الرياض - الجزائر اليوم
تتربع على عرش الجاذبية، جاذبية بالمظهر والذكاء والعفوية. تسحر المتابعين عند إطلالتها الأولى على الشاشة التلفزيونية، لينغمس المشاهدون في تفاصيل الموضوعات التي تتطرّق لها والحوارات التي تديرها. إنها الموهوبة الجميلة واللامعة الإعلامية السعودية مها عبد الله. كان لنا لقاء خاص معها، تحدثنا عن مسيرتها في العمل الإعلامي، وعن نجاحها على شاشة "سكاي نيوز عربية"، وعن تفاصيل عفويتها المطلقة على الشاشة الصغيرة.
أخبرينا عن بداياتك في المشوار الإعلامي.
مشوار 10 سنين نختذله بمقتطفات جميلة، مشواري بدأ بالصدفة ومع الوقت بعد عملي معدّة برامج، ومن ثمّ مذيعة راديو ومنتجة برامج في الراديو، انتقلت الى قناة "العربية"، ومن ثم وصلت إلى قناة "سكاي نيوز". صدفة جميلة جدا.
ما المجال الذي جذبك أكثر، الراديو أم التلفزيون؟
الراديو له نكهة مختلفة دائما، تجربة الراديو تجربة رائعة جعلتني أشعر بأنني قريبة من الناس. وأعتبرها مراحل تدرج لوصولي إلى التلفزيون، فمن الجميل الإطلالة على هذه الشاشة الصغيرة، والوصول إلى بيوت المشاهدين، والتقرّب منهم. لكن لكل مجال نكهته الخاصة والمختلفة.
ما المواقف المحرجة التي واجهتك خلال التقديم؟ وكيف تعاملتِ معها؟
مواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى مرّت معي، إذ إن تجربة التلفزيون تجربة حساسة ودقيقة. ففي إحدى المرات وقعت في الاستديو قبل صعودي بدقائق على الهواء، وهو ما سبب إحراجا وإرباكا لي. وفي بضع مرات أيضا التقطت لي الكاميرا بعض الحركات العفوية دون علمي، ظنا مني أنني لست على الهواء. المواقف كثيرة، فإذا غفل المقدّم للحظة عند البث المباشر، يمكن أن يتعرض لمثل هذه المواقف.
عفوية بشخصيتك وبشوشة جدا على الشاشة، ما خلق علاقة وطيدة لك مع الجمهور، أخبرينا عن هذه العفوية التي تتمتعين بها، وهل تسبب لك بعض الإحراج؟
هو من أحد الأمور التي لا أقدر أن أتحكم بها، ولا أستطيع أن أتصرف على غير طبيعتي، لكن على الرغم من أن العفوية جميلة، قد تخلق في الوقت نفسه بعض المشكلات. لكن في النهاية يشعر الناس بالجانب الحقيقي لشخصيتي، ويتقربون مني أكثر.
ما أكثر موقف يؤثر فيك ولا تستطيعين نسيانه خلال مسيرتك المهنية؟
كثيرة هي المواقف التي أثرت فيّ، لا يمكنني أن أختار منها، فمسيرتي في الإعلام وعملي هذا جعلاني أتعرف إلى أناس أعتز بهم، وإلى مواقف لا تنسى، ذكريات جميلة، ضيوف أعتز بحواري معهم. لا يمكن الاختصار.
تخصصتِ في اللغة العربية، أخبرينا عن أهمية هذه اللغة بصفتك إعلامية، وكيف يجب أن نحث الجيل الصاعد على الحفاظ على لغتنا؟
اللغة العربية هي هويتنا وثقافتنا وتراثنا وعادتنا وحياتنا. اللغة هي التي تعرّف الناس إلى أنفسهم، ففي برامجي لا أستخدم اللهجة الفصيحة، ولكنني أحاول قدر المستطاع أن ألفظ الكلمات بالشكل الصحيح، وأصوغ جملي بالطريقة الصحيحة، وعلى الإعلامي تحديدا أن يعرف لغته تماما. ومن المفترض أننا في المجتمع نتعايش مع لغتنا ونربّي أطفالنا على هذه الثقافة.
