رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير

طرح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إعادة مقترح التكامل الأوروبي في مجالات عدة، بما في ذلك شبكة الطاقة والجامعات، مشددًا على ضرورة تكوين جيش أوروبي يتعامل مع التطرف الدولي لاسيما تنظيم "داعش" المتطرف، يحظى بالاستقلال عن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، دون أن يحلّ محله ولكنه سيكون منظمة أمنية حيوية تعمل بشكل مستقل.

ودعا بلير، خلال التصريحات في مجلة "نيوزويك"، جميع الدول الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها أقل من 100 مليون نسمة بما في ذلك بريطانيا، إلى ضرورة العمل معًا بشكل وثيق.

وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع اقتراب الحكومة البريطانية من التوصل إلى اتفاق بشأن علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، والذي يعد مكونًا أساسيًّا في المسودة التي تسعى إلى تكوين اتحاد أوثق من أي وقت مضى.

وتتعلق تصريحات بلير بالأمن والحاجة إلى قوة أوروبية، مضيفًا: في مجال الأمن فالطريق المقبل بالنسبة إلى البلدان الأوروبية يتمثل في العمل بشكل وثيق معًا وليس العمل على حدة بشكل منفرد، ويجب أن يثير تحدي الإسلام الراديكالي مزيدًا من التعاون بين حدود الدول الأوروبية؛ إذ يخطط المتطرفون عملياتهم من دون النظر إلى الحدود الدولية، وأزعم أن أوروبا ستحتاج على المدى المتوسط إلى بناء قوة دفاعية، ولن تحل هذه القوة محل حلف الناتو، لكن سيكون لديها القدرة المستقلة للقيام بعمل عسكري عندما تتعرض أوروبا للتهديد حال عدم تدخل الولايات المتحدة.

وأبرز بلير، الذي قدم سلسلة من التدخلات في السياسة البريطانية خلال العام الماضي، نجاح قوة حفظ السلام الأفريقية، وكثيرًا ما نوقشت فكرة تكوين جيش أوروبي إلا أنها قولبت بالمقاومة من بريطانيا نفسها التي تعد واحدة من أكبر القوى العسكرية في العالم، وطرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الفكرة مرة أخرى العام الماضي لكنها رفضت من قِبل الحكومة البريطانية أيضًا.

وأفاد بأنه سيكون حيويًّا للدول أن تعبر عن آرائها بشكل فردي من خلال التجمعات مثل الاتحاد الأوروبي، مضيفًا: هناك الكثير من المجالات لمزيد من التعاون، وفي مجال الطاقة تعد فوائد التعاون واضحة، حيث أن وجود شبكة طاقة مشتركة سيخفض التكاليف بشكل كبير على المستهلكين، وبالنسبة إلى مجال التعليم العالي فهناك احتمالية لاستخدام المراكز الأوروبية للتعليم لصالح مواطني أوروبا وبالمثل في الفن والثقافة.

ومن أمثلة المناطق التي تعمل معًا في أنحاء العالم "رابطة دول جنوب شرق آسيا"، والتي تساعد في منح هذه الدول ثقل سياسي واقتصادي لحماية مصالحهم، وذكر بلير: يعد الاتحاد الأفريقي كيانًا أكثر عالية اليوم عما كان من قبل عقد من الزمن لاسيما في مجال حفظ السلام، وتتعلم أميركا الجنوبية الدرس ذاته، وتختلف كل هذه التجمعات عن أوروبا حيث اندمجت الأخيرة بشكل أسرع وأعمق من أي مكان آخر، ولكن المبدأ نفسه العالم يتغير والقوى الجديدة الضخمة ستكون لديها القدرة على الهيمنة، ويجب على الدول الصغيرة بما في ذلك تلك التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة الاستفادة من علاقاتها الجغرافية للحفاظ على ثقلها.