القاهرة - الجزائر اليوم
لم يكن هناك أي نوع من المبالغة عندما وصف بـ"جوهرة فرنسا" نظرا لمكانته التاريخية وتصميمه الخيالي وارتباطه بمجموعة من الأحداث التاريخية، والعدد الضخم من الزوار الذي يرتاده كله عام."قصر فرساي" (Le château de Versaille)، هو أحد أفخم قصور العالم، وأشهر المعالم السياحية الأوروبية، حيث يستقبل سنويا نحو 60 مليون زائر، وهو ما يضعه في مقدمة أبرز المزارات السياحية عالميا.
القصر الذي أطلق عليه لقب "جوهرة فرنسا" أمر ببنائه الملك لويس الرابع عشر، في القرن الثامن عشر، بهدف الانتقال للعيش فيه والابتعاد عن باريس والمكائد السياسية التي كان متعارفا عليها في ذلك الوقت.
قصة البناء
لكن الخطوات الأولى للبناء بدأت عندما أمر لويس الثالث عشر عام 1624، ببناء منزل صغير للصيد على تل قريب من قرية فرساي الصغيرة، الواقعة على بعد 20 كيلومترا من الجنوب الغربي للعاصمة الفرنسية باريس، وفي عام 1632 أمر الملك بتوسيع المنزل.
ثم بدأ البناء الفعلي للقصر خلال فترة حكم لويس الرابع عشر، عندما قرر تشييد القصر على مساحة 63154 متر مربع، بدلا من المنزل، لينتقل للعيش فيه مع عائلته.
46 عاما للبناء
واختار لهذه المهمة المهندسون المعماريون لويس لوفاو وجولز آردوين وللحدائق المهندس أندريه لونوتر وآخر للديكور، واستغرق البناء ما يقارب 46 عاما، بين عامي 1664 و1710.
وبعد مرور ما يقارب المئة عام ظل القصر مغلقا فيها، قام الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت، بالانتقال للقصر والعيش فيه، إلى أن أجبرتهما الثورة الفرنسية في عام 1789 على مغادرته، ومن ثم تم إعدامهما بالمقصلة، ليصبح هذا المشهد هو تمثيل لنجاح الثورة الفرنسية آنذاك.
التحويل لمتحف
ظل القصر المغلق محط اهتمام الملوك في فرنسا حتى قرر الملك لويس فيليب عام 1833، تحويله إلى متحف لعرض تاريخ فرنسا، وتم افتتاحه عام 1837، بعد أن تم جمع العديد من الرسومات واللوحات والمنحوتات التي تمثل أحداثا وأشخاصا من تاريخ فرنسا ووضعها فيه.
يتميز قصر فرساي التاريخي في تصميمه وبنائه بالفن المعماري الكلاسيكي الفرنسي في القرون الوسطى، كما يبيّن مدى ثروة وقوّة المملكة الفرنسية في ذلك الوقت.
إرث عالمي
وهو يعد من أول القصور التي اعتبرت إرثا عالميا في قائمة اليونسكو، وذلك للمكانة التاريخية والهندسية للقصر، والجانب الفني المميز الذي يتجلى في كل منشآت البلاط.
ويضم القصر 200 غرفة و2000 نافذة تمتد لثمانين مترا وتطل جميعها على حدائق القصر الرائعة، بالإضافة إلى 3 طوابق تحتوي على 17 قوسا زجاجيا، فضلا عن شقة فخمة خاصة بالملك التي تحتوي على 7 قاعات والعديد من صالات العرض الممتلئة بالقطع الأثرية واللوحات الفنية وغرفة خاصة بالملكة.
أروع حدائق القصور
ويحيط بالقصر واحدة من أروع حدائق القصور في العالم، والمعروفة باسم "حدائق فرساي"، وهي عبارة عن ساحات كبيرة تحتوي على النوافير والأشجار والأزهار والتماثيل، بالإضافة لحدائق الأشجار التي بها ما يقرب من الألف شجرة برتقال، كما تضم 50 نافورة أشهرها "نافورة لاتونا" ونافورة "أبولو" المصنوعة من الذهب الأصلي.
لذا يعد هذا القصر الخيالي والمرتبط بأهم أحدث فرنسا التاريخية من أبرز المزارات السياحية في أوروبا والعالم الذي يجذب أكثر من 60 مليون زائر سنويا.
وغالبا ما يصطف هؤلاء الزوار في طوابير طويلة حتى يتمكنوا من الدخول، تصل مدة الانتظار فيها إلى 3 ساعات.
وتبلغ قيمة تذكرة الدخول للقصر 15 يورو، بالإضافة إلى 10 يورو إضافية للدخول لمقصورة ماري انطوانيت
قد يهمك ايضا :
الجزائر وفرنسا تتفقان على العمل لإحلال السلام في مناطق الصراع الكبرى