الجزائر - الجزائر اليوم
تبحث الأحزاب السياسية والقوائم الحرة مصيرها بعد الانتخابات التشريعية، وتسابق الزمن للتكتل في التحالفات الجديدة التي طفت إلى السطح بعد التشريعيات، كما تنظر هذه الأحزاب بعين “الطامع” إلى الحكومة الجديدة، التي لم يتبين شكلها ولا لونها لحد الساعة، ويأتي ذلك في وقت لم يفصل المجلس الدستوري بعد، في الطعون المودعة على طاولته، كما لم يرسّم نتائج تشريعيات 12 جوان الماضي.
لم تنتظر الأحزاب السياسية والقوائم الحرة المشاركة في الانتخابات النيابية الأخيرة، صدور النتائج النهائية للتشريعيات، لتشرع في التخطيط لما بعد الانتخابات، سواء كانت من خلال بحث مسألة التحالفات السياسية داخل قبة زيغود يوسف، أو بعث رسائل ود إلى السلطة من أجل افتكاك حقائب وزارية في الحكومة الجديدة، ورغم إعلان العديد من الأحزاب السياسية عن استعدادها لعقد تحالفات مستقبلا في حال تمكنت من حصد مقاعد مريحة داخل الغرفة السفلى للبرلمان، غير أن الأمور لم تتضح بعد وهذا إلى غاية فصل المجلس الدستوري في نتائج الانتخابات، لاسيما في ظل وجود عدد معتبر من الطعون التي يمكن في حال تم الموافقة عليها، أن تحدث تغييرا طفيفا في قائمة النواب الفائزين بالعهدة الجديدة.
ويبدو أن “الماراطون” الخاص بالتخطيط لما بعد الانتخابات قد انطلق باكرا من خلال إعلان العديد من التشكيلات الحزبية عن مباشرة عملية مناقشة فكرة التحالفات والتكتلات وتشكيل الحكومة المقبلة حتى قبل صدور النتائج، وقد كانت البداية مع التجمع الوطني الديمقراطي الذي سيعقد، اليوم، أول اجتماع رسمي له بين قيادة الحزب وأمناء المكاتب الولائية، لبحث مسألة التحالفات والحكومة المقبلة.
وحسب القيادي في الحزب العربي صافي، فإن اللقاء الذي سيجمع الأمين العام للحزب الطيب زيتوني، مع أمناء المكاتب الولائية سيناقش أجندة ما بعد التشريعيات من خلال تقديم حصيلة للنتائج المحققة، ودراسة إمكانية عقد تحالفات مستقبلية مع الفائزين بهذه الانتخابات، إضافة إلى قضية المشاركة في الحكومة الجديدة والانتخابات المحلية التي ستأخذ حيزا مهما من المناقشات المقبلة، خاصة وأن الأرندي – حسب محدثنا – يولي أهمية كبيرة لهذا الاستحقاق السياسي المهم.
ولم يكن الأرندي الوحيد الذي استبق الزمن لبحث مسألة التحالفات والحكومة الجديدة، فقد سبقه لذلك أصحاب القوائم الحرة الذين استعجلوا النتائج النهائية للانتخابات لإعلان “دعمهم ومساندتهم” لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، من أجل مواصلة مسعى بناء الجزائر الجديدة بـ”مقومات سياسية وممارسات ديمقراطية تنشد التنمية في كل المجالات”، على حد تعبيرهم، وهذا في بيان صادر عن الكتلة الجديدة التي لم تتوان في التعبير عن اعتزازها ودعمها لـ”الجهد والمسعى الصادق للرئيس تبون في بناء النهج الديمقراطي الذي شرع فيه”، وذلك في انتظار الأحزاب السياسية الأخرى التي ستدلو بدلوها في هذا الملف قريبا.