البابا فرانسيس

أكد مصدر رسمي أنّ البابا فرانسيس منع ترشيح مساعد مقرب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في منصب السفير الفرنسي الجديد لدى الفاتيكان لأنه مثلي الجنس بحسب ما ورد في التقارير الإعلامية.

وأوضح المصدر أنّ الرفض الواضح تسبب في إثارة تساؤلات حول أفكار البابا الليبرالية وبالتحديد المتعلقة بالشذوذ الجنسي.

ومن جانبها بيّنت مصادر في باريس أنّ الفاتيكان التزم الصمت حيال قبول أو رفض أوراق اعتماد الدبلوماسي لوران ستيفانيني والذي تم ترشيحه للمنصب في بداية كانون الثاني/يناير.

ومن المعلوم أنّ الإطار الزمني المعتاد للرد هو شهر ونصف وأن فترة الصمت الطويلة بعد الترشيح يتم تفسيرها بمثابة رفض.

وأبرز قصر الإليزيه في بيان صادر عنه، أنّ اختيار السيد ستيفانيني لتمثيل فرنسا في الفاتيكان نتج عن اختيار الرئيس وقرار من مجلس الوزراء، وأن الرئيس يعتبره "واحد من أفضل دبلوماسيينا".

وبدورها ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية على نطاق واسع أنّ السيد ستيفانيني تم رفضه بسبب ميوله الجنسية المثلية ونقلت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أنّ الرفض كان "قرارًا اتخذه البابا بنفسه".

وبينت صحيفة "ليبراسيون" أنّ "التعصب ضد المثليين من قبل الفاتيكان يشوه صورة البابا فرانسيس التي كانت تعتبر أكثر انفتاحًا من أسلافه حيال النشاط الجنسي".

يذكر أنّ فرنسا رشحت في عام 2007 سفير مثلي الجنس في الفاتيكان لكن لم يتم الرد أيضاَ  على الطلب بالرغم من محاولات عديدة.

ويُقال أنّ ستيفانيني يحظى باحترام واسع من قبل العديد في الكنيسة الكاثوليكية، بعد عمله السابق في ثاني أهم منصب في السفارة الفرنسية في الفاتيكان في الفترة بين 2001 إلى 2005.

وأفادت صحيفة "لا كروا" بأنّ وزير الخارجية السابق في الفاتيكان جان لويس توران، الذي يشغل حالياً رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، يدعم هذا التعيين.

ويشار إلى أنّ البابا فرانسيس، يدعم سياسة أكثر ليونة، حتى اليوم، حيال الشذوذ الجنسي، أكثر من سلفه بنديكتوس السادس عشر، ومع ذلك، فإن هذا لم يمنعه من انتقاد الحكومة الاشتراكية الفرنسية الحالية عند تمرير قانون في عام 2013 بإضفاء شرعية على زواج المثليين جنسياَ مما أدى إلى احتجاجات واسعة من بين الكاثوليك في البلاد.

ويستطرد مراقبون أنه لا يمكن للبابا اعتماد نهج ودود بشكل مفرط بالنسبة للمثليين لأن هذا قد يصدم العناصر الأكثر محافظة في الكنيسة الكاثوليكية.