتي وفكر الطرف الآخر بالارتباط بي لكن أهله رفضوني عندما اخبرهم بقصتي خوفاً من الفضيحة والعار وان أكون أماً لأحفادهم وكانت نتيجة حتمية لما جنيته من كارثتي لكن سأواصل حياتي وأحاول ان أنبه اكبر عدد من الفتيات الا يقعوا ضحية خاصة اذا وجد فرد مدمن في العائلة. وبعد مرور قرابة الشهر من زيارتنا لها أرسلت (ع ز) برسالة عبر الهاتف لتخبرنا انه تمت خطبتها لأحد أقاربها وأننا مدعوون لحفل زفافها.

*اغتصاب الذكور

حالة جديدة في الإطار نفسه وهي اغتصاب الذكور ومن قبل أقاربهم او حتى أصدقاء ومعارف،  اعتداءات العائلية طالت الإناث والذكور بصورة عامة ويعزو المعنيون والمهتمون بالشؤون الإنسانية أسباب عديدة لهذه الجرائم.

القابلة المأذونة (....) تسكن احد أحياء بغداد الشعبية تقول عن هذه الجرائم في الحالات التي صادفتها: تردني حالات تأتي الفتاة فيها برفقة ذويها وعند السؤال البعض يسكت ولكن بالإلحاح وامتناعي عن إجراء عملية الإجهاض يخبروني بما حصل للفتاة واضطرارهم للتخلص من الطفل الذي هو ابن سفاح للأقارب، والطفل الناتج مؤكد لن يكون له مستقبل اذا بقي مع الأم الضحية.

*زنى المحارم برضا الطرفين

مصدر قضائي وقانوني قال : هذه الجرائم ليست بالجديدة لكن في الآونة الأخيرة باتت تردنا قضايا كثيرة لكل منها قصة وأسباب لكن اغرب الحالات التي وردتنا هي وقوع زنى المحارم برضا الطرفين ويواصل الحديث قائلاً: إحدى هذه القضايا تمت منذ عقد او عقدين لأخوين تزوجت الفتاة ولم يعلم احد بما كان يجري الا ان وجد شقيق لهما صوراً، حيث كان الأخ يصور الفعلة مع أخته وعند قيام المحاكمة كانت المبررات انهما بعمر المراهقة ولا يعرفان ان هذا الفعل مخالف للعرف والدين والقانون.