أظهرت وثائق جديدة من "وثائق دمشق السرية" التي تنشرها صحيفة "الشرق الأوسط" بالتعاون مع مركز "مسارات" الإعلامي السوري المعارض الذي يرأسه لؤي المقداد، طبيعة العلاقة بين تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) ونظام الرئيس بشار الاسد الذي استفاد من عدد كبير من العملاء السوريين والعراقيين المزروعين في التنظيم، حيث منع عنه هجمات المعارضة في بعض مناطق الشمال بسبب سطوته بين فصائل المعارضة. ومن خلال هذه الوثائق التي نشرت اليوم الجمعة, يتبين أن الجانب العراقي تعاون إلى حد كبير مع النظام في تأمين وثائق مزورة لعملاء للنظام لتسهيل اختراقهم "داعش"، كما سهل عبور المقاتلين المؤيدين للنظام في الاتجاهين عبر الحدود. وتكشف إحدى الوثائق، أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم بأوتوستراد حلب ويمكّن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد. ويوضح رئيس مركز "مسارات" لؤي المقداد ، أن هذه الوثائق سربت في منتصف عام 2013، من دون تحديد تاريخ محدد لها، مبررا ذلك بضرورة الحفاظ على المصادر التي حصلت منها المعارضة على هذه الوثائق لأن التواريخ الموضوعة عليها قد تكشف للنظام من أي ديوان سربت. أما في الجانب الإيراني، فتظهر الوثائق كيف قدم خبراء إيرانيون خطة عمل مفصلة تهدف إلى تشويه الحراك السوري المعارض، وخلق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل أسماء وشعارات المعارضة بهدف إظهار هذه المعارضة بمظهر المتوحش والمنقسم والمتعامل مع الغرب وإسرائيل. ويحمل محضر الاجتماع اقتراحات إشاعة أنباء حول عمليات نقل السلاح عبر لبنان بالتعاون مع "تيار المستقبل" و"الجماعات الإسلامية" في طرابلس، ونشر مقاطع فيديو وصور تشير إلى النشاط المسلح للمعارضة، مما يتناقض مع شعار "السلمية" الذي يتسلحون به، وتكثيف نشر مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد عن المجازر وعمليات القتل والتقطيع والتمثيل بجثث الأبرياء من مدنيين وعسكريين.