النساء الجزائريات

للعام الثاني على التوالي تحيي النساء الجزائريات عيدهن العالمي المصادف للثامن مارس بطعم خاص جدا، فبعد الحراك الشعبي الذي طبع احتفالات العام الماضي، يحل عيد المرأة هذا العام بالجزائر في ظروف استثنائية تعيشها البلاد، بسبب تسلل فيروس كورونا وإصابة عدد من الأشخاص ناهز في الوقت الراهن 17 حالة، وضع يشكّل تحديا كبيرا بالنظر للخوف من انتقال العدوى خلال الاحتفالات التي جرت العادة على تنظيمها في قاعات كبيرة أو في فضاءات واسعة يكثر فيها الاحتكاك والتقارب بين الأشخاص.

كورونا هذا العام تنكّه الاحتفالات بطعم مميز آخر تسعى من خلاله النساء لرفع التحدي وقهر الفيروس على طريقتهن الخاصة، حيث قررن الخروج والاحتكاك ببعضهن في شكل جديد من أشكال المقاومة النسوية التي عهدتها الجزائرية وربحتها دوما.

ومع كل هذه التحديات إلاّ أن كثيرا من الجمعيات والهيئات والمنظمات النسوية وغير النسوية احتفظت بنفس برامجها المعهودة في احياء المناسبة وحجزت قاعات كبيرة واستقدمت شخصيات فنية وغنائية لإحياء نشاطاتها.

وبدل التقوقع في المنازل والانعزال الاختياري أصرت جزائريات على مواصلة حياتهن بنفس الوتيرة والبرنامج الذي تعودت عليه رغم ما قد يحمله لهن ذلك من مفاجآت.

حراك نسائي بالعاصمة لتكريس حقوق المرأة

أعلنت شبكة وسيلة للدفع عن حقوق المرأة تنظيمها اليوم الأحد وقفة نسائية حاشدة في البريد المركزي متبوعة بمسيرة في شوارع العاصمة للمطالبة بتكريس حقوق المرأة على ارض الواقع بعدما تحولت هذه الحقوق إلى قوانين ومراسيم على الورق .

وفي هذا الشأن أكدت السيدة رقية ناصر الناطقة بإسم شبكة وسيلة أن الوقفة النسائية تنظم كل عام والجديد فيها أنها تتزامن هذه السنة مع الحراك الشعبي الذي شهدته الجزائر منذ 22 فيفري 2019، وتسعى المرأة الجزائرية اليوم بمناسبة عيدها الوطني أن تطالب بحقوقها في شتى المجالات بطرق سلمية وحضارية تبدأ بوقفة سلمية وتنتهي بمسيرة وردية..

فقرات توعوية وتحسيسية لمواجهة كورونا

كورونا كان حاضرا في جل احتفالات النساء عبر الوطن سواء من خلال فقرات توعوية أم مقاطع فكاهية أم شعارات جميلة.

وفي هذا السياق، برمجت مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر يوما تحسيسيا وتوعويا للوقاية من الأمراض المعدية بالتنسيق مع مديرية الصحة لولاية الجزائر في إطار تظاهرة فنية تقيمها اليوم بمسرح الهواء الطلق سيد علي كويرات الصابلات في الساعة الثانية زوالا.

نفس الأمر تم مع بعض مراكز التنمية البشرية المختصة في تطوير وتدريب المهارات، حيث خصصت جزءا من برنامجها لتقديم نصائح وارشادات في كيفية الوقاية من الفيروس وكيفية التخلص من القلق والتوتر النفسي الذي يحدثه، خاصة بعد حالة الفزع والهلع التي سجلت مع بداية الإعلان عن أولى الحالات في الجزائر.

المطهرات والكمامات حاضرة في الاحتفالات

دعت العديد من الجهات المنظمة لاحتفالات عيد المرأة ضيفاتها إلى التقيد بإجراءات الوقاية أثناء الاحتفالات التي تجمع أعدادا غفيرة، وأوضحت في هذا السياق عتيقة حريشان، رئيسة جمعية حورية المرأة أنها لم ترد إلغاء برنامجها المتمثل في حملة وطنية خصت التماسك الأسري تحت شعار “تماسك” الممتدة من 5 إلى 14 مارس الجاري حيث قالت: “لقد استمررنا في برنامجنا كما سطرنا له لم نعدله ولم نلغه وربي يحفظ الجميع من كورونا”.

وأضافت حريشان أن الاحتفالات الولائية انطلقت وسيكون حفل الختام في 14 مارس، غير أننا وضعنا في مداخل القاعات مطهرات للمدعوين لتمكينهم من تطهير أيديهم بين الحين والآخر”.

وأكّدت حريشان أنها وأعضاء جمعيتها عبر الوطن دعوا الجميع إلى الالتزام بإجراءات الوقاية واستعمال الكمامات تجنبا لأي عدوى سواء بالكورونا أم الزكام، حيث قالت: “التحضيرات لها أهداف ولها رؤية وسنأخذ بعض الاحتياطات مثل المطهرات والكمامات وننصح الناس باستعمالها عند مدخل القاعات تفاديا لأي عدوى..”.

قد يهمك ايضا:

المرأة الجزائرية تحصلت على عدة حقوق بفضل إصلاح قطاع العدالة

معرض تشكيلي يحيي نضال المرأة الجزائرية في دبي