الجزائر - الجزائر اليوم
لم تمرّ الكلمات المُفرنسة التي نطق بها عدد من الوزراء الجدد في أول حكومة ما بعد عهد بوتفليقة، من دون أن تثير ضجة وأيضا موجة غضب لدى عامة الجزائريين الذين لم يفهموا إن كان هؤلاء جاءوا من أجل فتح صفحة جديدة في جمهورية جديدة يعتز فيها الجزائري بهويته، أم أنهم حملوا المشعل من سابقيهم الذين لا يحلو لهم إلا الكلام بلغة المستعمر الفرنسية التي لم يعد يتكلم بها حتى وزراء فرنسا فما بالك بوزراء دول أخرى..
وصنعت الإطلالة الأولى لبعض الوزراء الجدد الذين استعملوا فيها اللغة الفرنسية فقط وركزوا عليها وكأنها لغة وطنهم الرسمية، جدلا كبيرا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ممن استهجنوا الأمر وطلبوا من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإصدار مرسوم رئاسي في أقرب وقت ممكن يمنع جميع المسؤولين بدون استثناء من مخاطبة الشعب باللغة الفرنسية، وممن رأوا بأن هؤلاء الوزراء لم يأتوا من أجل تكوين جمهورية جديدة بعيدة أتم البعد عن جمهورية الرئيس السابق بوتفليقة، التي كان خلالها الوزراء يصرون على مخاطبة الناس بلغة المستعمر، وإنما من أجل مواصلة ما سار عليه وزراء العهد السابق، الذين كانوا يتحججون بأنهم لم يدرسوا العربية وأن تكوينهم كان بالفرنسية، وعلى ما يبدو حسب التعليقات التي دارت في مختلف مواقع التواصل حول ظهور بعض من وزراء حكومة جراد، السبت، وهو يخاطبون الرأي العام باللغة الفرنسية، أثناء تسلم مهامهم، أن الأمر شكّل صدمة لدى الكثيرين، لدرجة علق البعض “وكأن تسلم المهام يجري على الأراضي الفرنسية”.
وقد انتشرت أيضا نداءات وهتافات على منصات التواصل الإجتماعي، تطالب بإطلاق حملة وطنية يوم 12 جانفي المقبل لرفض مخاطبة المسؤولين للشعب باللغة الفرنسية، حيث عبر الفايسبوكيون عن غضبهم الشديد من هذا الأمر وقالوا أن التوجه نحو النوفمبرية الباديسية وعلى رأسها اللغة العربية كان من بين أهم مطالب الحراك، وجاءت بعض التعليقات تقول بأن الشعب الجزائري لن يقبل ولن يحترم أي شخصية رسمية لا تحترم لغة وهوية الوطن، فيما رأى البعض بأن أغلب من يتقلد منصب يحول لغته إلى لغة موليير وطالبوا بإبعاد الفرنسية عن الجزائر وكذا التخلص من فكرة أنها لصيقة بالوطن، فيما أطلق البعض شعارات من أجل حملة 12 جانفي الجاري تقول أن “الجزائريين يرفضون تحدث أي مسؤول في الجزائر بلغة غير العربية”.
وذهبت آراء المغردين بأن هؤلاء الوزراء خاطبوا الشعب باللغة الفرنسية وكأنهم يخاطبون أبناء فرنسا وليس الشعب الجزائري المعرب.
قد يهمك أيضا
"فيس بوك" تحذف حسابات شركة إسرائيلية تستهدف التدخل فى انتخابات دول أفريقية
فيس بوك يطور روبوتات ذكية قادرة على الاحساس والتفكير