الزعيم الفلسطيني المسجون مروان البرغوثي

ألقى الزعيم الفلسطيني المسجون مروان البرغوثي يوم الأحد نداء قويًا إلى المجتمع الدولي لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أثنى على "الجيل الفلسطيني الجديد" لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وصرّح البرغوثي في مقاله لصحيفة "الجارديان" من زنزانته في سجن هداريم - أول منشور دولي له منذ عام 2002 أثناء ذروة الانتفاضة الثانية - بأنه يتوسل إلى العالم "للتعامل مع الأسباب الجذرية لحرمان الفلسطينيين من الحرية"

وأكد البرغوثي – الذي يراه العديد من الفلسطينيين الرئيس المستقبلي المحتمل - بأنه سيلتقي بممثلي اللجنة الرباعية - الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا - في محاولة للتوسط لاتفاقية سلام، لاسيما عند تزايد عدد الوفيات والإصابات في الجانبين.
وذكر في تصريحات دعم الموجه الأخيرة من الاحتجاجات أن  " الجيل الفلسطيني الجديد قد لا ينتظر محادثات المصالحة لتجسيد وحدة وطنية الأحزاب السياسية والتي قد فشل في تحقيقها، خاصة بعد ارتفاع الانقسامات السياسية والتشتت الجغرافي.

وحذر البرغوثي أيضًا من أن الإجراءات الإسرائيلية - على وجه الخصوص حول منطقة الحرم الشريف المعروف لدى اليهود باسم جبل الهيكل – تهدد بـ "تحويل الصراع السياسي لحل القضية إلى حرب دينية لا تنتهي أبدًا من شأنها أن تزيد فقط تقويض الاستقرار في منطقة تعاني بالفعل من اضطرابات غير مسبوقة ".
وأشار إلى ارتفاع حدة التوتر "أن التصعيد لا يبدأ مع مقتل اثنين من المستوطنين الإسرائيليين،" في إشارة إلى إطلاق النار على الزوج والزوجة أمام أطفالهم في فلسطين مؤكدًا أن كل يوم هناك فلسطينيون قتلوا أو جرحوا أو اعتقلوا، وأضاف أن الاستعمار يزيد يومًا بعد يوم ويستمر الحصار على أهلنا في غزة ويستمر القهر والإذلال.
وذكر : "أن سبب عدم الوصول إلى اتفاقية السلام حتى الآن يرجع إلى عدم رغبة الرئيس الراحل ياسر عرفات أو عجز الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حين أن كلًا منهما كان مستعدًا وقادرًا على توقيع اتفاقية السلام.

وأردف "تكمن المشكلة الحقيقية في أن إسرائيل قد اختارت الاحتلال عن السلام وتستخدم المفاوضات كستار خاف لدفع مشروعها الاستعماري، وجميع الحكومات في جميع أنحاء العالم تعرف هذه الحقيقة البسيطة ولكن الكثير منهم يتظاهر بأن العودة إلى وصفات فشلت في الماضي قد تسمح لنا لتحقيق الحرية والسلام ".
وتابع البرغوثي أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ذكر أن التصعيد في أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية والقدس كان "مقلقًا وخطيرًا للغاية"، وأضاف: "يجب القيام بكل شيء لتهدئة الوضع ووضع حد لهذه الدائرة من (العنف)، التي تسبّبت بالفعل في عدد كبير جدًا من الضحايا ".
واعتقلت إسرائيل البرغوثي 56 عامًا - كان شخصية هامة في كل من الانتفاضات الأولى والثانية – في عام  2002 في وسط الانتفاضة الثانية وتم إدانته في خمس تهم بالقتل بعد سنتين.

ورفض البرغوثي الاعتراف بالمحكمة الإسرائيلية، وأصر محاموه على كونه مجرد زعيم سياسي، وهو يتمتع باحترام واسع النطاق بين جميع الفصائل الفلسطينية، وعلى الرغم من احتجازه في السجون الإسرائيلية، لكن غالبا ما يُذكر كمرشح محتمل لخلافة محمود عباس كرئيسًا للسلطة الفلسطينية.
وأكد آخر زوار البرغوثي أنه طرح نفسه كمرشح من السجن إذا تنحى عباس، وعلى الرغم من سجنه، يعتبر البرغوثي شخصية سياسية فلسطينية ذات أهمية كبيرة. وكان مسؤولاً عن صياغة وثيقة الأسرى عام 2006، الذي دعا فيها قادة جميع الفصائل الرئيسية إلى إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل 1967، كما ساعد أيضًا في وضع اتفاق مكة الذي يهدف إلى توحيد حكومة الوحدة الوطنية للفلسطينيين في عام 2007.