هجوم جسر لندن

كشف رجل كيف أن ضابط شرطة بطوليًا أنقذ حياته في ليلة الهجوم المتطرف لجسر لندن من خلال مقاتلة المسلحين بعصاة فقط، وقال أورلاندو جيرالدو، 26 عامًا، إنَّه وصديق له كانا يشاهدان نهائي دوري أبطال أوروبا في حانة بالقرب من برج شارد، وقد ذهب بورو ماركت لإيجاد شيء لتناوله.

وأضاف جيرالدو، أنهم عندما كانوا ينتظرون طعامهم سمعوا صوتًا صاخبًا على الطريق وشاهدوا سيارة بيضاء تحطمت، "في البداية اعتقدت أنه كان في حالة سكر"، موضحًا لصحيفة "الإندبندنت": "بعد بضع ثوانِ سمعنا بعض الناس يصرخون ويسيرون على الطريق، ولم نكن نعرف ما يحدث"، متابعًا "ثم كان هناك رجلًا يسير في الشارع ويصرخ طلبًا للمساعدة، وقال إنه تعرض للطعن في الظهر"، مردفًا أنه ورجل آخر بدأ الضغط على القميص بينما طلب سيارة إسعاف.

وصرح فرانشيسكو أروجو كروز، وهو طاهيٍ عمره 23 عامًا، لصحيفة "الإندبندنت" أن صديقه جيرالدو قال في البداية إنهما "أعتقدا أنه مجرد شجار"، وأوضح جيرالدو، وهو عامل خدمات عملاء من شمال لندن أنه كان ضابطًا خاصًا في شرطة العاصمة لمدة أربعة أعوام: "على الطريق كان هناك مجموعة من الناس، وأنا لست متأكدًا إذا كانوا يحاولون مساعدة شخص ما لكنهم كانوا يقفون هناك".

وواصل جيرالدو: "وفجأة جاء رجل ملتحي ومرتدي سترة من الجانب وبدأ بطعن الناس في المجموعة بسكينه، وبعد بضع ثوان ركض ضابط شرطة لنقل البريطاني من أمامي وكان يُمسك عصا له، وكان يقاتل المهاجم الملتحي الذي انضم إليه مسلح آخر".

وتابع جيرالدو: "ركض ضابط ثاني إلينا، وكنا لا نزال على الأرض، وصرخ، اركضوا.. لديه قنبلة، وعند تلك النقطة ركضت عبر الشارع للعثور على صديقي فرانسيسكو، الذي كان في حالة صدمة وكان يشاهد الهجوم، وأمسكته وركضنا"، مضيفًا "قد أصيب الضابط الأول بجروح خطيرة في معركته مع المهاجمين، وأنا واثق لولا شجاعته، لكان المهاجم قد شق طريقه إلينا".

وفى يوم الخميس، وجه الضابط الذي لم يكشف عن اسمه شكره إلى أفراد الشعب على دعمهم "الكبير" حيث يتلقى العلاج في المستشفى لإصابته بجراح في رأسه وذراعه وساقه، مضيفًا "مثل أي ضابط شرطة، كنت فقط أقوم بوظيفتي، أشعر أنني فعلت ما كان أي شخص آخر قد يفعله، أريد أن أقول آسف للعائلات التي فقدت أحبائهم، أنا آسف جدًا لم أستطع أن أفعل أكثر".

وذكر جيرالدو إن "الكلمات لا يمكن أن تصف مدى شعوره بالامتنان"، وحث الضابط على عدم الاعتذار عن استعداده لإعطاء حياته لحماية الآخرين، وقال في رسالة وجهها مباشرة إلى الرجل "لولا شجاعتك لكان قد مات الكثير من الضحايا، نحن مدينون لك بحياتنا، أنت إنسان مدهش، سوف تكون إلى الأبد في قلوبنا بطلًا".