لقطة جوية لمخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية والذي يضم 80 ألف شخص

هدَّد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بمنع بلاده دخول اللاجئين السوريين في حالة عدم تقديم المزيد من الدعم للأردن من قِبل المجتمع الدولي، مؤكدًا أن الأخير وصل حدّ الغليان من حيث استقبال اللاجئين، وأن نصف عدد اللاجئين السوريين تم منحهم أماكن في المدارس، وأن المستشفيات والوظائف تشهد ضغطًا لا يُحتمل.

ويقول الأردن أنها بالفعل تستضيف 1.27 مليون لاجئ سوري من إجمالي 4 مليون شخص فروا من سورية منذ بداية الحرب الأهلية، وأضاف الملك عبدالله، في حواره لـ"بي. بي. سي": آجلا أم عاجلاً ستنفجر الأزمة، وطلبت الأردن من قبل من الأمم المتحدة تولي أمر الفارين من الصراع في المنطقة على مدى عقود، وللمرة الأولى لن يمكننا تحمل المزيد.

وجاء حديث الملك في ظل إصدار منظمة "أوكسفام" تحليل جديد للمساهمة في حل أزمة اللاجئين من قبل الدول الغنية في أوروبا والغرب، وناقشت المنظمة الخيرية قيام الدول الغنية بتولي حصة عادية من اللاجئين وتوفير أماكن لهم والتبرع بالأموال.

وأشارت المنظمة إلى تصريحات الملك عبدالله بأن المجتمع الدولي لا يفعل ما يكفي، موضحة أن الدول الغنية تأخذ فقط 28% من الحد الأدنى الذي يجب أن تستوعبه من اللاجئين، في حين تستوعب بريطانيا 23% من نسبة اللاجئين المقترحة، ولفتت إلى أن بريطانيا وهولندا من بين الدول الأكثر سخاءً ماليًّا بينما خفضت السعودية وقطر تمويلهما بشكل ملحوظ.

وكشفت منظمة أوكسفام أنه في حين زادت أستراليا وفرنسا وروسيا تدخلها المباشر في الصراع، إلا أن هذا لم يقابل بالتزام للمناشدات الدولية، وبيّنت أن روسيا قدمت 1% فقط من حصتها العادلة في ظل المناشدات المرتبطة بالأزمة العام 2015، وذكر مارك غولدرينغ الرئيس التنفيذي لأوكسفام: العالم يخذل آمال الشعب السوري، ويجب على البلدان بذل المزيد من الجهد للمساعدة في سوريا وفي المنطقة وإعادة توطين الفئات الأكثر ضعفًا، ويجب على بريطانيا تحديدًا فعل المزيد.

وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 5.4 بليون إسترليني لتوفير مساعدات لـ22.5 مليون شخص في سورية والدول المجاورة، وعلّق الملك عبدالله أن الوقت حان لدعم الأردن من قِبل بقية العالم، مضيفًا: يعد هذا الأسبوع أسبوعًا مهمًا للأردنين لمعرفة ما إذا كان سيتم مساعدة اللاجئين السوريين، وهو ما يؤثر على مستقبل الأردنيين أنفسهم.