حديقة الحيوان في تعز

تداولت وسائل إعلامية أخيرًا صورًا للأوضاع المزرية التي تشهدها حديقة الحيوان في محافظة تعز، وسط اليمن، والتي تشهد بدورها أشرس المعارك بين أطراف الصراع.
وأظهرت الصور بعض الأسود بأجساد هزيلة من شدة الجوع، بالإضافة إلى حيوانات أخرى تعاني أوضاعًا سلبية للغاية، وتحدث مدير حديقة الحيوان، شوقي الحاج، إلى "العرب اليوم" موجهًا اتهامه إلى الحرب في إحداث هذه المأساة الحيوانية وموت عدد من الحيوانات، وأوضح أنه منذ بداية الحرب توقفت الإيرادات التي كانت تحصل عليها الحديقة من صندوق النظافة لتوقفه هو الآخر وعدم تحصيله أيّة إيرادات.

ولفت الحاج إلى أن إدارة الحديقة ظلت تتابع مستحقات تغذية الحيوانات واللقاحات والمبيدات، وتحمّل الطرف المسيطر على منطقة الحوبان "الحوثيين" مسؤولية تغذية الحيوانات والحديقة بضغط من مدير صندوق النظافة والتحسين، المهندس غازي علي أحمد، الذي طلب منهم تمويل الحديقة من إيرادات سوق الجملة، وكانوا يزودون الحديقة بطعام الحيوانات الذي لم يكن كافيًا وهدد النظام الغذائي للحيوانات بسبب قلته، كما كانوا يجلبون خضروات من أرض سوق الجملة في التعاون للحيوانات التي تتغذى على الخضروات، وبحال كانت الخضروات تالفة تفقد قيمتها الغذائية إلا أنها كانت تفي بالحفاظ على حياة بعض الحيوانات.

وأضاف الحاج أن الحيوانات افتقدت تمامًا الرعاية الصحية؛ لعدم وجود أدوية وتنصُل الطرف المسؤول عن شراء لقاحات وأدوية ومبيدات حشرية ما تسبب في وفاة 3 أنواع من المهاء العربي النادر إثر لدغات حشرات القراد التي تمتص الدماء حتى الموت، أما النمور العربية النادرة فقد مات منها ٥ حيوانات من إجمالي 31 نمرًا عربيًّا، ويعود ذالك إلى الاهتمام الذي حظيت به النمور في الوضع المزري الذي كانت تعيشه الحديقة بهدف الحفاظ عليها لندرتها وأهميتها، كما فارقت بعض الأسود الحياة ولكن لا يزال يوجد الكثير منها، رغم أنها الأكثر تكلفة في التغذية.

وبحسب الحاج، فإن الحيوانات الأخرى بخير وخسارة بعضها يمكن تعويضه بالرعاية والاهتمام، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة لمدير صندوق النظافة والتحسين أثمرت نتائج جيدة بعدما اطلع على الوضع عن كثب ووجَّه بسرعة شراء اللقاحات والمبيدات والأدوية للحيوانات، وصرف مبالغ مالية لتعزيز التغذية وشراء الأدوية واللقاحات.

واختتم بأنه تم شراء لقاحات من صنعاء وهي في طريقها إلى تعز كون معظم الصيدليات البيطرية مغلقة في تعز، مشيدًا بتفاعل مدير صندوق النظافة والتحسين والضغط الذي مارسة لتحصل الحيوانات على غذائها ولقاحاتها، رغم ما يعانيه الصندوق من عجز مالي، واعدًا بتقديم أفضل رعاية للحيوانات والحفاظ على حياتها إذ استمرّ الدعم الحالي للحديقة.