الجزائر - الجزائر اليوم
برأت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران الأربعاء، أربعة أشخاص، منهم شقيقتان، وجهت لهم جميعا تهمة الإشادة بالأفعال الإرهابية، فيما أدانت غيابيا المتهم الرئيسي الذي لا يزال في حالة فرار بالسجن المؤبد عن ارتكابه نفس الفعل، إلى جانب التورط في جناية الانخراط في جماعة إرهابية تنشط في الخارج.
وقائع هذا الملف تعود إلى سنة 2018 بوهران، عندما قادت مراقبة مصالح الأمن العسكري للمواقع الإلكترونية المشبوهة إلى رصد صفحات فايسبوكية تتداول منشورات وصورا لأشخاص يرتدون اللباس الأفغاني ويحملون أسلحة رشاشة، منهم واحد أشارت إليه صاحبة الصفحة على أنه شقيقها المختفي والمبحوث عنه منذ أزيد من عقد، قبل أن تتوصل التحريات التي تعمقت في البحث عن حقيقة هذا الشخص وقصته التي انتهت به إلى الظهور بذلك الزي المشبوه وبرفقة جماعة مسلحة تنشط في الخارج، إلى الكشف عن وجود اتصالات له مع إرهابيين عبر تطبيق التليغرام الذي تحبذ هذه الجماعات الولوج إليه واستعماله في التواصل فيما بينها.
كما مكّن استغلال التقنيات الحديثة من التعرف على هوية صاحبة المنشورات المشبوهة والأطراف التي تداولتها عنها، ويتعلق الأمر بمجموعة أقارب، تتقدمهم المتهمة (م. س)، وشقيقتها، إلى جانب زوج إحداهما وأيضا ابن خالتهما، حيث جاء في نتائج استجواب هؤلاء أن المتهم الرئيسي المدعو (م. م. أ) كان قد أعلم عائلته في صيف 2006 أنه متجه نحو شاطئ مداغ لأجل السباحة، لكنه اختفى منذ ذلك اليوم ولم يعثر له على أي أثر، قبل أن تأتيهم معلومات عنه مفادها أنه كان على اتصال بجماعة إرهابية متواجدة في تونس وأقنعته بالالتحاق بها، ثم بلغتهم أخبار أخرى عنه من مصدر أمني تشير إلى وفاته، لكنهم وبسبب عدم استلامهم جثته ولا علمهم بمكان دفنه.
وبقي مصيره بالنسبة لهم دائما محل غموض وريبة، إلى أن شاهدت شقيقته المتهمة (م. س) عند تصفحها بالصدفة منشورات على الفايسبوك صورته وهو يرتدي لباسا أفغانيا وبيده كلاشينكوف، لتقوم بإرسال ذلك المنشور بدورها إلى أختها المتهمة الثانية غير المحبوسة أيضا في قضية الحال، وهي الصورة نفسها التي ضبطت مخزنة في ذاكرة هاتف صهر العائلة وابن خالة المتهم الرئيسي، بالإضافة إلى صورة ثانية جماعية يظهر فيها المدعو (م. م. أ) يتوسط مجموعة مكونة من 37 إرهابيا في تونس، لتوجه لهم تبعا لذلك تهمة الإشادة بالأفعال الإرهابية.
وخلال جلسة المحاكمة، تمسك المتهمون الحاضرون بإنكار التهمة المنسوبة إليهم، مبررين سبب تداولهم صور قريبهم المتورط مع الجماعات الإرهابية في الخارج برغبتهم في معرفة ما إذا كان هو نفسه الظاهر على تلك الصورة، والتأكد فيما بينهم من صحة وفاته من عدمها، خاصة في ظل الشبه الكبير الذي أظهرته تلك الصورة مع قريبهم الغائب، والذي التمسته من الوهلة الأولى أخته المسماة (م. س)، نافين في المقابل قيامهم بأي اتصال بتلك الجماعة أو معرفة مصيره، لكن النيابة العامة كان لها رأي آخر، لتلتمس تسليط عقوبة السجن المؤبد للمتهم الفار، 10 سنوات سجنا لشقيقته (م. س) و5 سنوات سجنا لباقي المتهمين.
قد يهمك ايضاً
هكذا قتلت أم لثلاثة أطفال زوجها وأحرقت جثته بأم البواقي
تواصلت جماعة متطرفة مع “داعش” لاستهداف مسيحيين بكنيسة “سانتا كروز” بوهران