واشنطن - عادل سلامة
زعمت سيدة وأم أميركية من فلوريدا أن عمر متين منفذ الهجوم على الملهى في ولاية أورلاندو كان يطاردها لأعوام طويلة، وقالت إنه اتصل بها عشرات المرات على مدار3 أعوام، بعدما التقيا في عام 2011، عندما كان يعمل حارسًا للأمن في محكمة "بورت سانت لوسي"، ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أضافت هذه السيدة، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، لـقناة "سي بي اس" الإخبارية الأمريكية، إنها لجأت إلي أمن المحكمة عندما رفض الحارس (عمر)، 29 عامًا، إعادة مفاتيحها إليها. وأوضحت:"لم يكن يريد إعادة المفاتيح لي، وقال إنه يريد الخروج معي". فرددت عليه:"أعطني مفاتيحي، فأعطاني إياها ثم ذهبت إلي شأني"، ولكن السيدة سرعان ما شعرت بالقلق عندما وجدته عند سيارتها، في وقت لاحق، بعد مغادرتها لقاعة المحكمة، وقالت إنه منعها من فتح باب سيارتها وأغلقه. وأضافت:"كان يتطلع في وجهي وعيني، ويقول: "أريد الخروج معك، فأنت ستكونين ملكي)، فقلت له:"لا لست كذلك، اغرب عن وجهي"، فرد علي: "ستكونين ملكي، سأراقبك، أنت لي".
فوفقا للصحيفة، لم يكن هذا أخر ما سمعته هذه السيدة من متين، فعلى مدى السنوات الثلاثة المقبلة، زعمت السيدة الأميركية إنه اتصل بها أكثر من 30 مرة بعد تتبعها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وحصوله على رقم هاتفها، وفي لقاء مثير للقلق، ذكرت السيدة الأمريكية أنها وجدته ذات مرة في وجهها بينما كانت تتسوق في متجر محلي. وقالت:"كنت أقضى ليلة واحدة في (وول مارت) مع ابنتي، ونزلت على ركبتي لأبحث عن شيء بينما ركلني، فنظرت إليه وقلت: (لا تركلني مرة أخرى أبدا)، فلقد "شعرت إنه ظهر من العدم".
وعلى الرغم من سلوكه المضطرب، قالت الأم الأميركية إنها رفضت سلوكه بشكل قاطع، ولم تكن خائفة كثيرا لدرجة إنها تبلغ عنه الشرطة. وبعدالهجوم "الإرهابي"، في 11 حزيران/يونيو، على نادي للمثليين الجنسين في أورلاندو، تعرفت السيدة على متين، منفذ العملية الذي قتل 49 شخصا وأصاب أكثر من 50 شخصا خلال إطلاق النار على الموجودين.
وتشبه هذه القصة إلي حد مخيف، رواية نادلة من فلوريدا تٌدعى لاسالا، التي زعمت أيضا أن متين طاردها، بعدما التقت به لأول مرة منذ 10 سنوات عندما كانت تعمل في حانة في "بورت سانت لوسي" قبل أن يتواصل الاثنين على "فيسبوك"، وقالت إنها سرعان ما بدأ متين في إرسال رسائل "غير مريحة" لها ما جعلها تمسحه من صفحتها.
وأضافت لـوكالة "اسوشيتد برس" : "كان واحدا من هؤلاء الرجال الذين لا يريدون تركي وشأني، فلقد اقترب منها على طاولة الشرب في الحانة، حيث كان يشرب وحيدًا، ووصفته بأنه (وحيد)"، وتابعت:"لم يقدم متين (اقتراح محدد) في رسائله، لكنه لم يشكف أيضا عن أي شيء آخر عن محتوياتها"، ووفقًا لـ لاسالا، فإنها على الرغم من شعورها بعدم الارتياح لم تتقدم بشكوى للشرطة، لأنها لم تكن تراه مصدر تهديد.
