برلين ـ جورج كرم
سيبدأ أسبوع برلين للموضة الثلاثاء، وسيضيف مزيدا من الاهتمام على أسلوب العاصمة الألمانية، ففي الأسبوع الماضي كشفت "غوتشي" التي تسيطر حاليا على مزاج الموضة عن حملة إعلاناتها لصيف وربيع 2016، المستوحى من جمالية ألمانيا في الثمانينات وثقافة البوب، وبعد يومين نشرت "جيفنشي" صورا من مجموعة ما قبل الخريف، والتي ستباع في بداية الصيف.
وفي الوقت الذي لم تتمتع فيه ألمانيا بسمعة مؤثرة في عالم الأزياء، إلا أن كارل غرفيلد المدير الإبداعي لشانيل وفيندي ألماني، إضافة إلى جيل ساندار الذي أثر على الموضة والتصميم في التسعينات، والمصور يورجن تايلر الذي كان له بصمة في صورة عروض الأزياء على مدى السنوات العشرين الماضية.
وتعتبر عارضة الأزياء كلوديا شيفر الألمانية أيقونة للجمال، وهي تشارك كل من نعمومي كامبل وسيندي كروفورد حملة إعلانية جديدة في ألمانيا، إضافة إلى دور النجمة ديان كروغر ومحررة الموضة ونجمة وسائل التواصل الاجتماعي فيرونيكا هيلبرانر، كل هؤلاء يبعدون الصورة النمطية على أن الألمان لا يتبعون الموضة.
ولا يعمل الألمان جاهدين على أخذ مكانتهم في عالم الموضة، وتقول مؤسسة البوتيك على الإنترنت Avenue32.com، وهي مولودة في فيستفاليا وتعيش في بريطانيا وتدى روبرتا بنتيلر "إنها ليست بلد غريبة الأطوار، فالعقلية الألمانية مباشرة وقوية ونظيفة جدا، ولقد بقينا دائما وفيين لهذه العناصر".
ومن المفارقات، أن النظرة العملية الألمانية أدت إلى اختراع صنادل الرحلات والجوارب الأفضل على مدى السنوات القليلة المقبلة، وتقول واحدة من أبرز مصممي أسبوع الموضة في برلين دورثي شوماخر "رغم أن ألمانيا لم تهتم تاريخيا بعالم الموضة، فإن هناك اعتراف جديد حول رومانيستنا، يمكن رؤيتها من خلال الموسيقة، والفن واليوم من خلال الأزياء".
وكشف استطلاع يورمونيتور الأخير أن المانيا هي أكبر مستهلك للملابس والأحذية في بريطانيا، فمتاجر أتش أند أمز لديها أكبر قاعدة عملاء هناك، إلى جانب متاجر نيت وبورتر، وزالاندو الذي يصل إيراداته إلى مليار يورو سنويا، إلى جانب متاجر التجزئة في ميونخ مايتيرازا، والتي شهدت أرباحا بقيمة 82 مليون يورو في العام 2014.
وتتمتع برلين بتاريخ ثقافي عريض، ففي السنوات القليلة الماضية شهدت عروض سينمائية وتلفزيونية رئيسية كانت العاصمة موقعها الرئيسي، من ضمنها الجزء الثاني من "موكنغجاي"، والرجل من أنكل، وجسر الجواسيس، وتردد الكثير من النجوم على سوهو هاوس الذي افتتح في منطة ميته في برلين العام 2010، والذي يضم بركة سباحة على السطح ومخازن للأزياء من تصميم اللندني أليكس إيقل في الطابق السفلي.
واستوحى مصمم الأزياء البريطاني جي دبليو أندرسون مجموعته لشتاء وخريف 2014 لأزياء النساء من الكتلة الشرقية لبرلين في الثمانينات، من خلال الملابس اللامعة والأكتاف الكبيرة والأحذية المترهلة، وفي الوقت الذي لم يرق فيه هذا النموذج لكبار السن، وجده الجيل الشاب في المدينة محببا، وسرعان ما تبعوا جي دبليو أندرسون.
وأضافت فيرونيكا هيلبرانر "لم يكن العرض رائعا، فقد كانت موضة قديمة، ولكن على مدى العامين الماضيين عادت كل الموضة القديمة، فالملابس الرياضية عادت، وغوتشي وكلو عادوا بها إلى المدارس التقليدية، وأعتقد أن هذا الموسم هو نظرة ألمانيا الجديدة".
وتضم برلين مجموعة من العلامات التجارية الأشهر، والتي تقدم عددا مميزا من الخيارات، منها علامة دورثي شوماخر التي تأسست في العام 1989، والتي تقدم كثيرا من المجوهرات والقطع المثيرة، إلى جانب Stylebop.com التي تأسست العام 2004، والتي تقدم كثيرا من خيارات الملابس، وMyTheresa.com التي تأسست العام 2006 وتعرض مجموعة كبيرة لفان نوتن فالنتينو وسان لوران، ولالا برلين التي تأسست العام 2004.