كاميرون يؤكد أن "داعش" لن ترهب بريطانيا بعد بث فيلم مرعب

قلّل رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من تأثير الفيديو الذي بثه تنظيم "داعش" المتطرف أخيرًا، واصفًا إياه بأنه "عمل يائس من جماعة متطرفة تخسر على الأرض".
والفيديو يتضمن لقطات تظهر قتلاً وحشيًّا لـ5 رجال متهمين بالتجسس لصالح بريطانيا، إذ بدا جلاد التنظيم يتحدث بلكنة إنجليزية مهددًا كاميرون، ويتوعده بأن "داعش" ستحتل بلاده، وذلك قبل إطلاق النار على رأس الضحايا، كما يظهر في الفيلم صبي صغير يرتدي زيًّا عسكريًّا ومنديلًا أسود على رأسه فيه دائرة بيضاء مكتوب داخلها اسم التنظيم، قائلاً، بعد تنفيذ القتل: سنقتل الكفار هناك.
وفي الفيديو أيضًا، هدَّد رجل ملثم رئيس الوزراء البريطاني مباشرة، قائلاً: كم هو غريب أن يهددنا زعيم جزيرة صغيرة بحفنة من الطائرات، فكنت أعتقد أنك تعلمت من معلمك المثير للشفقة في واشنطن وحملته الفاشلة ضد الدولة الإسلامية، ولكن يبدو أنك تمامًا مثل أسلافك توني بلير وغوردون براون، نفس الغطرسة والغباء، ففي الواقع، أنت يا ديفيد أكثر من معتوه؛ لأن وحده الذي يجرؤ على شنّ حرب على الأرض حيث يُسود حكم الله، ويعيش الناس في ظل العدالة والأمن للشريعة.
وتابع الرجل: وحده المعتوه الذي يجرؤ على إغضاب الناس الذين يحبون الموت بالطريقة ذاتها التي تحب بها حياتك، داعش يمكث هنا حاليًا، ولكنه سيغزو بريطانيا وسيحكمها بالشريعة، أما بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في مواصلة القتال تحت راية كاميرون بأقل حد أدنى للأجور، نقول لكم اسألوا أنفسكم، هل تعتقدون حقًا أن حكومتكم ستهتم بكم عندما تصبحون في أيدينا، أم ستتخلى عنكم، لأنها قد تخلت عن هؤلاء الجواسيس، الذين أرسلوهم؟ لأنكم ستخسرون هذه الحرب، كما خسرتم في العراق وأفغانستان.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني، خلال زيارته شرق لندن، أنها أعمال بائسة من المنظمة التي لا تمارس إلا الأعمال المشينة والمروعة، ويمكن للناس أن يرون ذلك اليوم، وأن داعش يفقد سيطرته على الأرض، فهو يفقد الأرض، والفقدان المتزايد لتعاطف أي شخص معه، يدل مرة أخرى على كونه منظمة مروعة نحن نقف ضدها، إنهم يكرهوننا ليس لما نفعله ولكن لما نحن عليه، لحقيقة أننا متسامحون وديمقراطيون ونتمتع بتعدد الأديان، فنحن دولة متعددة الأعراق ناجحة، إنهم يكرهون ما نحن فيه، ولهذا السبب يريدون السيطرة علينا، لهذا السبب يفعلون ما يفعلونه، بريطانيا لن تخاف هذا النوع من التطرف؛ فقيمنا أقوى بكثير مما لديهم، فربما يستغرق الأمر وقتًا طويلاً جدًا، ولكنهم سيهزمون.

وفي وقت سابق، ذكرت المتحدث الرسمية باسم رئيس الوزراء: ندرس محتويات الفيديو ويتم إطلاع رئيس الوزراء على كل المستجدات، الفيديو بمثابة تذكير بوحشية داعش وما يواجهه العالم من هؤلاء المتطرفين، من الواضح أيضًا أن الفيديو أداة للدعاية، وينبغي التعامل معه على هذا النحو، لاسيما بعدما وقعت هذه المجموعة المتطرفة تحت ضغط الضربات الموجهة التي استهدفت بنجاح بعض الأنصار الرئيسيين للمنظمة.

وردًا على سؤال بشأن الطفل الموجود في الفيديو، قالت المتحدث: الحكومة قلقة على المواطنين في بريطانيا ممن يتم استدراجهم إلى سورية للقتال من أجل داعش، هذا هو سبب اتباعنا بعض التدابير الواضحة جدًا للنظر في إمكانية إثناء الناس أو منعهم من السفر، فضلاً عن اعتمادنا أيضًا استراتيجية الحكومة لمكافحة التطرف، والنظر في كيفية معالجة هذه الإيديولوجية السامة في مهدها.