وكانت المرة الأخيرة التي شاهدت فيها متين في الحديقة، في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، بينما كان هناك مع ابنه وكانت معهم. وكشفت لاسالا عن أنها تحدثت معه عن زوجته، وابنه لاعب في دوري كرة القدم، لكن على الرغم من ذلك بدا شخصية غريبة جدا. في حين قال كثيرون إن متين كان مثلي الجنس ، وكان يتردد بانتظام على نوادي المثليين، أكدت لاسالا أنها "لم تلاحظ أنه كان مثلي الجنس".
وتوقف هياج متين فقط عندما قبضت عليه قوات التدخل السريع (سوات) مع الانفجار قبل إطلاق النار. و قبل وقت قصير من وقوع الهجوم، اتصل متين بـ 911 ، وبايع تنظيم "داعش" الرغم من أنه لم يكن هناك أي صلة تربطه بهذا التنظيم، كما استخدم "فيسبوك" أثناء الهجوم للتحقق مما إذا كان يجري بالإبلاغ عن إطلاق النار أم لا، فضلا عن نشر سلسلة من الدعوات صاخبة المعادية للولايات المتحدة على صفحته.كما بعث متين برسالة إلي زوجته نور سلمان خلال الهجوم، متسائلا عما إذا كانت رأت الهجوم، قبل أن يضيف: "أنا أحبك يا حبيبتي".
وقال والد متين (مير صدقي)، من أصل أفغاني ويحمل وجهات نظر متطرفة، إن ابنه كان يكره المثليين جنسيا، واستشاط غضبا بعدما رجلين يقبلان بعضهما البعض، لذا فإنه متعجب من قول البعض إن ابنه كان مثلي الجنس، ووفقًا لزملاء متين في العمل، فإنه رجل "غير مستقر" غالبا ما يناقش تبني العنف ووجهات نظر متطرفة معهم، كما استوجب مكتب التحقيقات الفدرالي متين مرات لصلاته إرهابيين معروفين، ولكنهم أسقطوا التهم عنه لعدم كفاية الأدلة.
و ظهرت تفاصيل أخرى حول حياة متين في وقت مبكر، إذ أظهرت السجلات المدرسية إنه تحدث عن الجنس والعنف في وقت مبكر بداية، كما تم إيقافه عن المدرسة لمدة 48 يومًا، ودخل المدرسة الثانوية و كذلك المدرسة المتوسطة، وانتقل بين ثلاثة فروع للمدارس بما في ذلك منشأة بديلة واحدة. وقال إنه انسحب من مدرسة مقاطعة مارتن الثانوية في عام 2003، وأخيرًا تخرج من مدرسة "ستيوارت" الثانوية مع دبلوم متوسط، وفقًا للسجلات.
ودخل متين المدرسة الابتدائية ثم الإعداديةفي وقت مبكر في المقاطعة المجاورة له سانت لوسي، حيث وجده المعلمون ضعيف أكاديميًا بسبب عدم التركيز. وكتب معلم الصف الثالث لمتين أنه "كان نشطا للغاية، يتحرك باستمرار، ويستخدم ألفاظ مسيئة، ووقح، وعدواني". ووصفه المعلم بأنه "كثير الحديث عن العنف والجنس".
في الصف السابع، نقل مدراء المدارس متين إلي فصل أخر إلى "تجنب النزاعات مع طلاب آخرين" وقال التقرير نفسه إن متين أصبح ضعيفا في عدة مواد دراسية بسبب "كثير من المشاكل السلوكية".
في رسالة عام 1999 إلى والد متين، كتب واحد من معلمي المدارس الإعدادية، أن"سلوك الصبي وعدم قدرته على ضبط النفس في الفصول الدراسية خلقت كثير من الانحرافات وأصبحت المصدر الرئيسي للصعوبة أمامه". وقال المعلم:"لسوء الحظ، عمر ديه صعوبة كبيرة في التركيز على عمله المدرسي، فهو يلجأ دائما لجذب انتباه أقرانه بافتعل الضوضاء أو التشويش والإلهاء".