اكتشاف يقوض مزاعم الكتاب بأن لورانس العرب بالغ في دوره في مذكراته

عثر علماء الآثار على رصاصة ربما يكون لورانس العرب هو من أطلقها، في اكتشاف مثير قد يساعد على تحديد معالم شخصيته ودوره في الثورة العربية منذ مئات السنين.

وأمضى العلماء نحو عشرة أعوام في حفر المواقع المرتبطة بالنزاع في الصحراء العربية بين العامين 1916 و1918، وتبين خلال العمل الميداني في منطقة حالة إعمار على الحدود السعودية الأردنية، وهو موقع الكمين الذي شهد هجوم القطار الشهير، الذي قدمته ديفيد لين وتحول إلى فيلم كان بيتر أوتول بطله، وحيث خدم لورانس كمستشار عسكري مع القوات العربية التي تقاتل الأتراك العثمانيين الذين تحالفوا مع ألمانيا.

ويقود المشروع خبراء من جامعة بريستول ويعتقد أن الاكتشاف يؤكد ما جاء في مذكرات لورانس العرب نفسه وكتاب أعمدة الحكمة السبعة، ويقوض مزاعم بعض كتاب السيرة أنه نمق قصصه كثيرًا، وأشار البروفيسور نيكولاس سوندرز "وجدنا رصاصة خرجت من مسدس كولت وهو نوع من الأسلحة التي كان يحملها لورانس، ويكاد يكون من المؤكد أن أي من الأشخاص الآخرين الذين شاركوا في الكمين قد استخدمها".

وأوضح الدكتور نيل فوكنر "لدى لورانس العرب سمعة باعتباره راوي حكايات طويلة، ولكن هذه الرصاصة والأدلة الأثرية الأخرى التي اكتشفت خلال عشرة أعوام من العمل الميداني تشير إلى مدى موثوقية موقعه في الثورة العربية الكبرى، وتتماشى مع جاء في كتابه"، وكتب كلا الخبيرين حول الرجل، فجاء عنوان كتاب فوكنر "لورانس والحرب العربية"، وستنشره مطبعة جامعة ييل في وقت لاحق من هذا الشهر، ويهدف إلى إعادة كتابة التاريخ للحملات العسكرية الأسطورية، ويبحث أيضًا في انهيار الإمبراطورية العثمانية، ودور القبائل البدوية، وتزايد القومية العربية و الطموح الإمبراطوري الغربي.

ويعمل سوندرز كعالم آثار وكتب كتابًا يتحدث عن لورانس والثورة العربية الكبرى وستنشره أيضًا مطبعة جامعة أكسفورد العام المقبل، وسيروي بالتفاصيل نتائج التحقيقات في سيارة مصفحة داهمت مخيمات ومعسكرات الجيش العثماني والتحصينات في الصحراء، وكيف ساعد كمين القطار في رسم أصول حرب العصابات الحديثة.