القاهرة - الجزائر اليوم
الخردلي، لون مشتقّ من الأصفر، وهو داكن، يتصف بالجاذبيّة والأناقة، ويبعث شعوراً بالاسترخاء والدفء، ويستعمل غالباً في البيئات المريحة، وهو بمثابة مهدئ صامت. يشجع اللون الخردلي على التفكير الابتكاري، ويبعث على التفاؤل، ويضفي حضوراً إيجابيّاً في المساحة التي يحلّ فيها. وفي هذا الإطار، تطلع «سيدتي» من مهندسة الديكور كارولين عزالدين على خصائص الأصفر الخردلي، وأهميّته، وكيفيّة دمجه بالديكور الداخلي؟يستحضر اللون الخردلي الدافئ، الذي يطلق عليه اسم الخردل من قبل محترفي التصميم وخبراء الطلاء، ذكريات التصميمات الداخلية الرائعة في سبعينيات القرن الماضي.
خصائص
يحقّق الأصفر الخردلي التوازن في أي مساحة يحل فيها، مع دلالات معيّنة في علم النفس، وهو غالباً ما يستخدم في التصميم الداخلي والملابس والأزياء، ويتمتّع بكل مميزات الأصفر، أي يضفي الشعور بالسعادة والديناميكيّة، ولو أنّه داكن وغير مشعّ. ولأن اللون يقرب من الذهبي، فهو يضفي شعوراً بالفخامة والأناقة.
الديكور الداخلي
كثيرة هي استعمالات الأصفر الخردلي في التصميم الداخلي، لا سيّما في المساحات التي يجتمع الأفراد فيها، ويتبادلون أطراف الحديث، كونه يوحي بالترحيب، وذلك في غرف الجلوس والمطبخ، عند إضافته إلى قطع الزينة الموزّعة على الرفوف أو عبوات التخزين، أو إلى كراسي طاولة الطعام في المطبخ، بخاصّة إذا كانت الكراسي مشغولة من الخامة الشفّافة (بليكسي). كما يشيع الطاقة الإيجابيّة والحيويّة. يمكن استعماله في غرف الجلوس، على الصوفا، أو الوسائد، أو طلاء جدار محدّد به، كما في ورق الجدران.
في الصالون، يجب معرفة نوع الأقمشة التي يسمح باستعمال الأصفر الخردلي معها، تفادياً للابتعاد عن الفخامة المرغوبة من اللون، فلا يمكن اختياره للأقمشة القطنية و«البوليستر»، بل للجلد أو المخمل أو «الساتان».
وتشير المهندسة كارولين إلى ضرورة أخذ الحذر عند استعمال الأصفر الخردلي في الديكور، كونه لا يمكن المبالغة في إضافته، بخلاف الألوان الحياديّة، كالبيج والرمادي. ولذا، هو يحضر من خلال الإكسسوارات، لا سيّما المزهريّات والوسائد، وحتى يضاف إلى الستائر وقطع السجاد.
عند الرغبة في وضع قطعة أثاث باللون الأصفر الخردلي، يمكن اعتماده في مقعد أو صوفا، شرط عدم تكرار استخدامه في قطع أخرى، وذلك بهدف إلقاء الضوء على القطعة المصمّمة بشكل لافت، كي يعكس فخامتها.
يناسب اللون المساحات «المودرن»، خاصّة عند استعماله مع الرمادي، وفي المساحات الفخمة يحلو مزجه مع الكحلي المناقض له، أو على النقيض من ذلك مع ألوان قريبة منه، لا سيّما الأحمر القرميدي، والأخضر الداكن.
وفي هذا الإطار، يستخدم اللون في الغرفة الشتوية أو الغرفة التي لا يصلها كمّ وافر من ضوء الشمس.
وتوضح المهندسة كارولين، أنه ليس هناك من لون معين يمنع استعماله مع الأصفر الخردلي، إنما الأمر يرجع إلى الجوّ المرغوب بإضفائه على الغرفة، أي في حال مزج الأصفر الخردلي مع الألوان القوية الدافئة، كالفوشيا والبنفسجي والأحمر، أو في حال الرغبة بإضفاء لمسة فخمة في المساحة، بعيداً عن الوقوع في فخ الطراز البوهيمي.
تناسب اللمسات بالخردلي كلّ غرف المنزل، باستثناء غرف الأطفال، لأن استعماله بدرجة مائلة إلى الأصفر المبهج يؤثر سلباً في صحة نوم الطفل، نظراً لكونه مشعاً.
أمّا في غرفة النوم الرئيسة، فيدخل الخردلي إلى ظهر السرير، مع الابتعاد عن تكرار اللون في أي قطعة أخرى على السرير، سواء في مفرش السرير أو الوسائد، ويمكن إضافته في قماش الـ«بوف» في الغرفة، أو في الإكسسوارات، لا سيما «بلانكيت» على طرف السرير والوسائد، ولمسات بسيطة في الستارة.
بالمقابل، لا لطلاء أي جدار من جدران غرفة النوم بالخردلي، حسب المهندسة. ويفضل مزج الأصفر الخردلي مع لون أزرق البط البري Teal blue في غرفة النوم، علماً أن اللون الأزرق يكسر من حدّة الخردلي.