لنتحدّث قليلا إلى العالم الوهمي، عالم التواصل الاجتماعي.. أخبرينا إلى أي مدى تغوصين في هذا العالم؟ وكيف تتعاملين مع متابعيك؟
مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين، يجب على كل إنسان أن يعي ما هي حدوده على هذه المواقع، وأن يعي كل خطوة يقدم عليها. بالنسبة بي أشعر بأنني كسولة بعض الشيء على حساباتي، ربما لأني مشغولة أكثر بالحياة الواقعية. أحبّ الحياة الواقعية أكثر من هذا العالم الوهمي الذي يعيشه الكثيرون. إضافة إلى ذلك يجب أن يشعر الإنسان ببعض الخصوصية إلا إذا اختار أن ينشر حياته بأكملها على حساباته، فهو خيار شخصي يعود إلى كل واحد فينا.
برنامجك "نجاحهن" على قناة "سكاي نيوز" يضيء على نجاحات المرأة العربية، ونحن في مجلة "هي" نقدّر أي جهد وأي مبادرة لدعم المرأة العربية، أخبرينا عن هذه التجربة.
برنامج "نجاحهن" تجربة مختلفة تماما، ويختلف عن البرنامج الصباحي المباشر الذي أقدّمه خلال ساعتين على قناة "سكاي نيوز". هذا البرنامج يحتاج إلى الكثير من الجهد والتصوير، حيث يكون التسجيل في موقع مختلفة، نقابل نساء من جنسيات وثقافات مختلفة. من بعد تصوير كل حلقة أخرج متأثرة جدا بالشخصيات التي أقابلها، تدمع أعيني أحيانا، ويقشعر بدني عندما أختبر مدى معاناة كل سيّدة وصلت إلى ما هي عليه اليوم، وكيف حفرت نجاحها في الصخر، أقدر كل مجهود وكل مكانة سيّدة عربيّة، وخاصة إن وصلت إليها بعد مثابرة شديدة وعمل دؤوب. كل امرأة بحدّ ذاتها قصّة ودرس في كتاب الحياة. فخورة جدا بهذا البرنامج، وسعيدة بأن أضيء ولو بشيء بسيط على ما تقدّمه النساء في عالمنا العربي.
ماذا أضافت لك تجربتك في "سكاي نيوز"؟
الانتقال من مكان إلى آخر يدفعك إلى أن تكوني مفعمة بالنشاط، فعندما انتقلت إلى "سكاي نيوز" شعرت بأنني أمام مشوار جديد، برامج جديدة، تطلعات جديدة، جمهور جديد ومختلف. التغيير يساعد في تحسين الخبرة والنفسية. أما بالنسبة للمحطة بحد ذاتها، فإنها محطة عالمية أضافت لي الخبرة العالمية في التقديم والتطلع إلى معلومات جديدة وجمهور جديد، تجربة أفتخر بها، وأتمنى أن أضيف لها بصفتها علامة سعودية كما أضافت لي.
كيف تنظرين إلى عمليات التجميل؟ وما تعليقك على السيّدات اللواتي يلجأن إليها بشكل مدمن؟
عمليات التجميل علم وطبّ وتقدّم لا بدّ من أن نستفيد منه، مجال التجميل من أكبر مجالات الطب الآن، ليست ضد الفكرة أبدا إذا ما كان الإنسان بحاجة إلى تحسين أو ترميم، فالأمور بسيطة ومتاحة للجميع. لكني أرفض المبالغة، هناك سيّدات تتبدّل ملامحهن بالكامل، ما يجعلني أشعر بالأسف عليهن، لما لا نحفظ هوية شكلنا، فذلك ما يميّزنا عن غيرنا.
قد يهمك ايضاً
المديرية العامة للأمن الجزائري تهنئ الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة