محكمة الجنايات الابتدائية

استمعت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء إلى غاية ساعة متأخرة من مساء الإثنين، لأقوال 10 أشخاص ينتمون لشبكة إجرامية عابرة للحدود تنشط في تجارة المخدرات بقيادة البارون المعروف “ايسكوبار” المدعو “ح.اسامة”، بعد تورطهم في إبرام صفقات شحن وتهريب المخدرات من الحدود الغربية للوطن عبر ولايات الجنوب وصولا إلى ليبيا، والتلاعب بهياكل المركبات وشاحنات خاصة بنقل الخضر والفواكه لصناعة تجاويف معدنية يتم اخفاء المخدرات فيها، وتزوير وثائقها لتمويه عناصر الشرطة بالحواجز الأمنية قبل أن تتم الإطاحة بهم خلال آخر صفقة لنقل شحنة بوزن 60 قنطارا نحو ليبيا.

التّحريات الأولية في الملف انطلقت من معلومات بلغت عناصر فرقة مكافحة المخدرات حول نشاط شبكة إجرامية مختصة في تهريب المخدرات من صنف الكيف المعالج من المغرب نحو الصحراء باتجاه ليبيا انطلاقا من مدينة وهران ثم الشلف وغرداية وصولا إلى ولايات الجنوب الجزائري، وتمكنت مصالح الأمن بعد اختراق وترصد أفراد الشبكة من توقيف شخص يدعى “ر.ع” على متن سيارة بالحاجز الأمني بمنطقة معسكر، وتوقيف شاحنة كانت ترافقها ضبط بداخلها ما يفوق 60 قنطارا مخبأة داخل كمية من الخضر والفواكه، يقودها المدعو “ا.سامة.ح” المعروف بـ”ايسكوبار”، وتبين خلال التحقيق الذي باشرته الفرقة الأمنية أن المتهم كان يقوم بفتح الطريق لتسهيل عملية نقل السموم المغربية، وقد اعترف المدعو “ا.ح” بضلوعه ضمن شبكة خطيرة تم توقيف بعد سماعه عددا من الأشخاص كانوا على متن سيارة قادمين من ولاية البليدة في مهمة خاصة نحو الغرب، وتوقيفهم على مستوى حاجز أمني بالجلفة، وأثبتت التحريات الأمنية أن المتهمين استغلوا مساكن وحظائر سيارات لتخزين واخفاء المخدرات بولاية وهران قبل شحنها، اذ يتولى ذلك المتهم “ك.س”، كما كان “الاسكوبار” مكلفا بالتنسيق فيما بينهم لتجهيز شاحنات بوثائق مزورة، وتخصيص سائقين لذات الغرض وتبادل الأدوار لتشتيت انتباه العناصر الأمنية، كما تتولى سيارات نفعية مهمة فتح الطريق نحو الصحراء، قبل إحباط مخططهم في آخر صفقة لكمية ضخمة قدرت بـ60 قنطارا من المخدرات، واعترف المتهم أنه سبق لهم إبرام عدة صفقات ونقل شحنات لكميات متقاربة من الكيف المعالج يخزن في منازل مقابل 35 مليون سنتيم، قبل نقلها باتجاه ليبيا مقابل عمولة تصل ثلاثة ملايين دج للشحنة الواحدة، وأسفرت مداهمات منازل المشتبه فيهم بحجز مبالغ مالية بالعملة الصعبة والوطنية وأسلحة بيضاء مختلفة وذخيرة، وضبط شرائح هاتف لشبكات اتصال وطنية ودولية، وأدوات تلحيم خاصة تستعمل لصنع مخازن وتجاويف داخل السيارات والمركبات خلال شحن المخدرات، وسيارات فارهة.

وقد وجهت المحكمة للمتهمين جناية تكوين وقيادة جماعة أشرار وعرض وبيع ووضع للبيع مخدرات وشرائها وتخزينها قصد البيع، وتوزيعها وتسليمها وشحنها ونقلها واستردادها وتصديرها، وتسيير وتنظيم وتمويل نشاطاتها، وذلك في شكل جماعة إجرامية منطمة، والتزوير واستعمال المزور، وانتحال هوية الغير، والقيد غير المنطبق، وتبييض الأموال، والحيازة قصد المتاجرة غير المشروعة، وسماع أقوالهم في جلسة علنية دامت لساعات من يوم الإثنين.

قد يهمك ايضاً

جماعة متطرفة تفشل في تنفيذ إعتداءات على عسكريين وأثرياء في العاصمة الجزائرية

جزائري يقتل زوجته بسبب خلاف حول مستقبل الأبناء