تدهور أوضاع الأسرى الفلسطينيّن

يواصل الأسرى الفلسطينيّون في سجون الاحتلال الإسرائيلي خطواتهم الاحتجاجيّة، تضامنًا مع زملائهم المعتقلين الإداريّين، الذين يخوضون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، لليوم الـ36 على التوالي، بغية إنهاء قانون الاعتقال الإداري، فيما نُقل العشرات منهم إلى المستشفيات، بسبب تدهور أوضاعهم الصحيّة.
ودعا رئيس وزراء الحكومة المُقالة في قطاع غزة إسماعيل هنيّة أبناء الشعب الفلسطيني إلى "إشعال ثورة في وجه الاحتلال الصهيوني، نصرةً للأسرى المضربين عن الطعام، الذين يدفعون ثمن كرامة الشعب وعزّته".
وأكّد مدير الوحدة القانونيّة في "نادي الأسير" المحامي جواد بولس، في تصريح صحافي، الخميس، أنَّ "عشرات من الأسرى، الذين بدأوا إضرابهم في 24 نيسان/ أبريل الماضي، نقلوا إلى المستشفيات المدنيّة الإسرائيليّة، إثر تدهور أوضاعهم الصحيّة"، مشيرًا إلى أنَّ "المضربين يواجهون العزل، وسياسات مصلحة سجون الاحتلال القمعيّة".
ولفت بولس إلى أنَّ "مصلحة السجون تنتهج سياسة تشتيت الأسرى الإداريين، المضربين عن الطعام"، مبيّنًا أنَّ "عملية الوصول إلى أسير إداري مضرب أصبحت أشبه بعملية تنقيب".
وأبرز المحامي، عقب زيارته للأسيرين محمود شبانة، وعبد الجابر فقهاء، في مشفى "تل هشومير" الاحتلالي، أنَّ "السجانين انتهجوا سياسة تهدف إلى عزل للأسرى، فالأسرى الذين نقلوا إلى تل هشومير يقبعون في غرف مجاورة لبعضها، ولا يسمح لهم بالتواصل بأيّة صورة كانت".
وأضاف أنّه "لم يسمح له بزيارة الأسيرين في الغرف التي يقيمون فيها، بل قام السجّانون بإخراجهما من غرفتيهما، لمقابلة المحامي في الممر العام"، موضحًا أنَّ "عمليات النقل تمّت إلى غالبية المستشفيات، من سوروكا جنوبًا حتى كفار سابا، وبأعداد كبيرة".
وتابع "هناك محاولات حثيثة، بدأت منذ يومين، حسب قيادة الإضراب، بغية إيجاد حل، في ضوء ما يجري داخل السجون، وتفاقم الأوضاع، وكان ضمن هذه المقترحات جمع قيادة الإضراب في سجن (ريمون)، للحوار، إلا أنَّ الاحتلال رفض أن يكون هناك ممثلاً من الأسرى المضربين".
وفي السياق ذاته، أعلن أحد المعتقلين عن أنَّ "الأسرى المضربين قد أوقفوا تناولهم للمدعمات والفيتامينات، احتجاجًا على ظروف اعتقالهم، بعد أن وافقوا على تناولها ابتداء من اليوم الثاني والثلاثين للإضراب".
وأردف أنَّ "أقدام الأسرى تبقى طيلة الوقت مكبّلة بالسرير، فيما تفكّ أياديهم لساعات قليلة"، مشيرًا إلى أنّه "يجري نقل الأسرى إلى الحمّامات بعد مماطلة وتسويف غير مبرّرين"، ومبيّنًا أنَّ "مفاوضات جرت مع الإدارة، طالب فيها الأسرى الإداريين إما بتقديم لوائح اتهام في حقهم، وتمكينهم من المثول أمام المحاكم، أو توضيح أسباب اعتقال بعض الأسرى الإداريين لأعوام طويلة، تعسفيًا".
وكشف نادي الأسير عن أنَّ "39 أسيراً، في سجن (عوفر)، انضمّوا للإضراب، وهم معزولون"، مشيرًا إلى أنَّ "الأسرى كافة في سجني (شطه) و(جلبوع) أعلنوا عن إضرابهم الأربعاء، لمدّة يوم واحد، دعماً للأسرى المضربين".
وأوضح أنَّ "هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ البرنامج النضالي، الذي أقرّ من طرف الحركة الأسيرة"، لافتًا إلى أنَّ "عدد الأسرى المنضمين في (جلبوع) للإضراب بلغ 360 أسيرًا، بينما بلغ في سجن (شطه) 120 أسيرًا".
ويتوقّع المتابعون لقضية الأسرى أن تصل أعداد المضربين ذروتها، الأحد المقبل، إلى ما يقارب 1500 أسير، سيساندون زملاءهم المضربين عن الطعام.
يأتي هذا فيما تستمر الفعاليات الشعبيّة والرسميّة التضامنيّة مع الأسرى في مناطق مختلفة في الضفة الغربيّة وقطاع غزة.