الرئيس الامريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل

أكدت تقارير إذاعية بأن المخابرات الألمانية الخارجية تجسست على أهداف من بينها وزير "الخارجية" الفرنسي لورانت فابيوس، ومكتب التحقيقات الفيدرالية، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة.  حيث من المرجح أن يشعل هذا التقرير جدلاً واسعًا في ألمانيا، حول انطلاق أعمال المخابرات الخارجية التي كشف عنها المخبر الأمريكي إدوارد سنودن.
 
وادعت المستشار الألمانية أنجيلا ميركل بعدما ذكرت أن "الولايات المتحدة تتجسس على أصدقائها" في إشارة إلى أن المستشارة لم تعد بعيدة عن اتهامات وكالة الأمن القومي بالتجسس، حيث تبدو الادعاءات محرجة للمستشارة، التي تجاوز مكتب مخابراتها حدود النشاطات الألمانية، وهي من قالت لواشنطن في 2013 أن "التجسس على الأصدقاء لا يصح" حين علمت من تقرير ماضي أن وكالة الأمن القومي بالولايات المتحدة تجسست على هاتفها الجوال.
 
وأضاف التقرير الأخير لراديو برلين العام أن لائحة من المستهدفين تم التجسس عليهم من قبل جهاز المخابرات الألماني، وطبقًا لتقرير (RBB) الإذاعية، الذي لم يفصح عن مصادره، فإن المخابرات الألمانية تجسست على فابيوس، ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، وهيئات الأمم المتحدة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية.
 
وذكر التقرير أن المراقبة رصدت هانزجورج هابر، وهو مواطن ألماني عمل رئيسًا لبعثة الأمم المتحدة في جورجيا من 2008 حتى 2011، ثم ملحق دبلوماسي في بروسلي، لافتًا إلا أنه يعمل حاليًا كرئيس لبعثة الأمم المتحدة في تركيا، وهو متزوج من وزيرة "الدولة" لوزارة "الداخلية".
 
يذكر أن المواطنين الألمانيين محميون وفقًا لدستور الدولة، وغير مسموح بالتجسس عليهم، حيث تعتبر الخصوصية أمرًا حساسًا في ألمانيا بسبب أعمال المراقبة الواسعة التي مارسها جهاز أمن الدولة والشرطة السرية في ألمانيا الشرقية الشيوعية والجستابو في عهد النازية.
 
 وأوضح تقرير إذاعة (RBB)، أنه كان من ضمن اللائحة العديد من الشركات الأوروبية والأمريكية، بما فيها مصنعي الأسلحة مثل شركة "لوكهيد" في الولايات المتحدة.
 
ولفت تقرير ماضي للإذاعة الألمانية أن المخابرات الألمانية بالتعاون مع وكالة الأمن القومي تجسسا على الرئاسة الفرنسية ووزارة "الخارجية" والمفوضية الأوروبية وأهدافًا أخرى.
 
 ورفضت المخابرات الألمانية التعليق على الادعاءات الأخيرة، عندما سؤلت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية كريستيان ويرتز، في مؤتمر صحافي دوري مدته 20 دقيقة، فرفضت التعليق على الأمر بشكل مباشر، وذكرت أن هيئة الرقابة عملت "دون مناقشة كل الأمور في العلن".
 
 وتعهدت ويتزر بإجراء تحقيق كامل، وقالت "إن واجبات المخابرات الألمانية لا تتضمن عمل استطلاع سياسي ضد دول شريكة".
 
وأضافت "إن رئيس المخابرات الألمانية غيرهارد شيندلر مازال لديه الثقة الكاملة في الحكومة الألمانية"، كما نوه المتحدث باسم وزارة "الخارجية" مارتن شافر أن الدبلوماسيين يتخذون احتياطاتهم كقاعدة ضد التطفل، ولكن لم يكن من المتوقع أن يكون التجسس من جانب المخابرات الألمانية.
 
وأثار سنودن، الذي عاش مختبئًا في روسيا منذ 2013، الفضيحة الواسعة عندما كشف للصحافيين عن كنز من الوثائق الخاصة في وكالة الأمن القومي تتعلق ببرنامجها الهائل للمراقبة والتجسس.  حيث وجهت له الولايات المتحدة تهمة التجسس وسرقة مستندات حكومية شديدة الخصوصية، ومن الممكن أن يخضع للسجن 30 عام إذا حوكم وأدين.