مقبرة إسلامية منذ 800 عام

تشتمل خربة فاغور، جنوب مدينة بيت لحم، على مقبرة إسلامية تعود لأكثر من 800 عام دثرتها العوامل الجوية، ولم تتزحزح رغم الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية حولها.

وبني في خربة فاغور مسجد إسلامي، تم استهدافه من قِبل الاحتلال والمستوطنين أكثر من مرة، لكنه بقي شاهدًا على أنَّ هذه الأرض فلسطينية رغم كل المحاولات لتهويدها، واكتشف الناشطون في الخربة وهم يعمولون ويرممون، آثارًا تعود للعهد البيزنطي والمملوكي والأيوبي والعثماني، إضافة إلى عين مياه ومعصرة زيت ضخمة، وهو ما يدل على وجود حياة صاخبة في يوم ما.

وبدأ الناشطون من بلدة الخضر والمناطق المجاورة أعمال ترميم للمقبرة وبناء الجدارن الاستنادية حولها، وزراعة الأشجار في أرضها للحفاظ عليها من المصادرة والسرقة من قِبل المستوطنين.

ويذكر مراسل "العرب اليوم" نقلاً عن الناشط محمود عيسى من الخضر "ترميم المقبرة يحد من توسع المستوطنين، وكذلك يساعد المزارعين للتواجد في هذه الأرض، ونحن توجهنا إلى وزارة الأوقاف بعد حرقهم للمسجد القريب، لترميم المقبرة والاهتمام بالخربة، لكن الوزارة لم ترممها، ونعمل اليوم كجهد فردي وشخصي بالتعاون مع الإغاثة الزراعية لترميم المقبرة".

ويشير عيسى إلى أنهم "قاموا بتسجيل المقبرة والخربة في خمسينات القرن الماضي للحفاظ عليها من السرقة، ولاسيما مع بدء الهجمة الاستيطانية أخيرًا، تم تجديد الأوراق مرة أخرى لإثبات مليكة المواطنين الفلسطينيين لها".

واعتبر الناشط عيسى أنَّ المشروع يهدف إلى الوقوف في وجه السرقة الاستيطانية وإثبات أنَّ الأرض إسلامية فلسطينية ولتثبيت الأرض المهدَّدة بالسرقة".

ويذكر أحد الناشطين في الإغاثة الزراعية: "تم استصلاح 160 دونمًا، وحفر للآبار في المنطقة، وبناء لجدران استنادية وزراعة للأشجار؛ للحفاظ على هذا الإرث من هذه المقبرة القديمة، والمحافظة على هذه الأرض لأنها منطقة حيوية ومهددة بالمصادرة، ولاسيما أنَّ هناك أراضٍ حولها أبلغ أصحابها باحتمال مصادرتها إضافة إلى قربها من 3 مستوطنات مقامة على أراضي المواطنين، جنوب بيت لحم، وهي مستوطنات: "فرات"، و"دانيال"، و"أليعازر".