السيدة دولما مع طفلها

تحتفل الأم "دولما بوغمان تامانغ" في عيد الميلاد الأول لطفلها "نيشان ناوكي" الذي اعتقدت أنها لن تعيشه مجددًا، وولد نيشان بعد أسبوعين من انهيار منزل دولما في 25 أبريل/ نيسان جراء الزلزال الذي قتل نحو 9 آلاف شخصا بينهم 160 شخصًا من قرية دولما، وبعد ولادة الطفل بأيام قليلة وقع زلزال قاتل أخر، وذكرت دولما مستحضرة الزالزال الأول " كنت مستلقية محاصرة وشعرت أنني لن أبق على قيد الحياة" حيث كانت تحت الأنقاض وهي حامل قبل ميلاد طفلها.

وأضافت دولما " اعتقدت أنني سأموت لكني تمنيت الهرب، وانهارت الكثير من المنازل في القرية ومات الكثير من الناس، كنت قلقة للغاية على الطفل ولم أهتم في صحتي رغم إصابتي بجروح كما أنني أعاني من مشاكل في التنفس"، وتم سحب دولما وزوجها من تحت الأنقاض أحياء في مجتمع التلال النائية في منطقة سيندهوبالتشوك، وحاول القرويون محاولات بائسة لإنقاذ ما يمكن، وبعد ثلاثة أسابيع ذهبت دولما إلى العمل، وتم تدمير المركز الصحي المحلي وتعاني الأم وطفلها الوليد من خطر رهيب، واستغرقت الأم (27 عامًا) 3 ساعات سيرًا على الأقدام لكنها لم تتمكن من مواصلة الطريق.

وتابعت دولما " ذهبنا إلى المركز الصحي لكنه انهار، ولم يكن لدينا وسيلة للسفر إلى أقرب بلدة وهي ميلاماشي، وشعرت أنني لم أنجو من ولادة طفلي"، إلا أن دولما حصلت على مساعدة بواسطة عامل ياباني من الصليب الأحمر والذي شاهد دولما في خضم الاضطرابات، وأخذها عبر طريق صخري لمدة 90 دقيقة إلى أقرب مستشفى، وولد الطفل وتم تسميه بنفس اسم الرجل الذي ساعد الأم وهو نيشان ناوكي.

ولم ينتهِ الأمر بالنسبة لعائلة دولما المكونة من ثلاثة أفراد حيث وقع زلزال أخر في 12 مايو/ أيار، وبيّنت دولما " كان زوجي في القرية لإحضار مواد إغاثة، وكنت وحدي في حظيرة الماشية حيث نعيش بعد انهيار المنزل، وفجأة بدأت الحظيرة تهتز، فأمسكت بطفلي وركضت إلى الخارج، وانهارت الحظيرة"، ونجت الأم وطفلها إلا أن العام الأول لطفلها لم يكن سهلاً.

وتابعت دولما " اعتقدنا أننا سنموت مرات عديدة فليس لدينا مال ولا طعام ولا دواء والجميع يعاني"، وبعد مرور عام وصلت مساعدات إلى قرية دولما النائية من قبل الصليب الأحمر، وأمدت المنظمة القرية في الطعام ومستلزمات النظافة والبطانيات والمستلزمات الصحية، وأوشكت المنظمة على الانتهاء من بناء عيادة صحية جديدة، وأضافت دولما " حاليا نيشان يزحف ونتوقع أن يمشي قريبًا وسيصبح أكثر نشاطًا، وبالتدريج بدأنا نعود إلى وضعنا الطبيعي وشعرنا في المزيد من الثقة ، وسوف نبقي على قيد الحياة ونتخطى هذه المحنة".