الطفل محمد أبوخضير

عاد الفتي محمد حسين أبوخضير، جثة محروقة إلى منزل أسرته بعد ساعتين من تعرضه للاختطاف، فجر الأربعاء، على يد ثلاثة مستوطنين، اختطفوه وهو في طريقه لأداء صلاة الفجر في الحي الذي يقطن فيه، بعد أن تناول وجبة السحور، ليصوم يومه الرابع من شهر رمضان المبارك.
وعاشت عائلة أبوخضير في بلدة شعفاط، في القدس المحتلة، فجر الأربعاء ساعتين من الخوف والرعب على مصير ابنهم، إلى أن عثر عليه جثة محروقة في إحدى الأحياء الاستيطانية في المدينة لينتهي خوفهم بفاجعة استشهاده حرقًا بعد تعذيبه.
وبدأت فاجعة أسرة أبوخضير بابنهم (16 عامًا)، من لحظة خروجه من المنزل، متوجهًا للمسجد لأداء صلاة الفجر، وهو في الطريق اعترضته سيارة فيها 3 أشخاص، وتحدثوا معه قبل أن ينقضوا عليه، ويجبروه تحت تهديد السلاح على ركوب سيارتهم، والفرار من المكان.
ويقول ابن عم الشهيد حسين، أن "الأمر لم يستغرق دقائق بسيطة، حيث انطلقت المركبة مسرعة خارج البلدة، بينما كان واضحًا للجميع أنها عملية اختطاف، فبدأ الشبان بالتكبير والصراخ محمد خطف، محمد خطف، وهذه الكلمات وصلت للوالدة التي انهارت فور سماعها الخبر، ولم تجد سوى الدعاء بأن يعود إليها سالمًا، إلا أنها لم تتوقع ما سمعته بعد أقل من ساعتين، وما شاهدته بعد ذلك حينما تعرفت على جثته".
وقال حسين، أن "المستوطنين استخدموا سيارة من نوع "هيونداي"، حيث توجهوا فيها في اتجاه طريق "كركشيان"، القريبة من تل أبيب، دون أن يتمكن أحد من اللحاق بهم".
ويقول ابن عم الشهيد، "بقيت العائلة على أعصابها حتى تلقت بلاغًا من الشرطة الإسرائيلية تبلغها فيها بضرورة القدوم للتعرف على جثة وجدت محروقة وملقاة في أحراش دير ياسين القريبة، حينها تأكدنا إنها لمحمد".
ومحمد الذي لم يكمل عامه 16، هو الابن الثالث للعائلة، بالإضافة إلى أربعة شقيقات، هو الأوسط بينهم، وجاء اختطاف محمد وقتله بعد يومين عن الإعلان عن إيجاد المستوطنين الثلاث مقتولين بالقرب من مدينة الخليل، حيث أعلنت مجموعات استيطانية نيتها القيام بعمليات انتقامية ردًّا على ذلك.
ومع انتشار نبأ اختفاء الشاب الفلسطيني، والعثور على جثته، سد مئات من الشبان العرب الطريق المؤدي للقدس، ورشقوا قوات الاحتلال الإسرائيلية بالحجارة، والتي ردت بإطلاق طلقات مطاطية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن "الرئيس الفلسطيني طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإدانة خطف وقتل الفتى محمد أبوخضير، كما أدنا نحن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة".
كما طالب عباس، إسرائيل بـ"اتخاذ إجراءات حقيقية على الأرض لوقف اعتداءات المستوطنين وحالة الفوضى التي خلفتها الأعمال التصعيدية الإسرائيلية، وما نتج عنها من أجواء خطرة أدت إلى استشهاد خمسة عشر مواطنًا منذ بداية شهر حزيران/يونيو الماضي".