أحد الأطفال السوريين المصابين في الغارة الجوية

كشفت مجموعة صور مروِّعة عن الأهوال التي يواجهها الأطفال في ظل احتدام الحرب الأهلية في سورية. وأظهرت الصور المؤلمة من دوما شرق العاصمة السورية دمشق، الأطفال مغطين بغبار الدمار وهم يتلقون العلاج في مستشفى مؤقت عقب الغارات الجوية المدمرة، حيث قُتل على الأقل أربعة أشخاص بينهما طفلان في التفجير الذي وقع  أمس في بلدة يسيطر عليها المتمردون. وجاء الهجوم المميت بعد ستة أيام فقط من ظهور صورة الطفل عمران دقنيش البالغ من العمر 5 سنوات ناظرا في حالة ذهول غارقا في دمائه داخل سيارة أسعاف بعد تدمير منزله في حلب. وأظهرت العديد من الصور الأطفال يبكون في محاولة بائسة لفهم الألم والمعاناة التي تنكشف أمام أعينهم. وشوهد بعض الفتيان والفتيات وهم يبكون في ألم والبعض الآخر يحدق في الفضاء في حالة ذهول. وكشفت صور أخرى أخذت في مركز طبي في دوما بعض الآباء يبكون  بشكل هستيري في ذهول على جثث أبنائهم، فيما ظهرت إحدى الفتيات محدقة في الفضاء في دهشة جالسة على سرير المستشفى مرتدية ثوبًا عليه آثار حطام منزلها فضلا عن إصابتها بجروح وكدمات لكنها تبدو في حالة ذهول من المشهد المروع أمامها.

ومن المرجح أن الغارة الجوية جاءت من القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد. وأثارت صورة الطفل عمران دقنيش ضجة دولية الأسبوع الماضي بعد ظهوره مغطى بالدماء والرماد حيث نُقل إلى المستشفى بعد أن تحول منزله والحي بالكامل في حلب إلى ركام، ويظهر عمران في إحدى اللقطات وهو يزيل الغبار عن جبهته قبل أن يدرك أنه ينزف، ولم يبكِ الطفل لكنه نظر بهدوء بينما يتجه رجال الإنقاذ لإنقاذ حياة أربعة أطفال آخرين قبل نقلهم جميعا إلى المستشفى. وشوهد عمران مرتديا قميصًا عليه إحدى الشخصيات الكرتونية والتي تظهر بالكاد بسبب الدم والغبار، وتم سحبه من تحت الأنقاض مع شقيقه البالغ من العمر 10 سنوات والذي توفي في وقت لاحق. وذكر والد عمران أنه كان يجلس مع ابنه في غرفة المعيشة في منزله عندما ضربته غارة جوية، وكانت زوجته وابن أخر واثنتان من البنات داخل المنزل أيضا بينما كان ابنه على يلعب مع أصدقائه خارج المنزل لكنه أصيب في الانفجار أيضا.

وقدم الوالد نفسه باسم "أبو علي" خوفا من الانتقام من النظام السوري قائلا " إنه أمر مؤلم للغاية أن تشاهد أطفالك يسقطون أمام عينيك". وقال مصدر قريب من العائلة " تبدو العائلة ضائعة ومصدومة للغاية وكان هناك الكثير من العروض للمساعدة لإخراجهم من المنزل، لكن الوالد رفض وقال لا أريد مساعدة"، فيما نفت روسيا الوقوف وراء الهجوم على منطقة قترجي والذي أسفر عن مقتل 8 أشخاص على الأقل، وقُتل نحو نصف مليون شخص في الحرب الأهلية السورية المشتعلة منذ 5 سنوات، وفر 5 ملايين شخص من البلاد ونزح داخليا نحو 7 ملايين آخرين.