انتشار الكبتاجون في سورية

أوقف فرع الأمن الجنائي في دمشق، أمس السبت، اثنين من مروجي المخدرات بحوزتهما 400 ألف حبة "كبتاغون" مخدرة، وكان فرع الأمن الجنائي صادَر الشهر الماضي أكثر من 1.5 مليون حبة "كبتاغون" و30 كغ من مادة "الحشيش مخدر"، وألقى القبض على 19 شخصًا أثناء نقلهم وترويجهم لها. وحسب مصدر مطلع فإن مجموع الكميات المصادرة أقل من 1% من حجم تجارة حبوب "الكبتاغون" المخدرة في سورية، والتي تقدر بمئات ملايين الدولارات سنويًا.

وأشار المصدر أن الانفلات الأمني وخروج بعض المناطق عن سيطرة الدولة أدى لتحويل سورية من بلد عبور إلى أكبر منتج لحبوب "الكبتاغون" في العالم، كون استهلاك تلك المادة شبه معدوم خارج دول الشرق الأوسط، بعد أن نقل كبار المصنعين نشاطهم من تركيا ولبنان إلى سورية لضخامة الأرباح التي سيجنونها نتيجة انعدام الملاحقة الأمنية وتوفر الجهات الراعية لتلك الصناعة "المجموعات المسلحة المتشددة وأمراء الحرب"، ولسهولة الحصول على المواد الأولية عبر الحدود المفتوحة ووجود عدد كبير من الخبراء في الصيدلة والكيمياء والعقاقير المستعدين للعمل بعد أن خسروا وظائفهم إثر إغلاق معظم شركات الأدوية معاملها ..و للطلب الكبير على حبوب " الكبتاغون" في السوق المحلية ، وسهولة تهريبها إلى خارج البلاد والإتجار بها .ويبلغ ثمن حبة "الكبتاغون" الواحدة في السوق بين 2 و10 دولارات، إلا أنها توزع بشكل مجاني وبكميات كبيرة على المقاتلين من جميع أطراف النزاع وخاصة مقاتلي الفصائل المتشددة.

ولاقت  حبوب " الكبتاغون" رواجًا في سورية خلال السنوات الماضية لما تحمله من مزايا "قتالية"، حيث لا يشعر متعاطيها بالنعاس أو الجوع وينعدم احساسه بالخوف والألم ويغيب التفكير المنطقي بشكل كامل، مما يجعل من متعاطيها آلة للقتل وتنفيذ الأوامر ، وكل منفذي العمليات الانتحارية يكونون تحت تأثير تخدير "الكبتاغون". أما المدنيون فيتعاطون " الكبتاغون " لقدرته على تخفيف الضغط النفسي وإطالة فترة ممارسة الجنس وزيادة المتعة حتى أن بعض الطلاب يلجأون للتعاطي لزيادة الانتباه والحصول على وقت أكبر للدراسة .

والكبتاجونcaptagon"  " هو الاسم التجاري للفينثيلين "Fenethylline"  وهو مركب مثيل للأمفيتامين "amphetamine".وهي مواد منشطة "المنشطات هي العقاقير التي تسبب النشاط الزائد وكثرة الحركة وعدم الشعور بالتعب والجوع وتسبب الأرق" وتعتبر من المخدرات التصنيعية وهي مواد محظورة. أما مادة "الحشيش المخدر" التي تصنع من من نبتة " القنب الهندي " فإن استهلاكها ينحصر بين المدنيين ويبلغ سعر ال 100 غرام 1000 ليرة سورية "2 دولار " وزاد استهلاك السوريين لهذا المخدر خلال سنوات الحرب لقدرته على تحسين المزاج .