الأمم المتحدة

كشفت الأمم المتحدة عن أنها أعدت تقريرًا يظهر أن نصف سكان الجزء الشرقي من مدينة حلب الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، عبروا عن رغبتهم بمغادرته، مضيفة أن الإحصاء شمل نحو 275 ألف مدني محاصر، وذلك مع نفاد الوقود، واعتمادهم على حرق المواد البلاستيكية للحصول عليه.

وبحسب وكالة "رويترز" فأن التقرير أورد أن أسعار الأغذية مرتفعة مع قلة وجودها، مضيفة أن "الأمهات بدأنّ في ربط بطونهن، وشرب كميات كبيرة من المياه لتقليل شعورهن بالجوع وجعل الأولوية لإطعام أطفالهن". وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "تقييماً أُجري في شرق حلب توصل إلى أن 50% من السكان عبروا عن رغبتهم في الرحيل إذا أمكن لهم ذلك"، من دون أن يشير الى عدد الذين رفضوا الخروج منها.

وأشارت الوكالة الى أن عمال المساعدات في الأجزاء الشرقية وزعوا حصصاً غذائية على 13945 طفلاً دون سن السادسة، مؤكدةً على وجود نقص في غاز الطهي. وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن "هناك تقارير عن مدنيين ينقبون في حطام المباني المنهارة بحثاً عن أي مادة قابلة للاشتعال لاستخدامها في إعداد الطعام"، مشيراً الى أن "الوقود سيء الجودة والمصنوع من مواد بلاستيكية قابلة للاشتعال متاح لكن بكميات محدودة."

ووفق التقرير فإن سعر لتر السولار (وقود الديزل) وصل إلى 1,300 ل.س، ما يعادل 2,25 دولارًا أميركيًا، فيما بلغ سعر لتر البنزين 7,000 ل.س، ما يعادل 13,7 دولارًا أميركيًا.

وأشار التقرير الى أن السكان بدأوا يعانون من المشاكل النفسية، موضحاً أن الجدل زاد بين الأزواج حيث تلوم الكثير من الزوجات أزواجهنّ على اختيار البقاء، في حين أنه كان في الإمكان مغادرة المدينة. وأضاف أن المدنيين يقطعون مسافة تصل إلى 2 كم لجلب المياه من آبار، وإن وضع المياه في المدينة ينذر بقلق بالغ، كما أن السلطات المحلية المسؤولة عن محطة مياه سليمان الحلبي قطعت الكهرباء عنها للحيلولة دون تضررها بشدة في حال استهدافها مباشرة.